مبروك للعراقيين التسلسل 166 في الفساد العالمي
مبروك للعراقيين التسلسل 166 في الفساد العالمي


بقلم: سالم سمسم مهدي - 06-04-2017
في بداية عام 2016 كتبت صحيفة الغارديان البريطانية ان لا امل بإصلاح الفساد في العراق لسبب بسيط هو ان الاحزاب التي تتقاسم السلطة هي التي تقوده وان من المستحيل ايقاف نهبا كهذا تمارسه هذه الاحزاب حسب قول الصحيفة قلت مع نفسي ان هكذا تقارير فضلا عما تذكره الوكالات والمؤسسات الدولية سوف تُشعر هؤلاء بالخجل ولكن يبدو انهم ماضون في برنامجهم المخزي بلا وجل ...

ومع اننا من اوائل الذين نبهوا الى هذا الخطر الماحق وان من يرجع الى ما كتبنا في الاعوام 2005 و 2006 يجد اننا من السباقون الى دق الناقوس وكنت اقول على الدوام ان هذا الوباء سيسبب لنا الويلات ومع اننا لا نتفق مع ما تنشره الصحافة العالمية عن بلدنا على طول الخط ولكن البراهين الواضحة تجعلنا نؤيد ما ذكرته وتعلنه لاحقاً في هذا المجال ...

ان الفساد يُفسد النفوس ويجعلها ضائعة في عالم المطامع الخسيس من دون اكتراث للمخاطر المحيطة بها وتتحين الفرص للولوغ في المزيد من نتانة هذا المستنقع العفن من دون ان تحسب حساب دورة الزمن ...

وفعلا كان الفساد وراء تنامي البؤر الارهابية الممثلة بالقاعدة وداعش وغيرهما من بؤر الشر خصوصا وان الفساد وصلت به الوقاحة والصلف ان يبيع السلاح الذي دُفعت امواله من الشعب لغرض توفير الامن له والدفاع عنه فأصبح سلاحا بيد الارهاب يُقتل به ابناء الوطن اما بسبب الخيانة او لعدم الخوف والاستهانة بالعقاب ...

لم يظهر في أي بلد كما حصل بالعراق أن يظهر مِن على شاشات التلفزة وأمام الناس مسؤول يعترف بدون خشية ان جميع المسؤولين يمارسون الفساد ويمر اعترافه مرور الكرام ويبقى هؤلاء متربعين على كراسي اكبر منهم ومن نفوسهم اللاهثة وراء المنافع ...

ان هذا وللأسف يعكس حقيقة ان شعبنا اصبح الشعب الاعجز بين شعوب العالم ويفتقر للجرأة التي تؤهله من أجل ايقاف هذه المهزلة التي لا سابق لها في التاريخ الانساني ...

ليأتي مؤخرا تصريح السفير الامريكي عن الموقع الذي حصلت عليه الدولة العراقية ليضيف مثلباً جديدا على مسيرتنا جميعا بالركون الى الظلم والإذعان للسراق وتقبل عواقب هذا التجاوز الوبيل لأن حصول بلد يتغنى بالحضارة والقانون وينظم مسيرات مليونية لتكريم تضحيات رجال اجلاء تحدوا الباطل ودفعوا الثمن غاليا من اجل ابراز قضايا مصيرية تخص كل المجتمع بلا تمييز فان ذلك يؤدي بالنهاية الى غياب الدولة بسبب هذه الظاهرة ...

ويظل كل ما يقال عن الدين والمذهب والأخلاق والحق والباطل مجرد نظرية لا قيمة لها في ظل فساد استشرى ولا يوجد من يستطيع ان يلجمه او يسترد منه استحقاق الوطن .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google