إشراك "السنة" في القرار السياسي
إشراك "السنة" في القرار السياسي


بقلم: عبدالزهرة الطالقاني - 06-04-2017
لعل واحداً من أهم اللقاءات التي جرت في المدينة السويسرية المهمة "جنيف" بين رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي وعدد من المسؤولين الكبار، هو ذلك اللقاء الذي جرى منتصف شباط الماضي مع المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ديفيد بترايوس، الذي نقل لرئيس الوزراء رأي الادارة الامريكية بإستمرار التعاون مع العراق "شرط" إشراك السنة في القرار السياسي. السنة القريبون إلى أمريكا اليوم، المحاربون لها بالامس، المتقلبون في الآراء ووجهات النظر، ما زالوا وسيبقون يشكلون ثقلاً في السياسة العراقية، وهم لم يهمشوا يوما ما، بل هم همشوا أنفسهم وكانوا لها ظالمين، ومتى أدركوا ان دورهم موجود ولا يمكن أن يؤديه غيرهم، عند ذلك سيسهمون في بناء عراق موحد متطور بعيداً عن العنف والكراهية.. ولعلهم وجدوا بارقة أمل جديدة في زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد، والحوارات الإيجابية التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري.. انتم من تصنعون القرار السياسي العراقي يا سنة العراق وأنتم أهل بلد ولستم طارئين، لذلك لا تحتاجون إلى وساطة أمريكية لأخذ دوركم، بل أنتم بادروا مع إخوانكم الآخرين وستجدون أحضانهم أكثر دفئاً من الأحضان العربية المجاورة، أو تلك الاجنبية البعيدة عبر المحيطات .ماذا يعني إشراك السنة في القرار السياسي؟.. ألم يكونوا مشتركين في صنع هذا القرار منذ تأسيس الدولة العراقية الجديدة وسقوط النظام الدكتاتوري عام 2003؟ ألم يكن ممثلوا السنة في السلطة التشريعية وعددهم 40 نائباً يشكلون كتلة كبيرة إضافة إلى 39 نائباً كردياً غالبيتهم من السنة ويتعاطفون مع توجهات الكتلة السنية في البلاد؟ هل تريد أمريكا ان تؤكد على أن السنة العراقيين مهمشون، وليسوا أصحاب قرار؟ ورئيس البرلمان منهم، ونائب رئيس الجمهورية منهم، وهناك 6 وزراء سنة في تشكيلة الحكومة. وهم ممثلون في مفوضية الإنتخابات والمفوضية العليا لحقوق الإنسان، وكثير من الهيئات والمؤسسات. إذا لم يشارك هؤلاء في صنع القرار السياسي، فمن يصنعه إذن؟ هل هناك قوى أخرى غيبية؟.. الصحافة الخليجية روجت لذلك كثيراً وبعض التنظيمات السنية المتطرفة أجهضت إقامة حكومة شراكة وطنية. وطالما عملت الكتلة السنية في البرلمان والحكومة على إعاقة التقدم والوصول إلى قرارات واحدة مشتركة. بل كانت تقف بالضد من كل ما يوحد العراق وطوائفه، عندما دعت الى اقليم سني. واذا تساءلنا ما هو القرار السياسي ؟ ومن يصنعه،العراقيون أم غيرهم ؟ تبدو الاجابة واضحة، وهي لا أمريكا ولا السعودية ولا أية قوى أخرى، تستطيع أن تكون بديلاً لسنة العراق، فهم يدركون مستقبلهم، ويعرفون أجندات الدول المجاورة وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، ويعرفون ايضا ان الغول الأمريكي يحاول أن يقع بثقله على المشهد السياسي العراقي ليكون مؤثراً فيه.. إذا لم يساعد السنة أنفسهم في العمل المشترك مع الآخرين لصنع مستقبل العراق، فإن الضغوطات الخارجية لن تنفع في ذلك.. قد يستطيعون الحصول على مزيد من المناصب، ومزيد من المكاسب، إلا أنهم لن يكونوا شركاء حقيقيين في القرارات المصيرية إذا كان دافعهم تحقيق مزيداً من المنفعة والمصالح المادية الوقتية.

عبدالزهرة الطالقاني



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google