فَضَحَ نَوَايَا وَاشُنْطُن
فَضَحَ نَوَايَا وَاشُنْطُن


بقلم: نــزار حيدر - 08-04-2017
لِقَناةِ [الثَّقَلَيْنِ] الفَضَائِيَّةِ بِالْهَاتَفِ؛
فَضَحَ نَوَايَا وَاشُنْطُن
نـــــــــزار حيدر
*لا يختلف إِثنان على أَنَّ إِستخدام السِّلاح الكيمياوي في الحروب والأَزمات هو جريمة حرب، ولذلك فانَّ ما حدثَ الأُسبوع الماضي في سوريا بهذا الصَّدد أَمرٌ مرفوضٌ ومُدانٌ جملةً وتفصيلاً وبِلا نِقاش لا يقبلُ بهِ أَحدٌ، ولذلك أَدانتهُ كلُّ الأَطراف بغضِّ النَّظر عن الفاعل!.
* من جانبٍ آخر فإِنَّ إِستعجال واشنطن بالعدوان والردِّ العسكري قبل التثبُّت لمعرفة الجهة التي استخدمتهُ من خلال لجنةٍ دوليَّةٍ محايدةٍ، دليلٌ واضحٌ على نوايا الادارة العدوانيَّة المبيَّته، والتي لازالت تدفع باتِّجاه التَّصعيد في المنطقة منذُ أَمدٍ بعيدٍ! وكلُّ ذلك من أَجْلِ تحقيق عدَّة أَهداف تقف على رأسِها سعي الادارة لتُثبت للرَّأي العام بأَنَّها تختلف عن الادارة السَّابقة في طريقة التَّعامل مع الأَزمات، وكذلك سعيِها لتفعيل دورها [العسكري] هناك لتحقيقِ المزيد من الابتزاز لنظامِ القبيلة الفاسد والإرهابي الحاكم في الجزيرة العربيَّة! فانَّ كلَّ خطوةٍ عسكريَّةٍ تتَّخذها واشنطن في الملفَّات السَّاخنة في المنطقة هي مدفوعة الثّمن بالبترودولار كما هو معروفٌ وكما صرَّح به الرَّئيس ترامب أَكثر مر مرَّةٍ!.
*إِنَّ العُدوان العسكري الأَميركي السَّافر على سوريا فضحَ نوايا الادارة الاميركيَّة وكشف عن حقيقة مواقفها في موضوعة الحَرْبِ على الارهاب! فعلى الرَّغمِ من أَنَّ الادارة ظلَّت تُكرِّر القول منذُ تولِّي الرَّئيس ترامب بأَنَّ أولويَّتها في سوريا والعراق هو محاربة الارهاب وتحديداً القضاء على [داعش] إِلّا أَنَّها للآن لم تُطلق رصاصة واحدة ضدَّهُ في سوريا فيما أَطلقت عشرات الصَّواريخ ضدَّ قاعدةٍ جويَّةٍ لها دورٌ محوَريٌّ في الحَرْبِ على الارهاب!.
*إِذا كان يحقُّ لكلِّ العالم أَن يُدين إِستخدام السِّلاح الكيمياوي وقتل المدنيِّين في سوريا وفِي غَير سوريا فانّّ واشنطن ليس من حقِّها ذلك أَبداً! فهي التي زوَّدت نِظامُ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بالسِّلاح الكيمياوي الذي كان يستخدمهُ ضدَّ شعبهِ وفِي حروبهِ العبثيَّة كما فعلَ في مدينة حلبجة التي راح ضحيَّة جريمتهِ أَكثر من (٥) آلاف شهيد وأَكثر من (١٠٠) أَلف جريح ومعوَّق بدرجاتٍ شتَّى! وكذلك ضدَّ عناصر حركة المعارضة العراقيَّة التي كانت تقاتلهُ في جبال كُردستان، وتحديداً في منطقة [قره داغ] والتي راح ضحيَّتها العشرات منهم ولا زلتُ شخصيّاً أَتذكَّر الى الآن عدد من أَصدقائي المجاهدين الذين استُشهدوا بالسِّلاح الكيمياوي الذي قصفتهُ بهِم قوَّات نِظامُ الطَّاغية الذَّليل!.
لقد إِستخدم الطَّاغية السِّلاح الكيمياوي عشرات المرَّات وفِي وضح النهار وأَمام مرآى ومسمع المجتمع الدَّولي وعلى رأسهِ الولايات المتَّحدة المُزوِّد الأَوَّل والمباشر له! ومع ذلك ظلَّت تلوذُ بصمتِ أَهل القبور فكانت ترفض أَن تنبس ببنتِ شفَةٍ! بل كانت تتستَّر عليه وترفض تسميهُ وإِدانتهُ سواء في المحافل الدوليَّة أَو بشَكلٍ خاص أَو حتَّى في المنظَّمات والهيئات الحقوقيَّة الدوليَّة!.
أَمّا على صعيد إِستهداف المدنيِّين فانَّ واشنطن تُعدُّ من أَكثر الجهات التي تستهدف المدنيِّين في حروبِها كما فعلت مؤَخَّرا في معركة المَوصل! فضلاً عن ذلك فانَّها من أَكبر المُتستِّرين على ضحايا الحروب العبثيَّة من المدنيِّين كما تفعل منذُ سنتَين في اليمن التي تتعرَّض لعُدوانٍ سافرٍ من قِبَل حليفتها الرِّياض! وبسلاحِها الفتَّاك الذي لازالت تُغدقُ عليها بهِ!.
كلُّ ذلك دليلٌ صارخٌ وواضحٌ على أَنَّ العُدوان الأَميركي هوَ قرارٌ سياسيٌّ وليسَ حقيقيٌّ الغرض مِنْهُ إِعادة توازن الرُّعب بين النِّظام في سوريا والارهابيِّين بعد أَن نجحَ الجيش العربي السُّوري في تحقيق إِنجازات مهمَّة وإِستراتيجيَّة في الحَرْبِ على الارهاب.
*إِنَّ واشنطن لا تريدُ أَن يجتمع الطَّرفان في أَيِّ مؤتمرٍ وللنِّظام السُّوري اليد العُليا في المفاوضات بسببِ تمتُّعهِ بانتصاراتٍ على الأَرض!.
إِنَّها تحرص دائماً على تثبيت مبدأ توازن الرُّعب بين الطَّرفَين لابتزازِ دمشق والضَّغط عليها لتقديمِ المزيدِ من التَّنازلات لصالحِ الارهابيِّين الذين يدعمهُم المجتمع الدَّولي وتحديداً واشنطن وعددٍ من حلفائِها في المنطقة وعلى رأسهم الرِّياض وأَنقرة الَّلتان رقصتا طرباً عندما تعرَّضت سوريا للعُدوان العسكري الأَميركي الأَخير! والذي جاء بعد أَقلِّ من أسبوعَين على القمَّة العربيَّة!.
٨ نيسان ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google