موعد مع الفرج
موعد مع الفرج


بقلم: علي السيد جعفر - 08-04-2017
تبادل أدوار التأييد والرفض في العراق لنظام بشار الأسد غريبة، شيعة العراق ومنذ سقوط صدام حسين حتى الساعات الأولى للحراك الشعبي السوري، يعتقدون، يؤمنون جازمين بضلوع نظام البعث في سوريا بالإرهاب والقتل اليومي في بلادهم، تتصدر أخبار فضائياتهم الحزبية كما الرسمية إعترافات عناصر القاعدة المقبوض عليهم، والمدربين في سورية، في أربعاء بغداد الدامي، الذي طالت تفجيراته مؤسسات الدولة، وراح ضحيته العشرات، أحال رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي الملف برمته إلى مجلس الأمن، متهماً سورية بالوقوف خلفها، الزعامات السنية من جانبها تنأى بالجارة عن أي فعل تخريب، أو تفجير راح ضحيته عشرات الأبرياء، دمشق، كما ترى قواعدهم الشعبية، داعمة لقوى التحرر ضد "إحتلال غاشم"، إستقرار البلاد، وإتهامات شريك الوطن باطلة، الإنقسام الطائفي في العراق، ألقى بظلاله على المشهد في سورية، وتبدلت الرؤى، اليوم، غالبية شيعية تؤيد وبقوة نظام أستباح دماءها لسنوات حتى "شغلته" عنها إنتفاضة شعبية، كادت تعصف به وبنظامه، لولا تدخل روسيا وإيران وأذرعها الشيعية في المنطقة، مع تراجع الدور الأمريكي في المنطقة في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، بقاءه، خير من قوى التكفير والتطرف، ضريح السيدة زينب لابد أن يبقى، يصمد كصمود بعث دمشق، قبل أن تجرفه داعش، إن تمكنت، تسلقت سدة الحكم في سوريا، السُنة، ولأن غالبية من أنتفض سُنة، وقفوا، آزروا ثورتها، البطل القومي، بات مجرماً، يوغل في قتل شعبه، جنونٌ، يتنقل أسد سورية الصغير، بين مكونات العراق وطوائفه بين الإجرام وصكوك البراءة والغفران دون وعي، أو إدراك لأهمية بقاءه، أو زواله عراقياً.

في ذكرى سقوط البعث العراقي، وغداة الضربة الأميركية على مطار الشعيرات، بدا عمق الشرخ المجتمعي جلياً، عملت عليه الزعامات الطائفية في عراق ما بعد صدام حسين، وجذرت مفاهيمه، سخط شيعي شديد، فرح سني عارم، الشعارات "المستوردة" ذاتها صبغت الشارعين، مصالح قوى إقليمية حاضرة على حساب مصلحة عراقية، شخصياً، لم أنجرف مع هذه الرؤية، أو تلك، البعث السوري، تأريخ إجرام، وإستبداد، المنطقة "الشرق الأوسط" يجب أن تنسلخ من واقعها، تهرب بشعوبها بعيداً عن إسقاطات التأريخ، وحروب الصحراء منذ 14 قرناً خلت، القوى الليبرالية وحدها القادرة على ذلك، أمراء الطوائف، وتجار الحروب لن ينتجوا إلا مزيداً من الخراب، تعميق الهوة بين المكونات، والخوف من تسلط داعش على مقادير الحكم في سورية غير مبرر، لن تحكم داعش، قوى معارضة للنظام تتصدى للأمر، مع التمنيات بتسامح كبير، لا روح إنتقام أقدمت عليه، ومازالت أحزاب السلطة في العراق، بعد أربعة عشر عاماً، مازلنا نعاني ويلات وكوارث بذرتها الأولى، الناس تُقتل، تُسرق، تُشرد، وتعاني سوء الخدمات، تَسب، تَلعن، ويُعاد إنتاج ذات الوجوه، يسأل شقيقي الشيوعي الهارب من جحيم العراق مع إستلام صدام للحكم قبل أن يُقبض عليه، والعائد من بلاد التوليب، ماذا حدث؟ لما فعلتم هذا، كبلتم البلاد بالخراب، الخرافة بعد إنعتاق تأريخي؟ لا جواب، صمتٌ مُطبق، لا تسأل، تعال لنرى بصيص أمل، نتلمس لحظات فرح، لا تنظر للسيء، هذا مطعم فاخر، هذه الكرادة، عادت من جديد، عروسٌ حالمة بمدنية، وسط تيار جارف لأسلمة كل شيء، الجادرية، المنصور، هذه وجوه الناس الطيبة في أحياء بغداد الفقيرة، المُغبرة، والحالمة بفرج قادم.





علي السيد جعفر



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google