إغتيال وطن بكامله
إغتيال وطن بكامله


بقلم: لؤي الموسوي - 30-03-2017
القاريء يستغرب عندما يقرأ العنوان اعلاه، و هي كيف تتم عملية اغتيال وطن بكامله، من حيث عدد السكان و المساحة.

كثيرة هي عمليات التصفية "الاغتيالات"، التي تمارسها و ترتكبها المنظمات الارهابية و ارباب الجريمة المنظمة و الانظمة الدكتاتورية، تجاه كل من يقف بوجهها و من يتصدى لافشال مخططاتهم التي تكون على حساب و مقدرات شعب بكامله.

يعد النظام العراقي السابق "البعث الصدامي" من اشد الانظمة قسوة التي مارست القمع و الظُلم و القهر تجاه ابناءه في الحقبة الماضية منذ اواسط القرن العشرون الى مطلع قرن الحادي والعشرون، فالمجزرة تلو المجزرة ترتكب بحق ابناءه من قِبل السلطات الحاكمة و كان اشدها جوراً و اجراماً هي فترة حكم البعث المجرم، و كان في طليعة من استهدفتهم سلطة البعث هي الحوزة العلمية و رجالها و باقي الحركات الاسلامية و غير الاسلامية ايضاً لم ينجو من ظُلم ماكنة البعث الصدامي.

الشهيد الحكيم كان منذ نعومة اضفاره رافضاً لظلم والظالمين، وصوتاً يصك مسامع الطامعين و سالبي حقوق الشعب، هذا ما جعله رقماً صعباً لنظام البعث، ومستهدفاً من قبلهم ايضاً فتعرض للاغتيال لاكثر من محاولة في زمن المد الشيوعي واعتقل في فترة تواجده في العراق ابان حكم البعث، بسبب حمله تطلعات شعبه المظلوم والمطالبة بحقوقه المشروعة، فحينها اقدمت السلطة على تضيق الخناق عليه، مما دعاه الى الخروج خارج بلده ليكمل ما بدءه وهو بكشف جرائم البعث وتعريته امام العالم باسره وكشف جرائمه والعمل على اسقاط حكم صدام.

أمة في رجل هي سيرة العظماء والنبلاء و من سار بركبهم، حملوا هموم شعب بكامله و تصدوا لسلطة الظلم التي اهلكت الحرث والنسل، فتصدوا للمسؤولية الشرعية والوطنية من اجل انقاذ شعب اتعبته الحروب و اصبح اسير بيد جلاد لا يفقه شيء سوى لغة الدم، فرفع الشهيد الحكيم شعاره ضد البعث المتمثل بصدام و قال مقولة جده الحسين(ع) "هيهات منا الذلة"، فما كان الا ان اقدم جلاوزة البعث بشن حملات الاعتقالات والاعدامات لاسرته الكريمة وما ان رفض الحكيم مطلب البعث بالتوقف عن مناهضة السلطة وما ان انجلت غبار سيارات الامن فخلفت و رائها ما يزيد عن 60 شهيد من اسرة آل الحكيم، رغم تلك الدماء الغالية الطاهرة عليه وعلى كل غيور، لكنها لم تضعف من عزيمته و اصراره على اكمال مسيرته و الوصول الى الهدف المتمثل باسقاط حكم البعث الصدامي المجرم، فبعد سنوات الغربة والجهاد المستمر استطاع باسقاط صنم البعث في بغداد.

شهيد المحراب لم يكن يمثل شخصه او اسرته او حراكه السياسي فقط، بل كان مشروع وطن بكامله في كل الجوانب، لما له من مكانه في نفوس العراقيين والعالم، وما يتمتع به من ثقل لم يكن على صعيد واحد بل على جميع الاصعدة ولكثرتها لا اتطرق لتعدادها، ولهذا فكان استهدافوه يمثل استهداف الوطن بكامله، بما يمثله من ضمانه عراقية واسلامية كبرى كما عبر عن ذلك امين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، فلذا كان يمثل العائق بوجه مخططات البعث ما بعد سقوط نظامهم وكذلك يعد العقبة في وجة قوات الاحتلال وحلفائهم، فلهذا وجدوا ان مخططاتهم لم تكون سارية المفعول ما لم تتم تصفية السيد محمد باقر الحكيم من الساحة العراقية جسدياً و هذا ما حصل بالفعل، من هنا نعرف بان اغتيله يمثل اغتيال مشروع وطن بكامله



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google