هذا هو الحل الوحيد الذي سينقذ العراق
هذا هو الحل الوحيد الذي سينقذ العراق


بقلم: خضير طاهر - 08-04-2017
كافة طروحات الأحزاب والساسة والنخب ... هي طروحات غير مفيدة وليست قادرة على إنقاذ البلد ، فالفكر السياسي العراقي فكر تقليدي تم تجربته بمختلف إتجاهاته وفشل في التطبيق ولم يعد نافعا .

لقد فشلنا جميعا على مدى 96 عاما من عمر الدولة ، ولم نقدم حلولا جديدة قادرة على الخروج من الأزمات المتتالية والسبب برأيي الشخصي لأن المنطقات خاطئة .. فنحن ننطلق من فرضية ( ان العراقيين قادرون على قيادة أنفسهم ) وهذه الفرضية تم تجربتها حوالي 96 سنة من الممارسة السياسية وأثبتت فشلها وتأكد لنا ان الشعب بمختلف فئاته وطبفاته ومؤسساته وأحزابه وساسته ... أخفقوا جميعا في إدارة شؤون البلد نتيجة القصور ( التكويني النفسي والعقلي ) للفرد العراقي وكذلك العربي والشرقي.

بكل تواضع طروحاتي التي قدمتها قبل إسقاط نظام صدام هي الوحيدة التي كسرت روتين الفكر السياسي التقليدي القائم على الشعارات وعبادة الأفكار وإهمال مصالح الإنسان .. فقد قمت بقلب الفرضية تماما ، وإنطلقت من حقيقة ( اننا غير قادرين على قيادة أنفسنا .. لذا نحن بحاجة للوصاية الأميركية ) على العراق .


تستند فكرتي الى الواقع .. وليس الى التنظير الفارغ ، فأنا أمامي تاريخ العراق السياسي المليء بالخراب والدمار والصراعات وتبديد وسرقة المال العام والإنقلابات والحروب الأهلية وكل هذه المآسي جرت على أيدي أبنائه .. وامامي تجربة دول الخليج العربي التي وضعت نفسها تحت الوصاية الاميركية وهي تعيش الآن بفضل هذه العلاقة في أمان وإستقرار ورفاهية ، وأفضل من جميع دول المنطقة التي رفعت شعارات الإستقلال والسيادة .

نحن بحاجة الى التخلي عن النرجسية القطرية والإسطوانة المشروخة التي تغني موال حضارة وداي الرافدين وسومر وبابل ونينوى الى آخر الجنجلوتية الكبرى .. وان نعترف بالفشل الجماعي ، ونتحلى بفضيلة التواضع والتعلم من تجربة دول الخليج العربي التي هي الدول الوحيدة من بين جميع الدول العربية تنعم منذ عقود من الزمن بالإستقرار والأمان بعيدا عن الصراعات والهتافات والفوضى والإنقلابات وسفك الدماء ، وهي مهما أعطت من تسهيلات وحصة من ثرواتها النفطية للولايات المتحدة فإنها تظل الطرف الرابح والسعيد .

العراقيون يمارس في كل لحظة عملية التدمير الذاتي ، وهذه العقدة المدمرة تعاني منها ايضا الدول التي ترفع شعارات السيادة والإستقلال : مثل مصر وسوريا وليبيا والجزائر .. أنظروا كيف أصبحت هذه البلدان محطمة وتعاني من إخفاقها في قيادة نفسها .. فهل يوجد عراقيون عقلاء يفكرون بأهمية مصالح الإنسان ويتجاوزن عنتريات الشعارات ، وينقذوا البلد بالتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية كي تساعدنا في تدبير شؤوننا وبناء وطننا مثلما فعلت في اليابان وكوريا والمانيا ودول الخليج ؟

تواضعوا من أجل إنقاذ البلد .. نحن لسنا أذكى الشعوب ومن يعيش في أوهام عظمة العراقيين عليه النظر الى ( زبالة ) الشوارع في المدن ويشاهد كيف فشل هذا الشعب العظيم مجتمعا وحكومات ونخب في أبسط مهمة وهي تنظيف ( الزبالة ) فكيف سيكون قادرا على بناء البلد .. لقد غادرتنا الحكمة مبكراً ، خياراتنا كانت خاطئة ، وسلوكنا السياسي طائش وتخريبي ، وجربنا كل العلاجات ولم تنفع ، والأمل الوحيد الذي تبقى لنا ما قبل الخراب الشامل هو فرصة التحالف مع أميركا وإنقاذ أنفسنا .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google