بقلم: قاسم محمد الحساني -
12-04-2017 بغداد اسم مدينتي الحلوة بغداد تاريخ الحضارة العظيمة بغداد امل الانسانية المرتجى بغداد قبلة علوم الدنيا بغداد نهر المعرفة المتدفق بغداد وبغداد وبغداد ,هذا الاسم الذي حين اذكره تترقرق الدمعة في عيني وتذوب افكاري وانا ابكي حزنا عليها ,اهكذا يكون جزاؤك وانت التي علمت الدنيا الكتابة والزراعة والعلم والمعرفة والشجاعة والبسالة والكرم وكل مكونات الحياة ,اهكذا تضربين في الصدر والظهر بسكاكين عمياء احالتك الى ركام وذكرى ,من كان يقوى على ذكرك دون ان يقف ويرفع قبعته اجلالا واحتراما لك ,من كان ياتيك ولايحظى بكرمك الكبير حتى غدوت قبلة الناظرين والمحتاجين ,من كان يجرؤا على المساس بك .
كل مااكتبه عن بغداد قليل لايوفي حقها في الذكر والتخليد ولكن اليوم احببت وانا غارق في بحر الذكريات العجيب ان اقو ل ان بغداد بتاريخها العظيم للفترات السابقة كانت مدينة منتشية يضحكها تاريخها الماضي الى حد الاستلقاء وتتنغم به وتفتخر لانه فعلا تاريخا مجيدا بني بسواعد الرجال المخلصين فعلى الصعيد العلمي والمعرفي كانت المدرسة المستنصرية وغيرها من دور العلم نهرا ينهل منه طلاب العلم من كل ارجاء الارض وفي الدراسة الدينية وعلومها ومقدساتها كانت بغداد ام الامام الكاظم عليه السلام ذلك الامام الهمام الذي طبق علمه كل العالم واصبحت بفضله قبلة لعلماء الدين كما ابيه الامام جعفر الصادق عليهما السلام وكذا الامام ابي حنيفه النعمان الذي انتهج اغلب المسلمين في العالم منهجه وكانوا ضمن مذهبه وكذا عبد القادر الكيلاني وكذا سفراء الامام المهدي عجل الله فرجه ,وفي المجال العمراني تبقى بغداد رائدة البناء والاعمار في العالم كله فخريطتها وطريقة توزيعها من العجب بمكان حيث اخذت مدن العالم تصميم بغداد وعملوه في دولهم ومدنهم ورسومات منازلها وعملية بناءها كان لها الاثر في البيئة والمناخ وتطوير علم الفلك ,اما زراعتها فهي الرائدة على مر العصور بمحاصيلها المتنوعة ووفرة المياه فيها حيث الخالدان دجلة والفرات .
بغداد في كل مجالاتها رائدة ومشرقة ولكن هنا اتساءل اين بغداد اليوم بعد ان عبث بها العابثون واحالوها الى ركام واطلال نبكي عليها كلما نتذكرها ,لقد تحولت بعداد اليوم بفعل فاعل الى مدينة مسكينة فقيرة تلفظ ابناءها ولاتستطيع تقديم شيء لهم ,فالحرمان عنوان اهلها والبؤس والشقاء ترجمة لحالهم والفساد سمة قادتها الفاشلين والسرقة والنهب اصبحا عنوان لكل من يريد ان ياتيها ,وحتى من يريد ان يكتب عنها تاريخيا لايعطيها حقها في الذكر والتدوين والتوثيق فينشعل بذكر مدنها وصفاتها ورجالات هذه المدن دون ذكر مناقبها التاريخية ودورها العظيم في الحياة الانسانية .
انا اكتب ودموعي تتساقط على الورق لبؤس حال ام الدنيا في عالمنا اليوم العالم الذي سبق الزمن بالتطور ووصل الى ابعد مدى في العلم والفضاء والطب والاقتصاد ونحن الى الوراء در نتيجة الجهل والتجهيل المقصود الذي نمر به وانشغال الناس بامور لاتمت الى الحياة الدنيا بشيء فهذه الطائفية وتلك العرقية والمذهبية والاثنية اخذت من قوتنا وحالنا مالم تاخذه الحروب على مر السنين فاصبحنا اعداء في وطن واحد تتحكم بنا الاهواء والمصالح والتبعية للاجنبي دون النظر الى مستقبل اجيالنا القادم المجهول .
بغداد ياقلعة الاسود وكعبة المجد والخلود
متى تعودين ياسيدة الدنيا الى حالك ونفخر بك وتفخرين بنا ,متى العود لنملىء اعيننا بسماءك الصافية ونشم عطرك الجميل ونتلذذ بهواك العليل ونقول انك فعلا ام الدنيا .
قاسم محمد الحساني
