منتظر المزيف بين النازحين
منتظر المزيف بين النازحين


بقلم: منتظر الزيدي - 12-04-2017
يمكنني ان اشبه حملتنا لاغاثة النازحين بقارب ِ

النجاةِ، مقابل َسفينة غارقة..! .

فايهما ستنقذ اولا.؟ وايهما ستترك.؟.

بديهياً ستبدأ بالاقرب الى طوقك، ومن بعدها سيتم فرز من ينجو اولا .الاطفال، وبعدهم النساء ومن ثم الشيوخ والمرضى.

لكنني لا اريد اخذ مهمة الرب ،بمن سوف يعيش ومن سيموت..!

انا رجل لا يقوى على وخزات الضمير.انا ضعيف حد الانكفاء والبكاء سراً ، حين لاينقلب العالم على نفسه لدمعة طفل جائع.

في يوم توزيع المساعدات على النازحين ،كنت حينها قرب احدى سيارات الاغاثة متوسطا الناس ،انا واخي ضرغام الزيدي وعدد من المتطوعين. جاء الي صبيٌ في (التاسعة ) من العمر، شق الزحام بجهد وسلم علي هامسا في اذني "انا اسمي منتظر،اسموني اهلي على اسمك" . قبلت راسه وصافحته بحرارة. لكنه لم يكن بحاجة الى هذه المجاملة غير النافعة.

عاد ليهمس في اذني بعد ان نجح في جلب انتباهي.

هو:عمو انطيني كارتونة مساعدات؟.

انا:اين البطاقة التي وزعتها على الخيم.؟

هو :انا من غير قاطع ولسنا مشمولين بالقافلة الاولى.

وعدته بانني ساعود قريبا ومعي (طوق نجاة) لكنه لم يفرح بوعودي واكتفى بالالحاح .وانا من جانبي بقيت مصراً على عدم اثارة الوضع بين النازحين في اعطاء حصة احد المسجلين لغير مسجل.

لا اعرف لماذا شعرت بالخسة واللؤم حينها ،وانا اطارد خطواته المترددة. حتى تلاشى بين الخيم ،يحمل خيبة اسم لم يشفع له، ومسمى عليه لم يكترث.

اتمنى ان يغير هذا الطفل اسمه فهذا اقل شيء يرد به الخذلان الذي سيرافقه طويلا.. (منتظر ) وغيره من الاطفال شاهدوا القافلة ولم يصيبهم نصيبٌ منها..

لم يسعهم قارب نجاتي المتهالك هو وبقية الاطفال.لانني لم اتعب نفسي كثيراً في حث الناس على التبرع. .. كبريائي المزيفة جعلتني اتردد بطلب العون لهم.وهذه الصفعة من منتظر وبقية سكان المخيم ،الذين يحتضرون بين الامواج ستؤلم ذاكرتي الى امد طويل . فانا اسم على غير مسمى.. ولا يليق ان يكون اسمي اشتقاق لمن يقع عليه الانتظار. فانا منتظر مزيف.

منتظر الزيدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google