هشام الجنابي .. الصقر الذي حلق عاليا
هشام الجنابي .. الصقر الذي حلق عاليا


بقلم: ثامر الحجامي - 29-03-2017
لا تحس بوقع خطواته حين يسير, فلا تشعر إلا وهو بجانبك, عيناه ترقب ما حوله فهكذا تعود, يلقي عليك التحية بكل هدوء, ثم يسير الى المجهول, يغيب ساعات ثم يعود, محملا بشراك الدواعش وفخاخهم .

التحق خبير المتفجرات هشام الجنابي, بسرايا الجهاد تشكيل فجر, عند صدور فتوى الجهاد الكفائي, التي أطلقها سماحة المرجع السيد السيستاني " دام ظله ", وكانت مشاركته الأولى في تحرير جرف النصر, فكان هشام يتقدم الصفوف, باحثا عن عبوات الدواعش وشراكهم, التي نصبوها للمجاهدين, الذين لا يتقدمون إلا بإيعاز من هشام, الذي رفض أن يترك رفاقه, بعد أن ابلغوه باستشهاد شقيقه, إلا بعد إكمال تحرير جرف النصر, فقد كان يردد: إن حياة إخوتي المجاهدين, أهم من ذهابي, لمجلس عزاء أخي الشهيد .

وهكذا استمر هشام, في عمله مع تشكيل فجر, في كافة معاركه وأهمها الصقلاوية, التي أجمع الخبراء العسكريون, إن التقدم باتجاهها من قاطع فجر, هو بمثابة انتحار, لكثرة العبوات التي كانت مزروعة, على الطريق السريع وعلى جنباته, وتعدد نوعياتها, فقد تعددت بين المزدوجة والفردية والعنكبوتية, وبين التي تستهدف الأشخاص وتستهدف الآليات, وطول المسافة التي تم زراعة العبوات فيها, فشمر هشام عن ساعده, وصار يذهب بعد مغيب الشمس, ولا يأتي إلا قبل شروقها, ولمدة 15 يوما, أتى بعدها أمر الانطلاق باتجاه الصقلاوية, والمجاهدون يرون إن " مساطر العبوات" قد تم تفكيكها, وهي مرمية أمامهم, حتى أطراف المدينة .

إن كانت فوهات البنادق, هي التي تصنع النصر, فإن أنامل هشام, التي فككت المفخخات, وأزالت عبوات الدواعش, وعيونه التي كأنها عيون الصقر, تلمح أسلاكها التي تصل دقتها أحيانا, بقدر خيط الإبرة, قد صنعت انتصارات وأنقذت أرواح الكثير من المجاهدين, الذين كانوا يعشقونه, وجعلوا ثقتهم به, ولكنه كان دائما ما يتمنى ان يكون شهيدا, وإنه لم يأتي للجهاد إلا لينال الشهادة, فكتب على صفحته الشخصية في الفيسبوك, قبل التحاقه الأخير :" دخلنا مدرسة الجهاد لنتخرج شهداء" .

فكان أن نال ما تمنى, وذهب شهيدا سعيدا, بعد أن كان يعالج شراك الدواعش وفخاخهم, رغم إن رفاقه أوصوه بالحذر, فأجابهم وهو مبتسم : نحن لا نهاب الموت إن وقع علينا أم وقعنا عليه .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google