السنة و غياب المرجعية السياسية .. إستشراف للمرجعية القادمة !
السنة و غياب المرجعية السياسية .. إستشراف للمرجعية القادمة !


بقلم: سليم عبدالرزاق السامرائي - 13-04-2017
كشف المؤتمر الذي جمع القوى السنية العراقية في جنيف خلال الفترة الأخيرة ، و بإعداد من المعهد الأوروبي للسلام ، و بمشاركة الجنرال ديفيد بترايوس رئيس المخابرات الاميركية السابق ، و اكثر الجنرالات الاميركان معرفة بالشأن السني و العراقي على الاطلاق ، الى جانب شخصيات اميركية و دولية اخرى 0
عن إفتقاد القوى السنية بمختلف مشاربها و إتجاهاتها ، الى المرجعية السياسية الواحدة ، و على العكس من القوى الشيعية ، التي تتمثل مرجعية" ، بالتحالف الشيعي ، و هو واقع جعل المنظمين للمؤتمر المذكور ، يسارعون الى عقده تزامنا" مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ، و هو معروف بتقاطعه الشديد مع إيران و سياساتها في الشرق الأوسط ، الأمر الذي دعا المحللين السياسيين إلى اعتبار هذا التحرك ، ضربة قاصمة لإيران و سحب البساط من تحتها في العراق و المنطقة ، و مما يؤيد ذلك جولة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الكويت و عمان لإعادة المياه إلى مجاريها مع دول الخليج العربي عموماً ، بعد توتر العلاقات بين الجانبين 0
لهذا ، لا نستغرب من حال التنازع السائد بين القوى السنية ، لكونها لا ترتبط بمرجعية سياسية واحدة ، و قد إتضح هذا الأمر جليا" ، بعد الأزمة الجديدة بين أبرز القوى السنية في العراق ، المتمثلة في ديوان الوقف السني وما يُعرف بدار الافتاء العراقية من جهة ، و المجمع الفقهي و الحزب الإسلامي و أطراف اتحاد القوى من جهة أخرى ، إثر إحالة إمام جامع أبي حنيفة ، و عضو المجمع الفقهي ، عبد الستار المياحي ، إلى لجنة تحقيقية ، لانتقاده الوقف على منبر الجمعة 0
إن عدم وجود رؤية موحدة لأهل السنة منذ العام 2003 ، دليل على حالة التشظي التي تعيشها الأحزاب السنية ، إذ لا توجد جهة موحدة تستطيع التكلم باسم أهل السنة ، فهناك ضياع في شعارات الأحزاب و في تطبيق المشاريع ، و هذا يعود بالطبع ، الى عدم وجود تكتل سياسي يجمع القوى السنية كما هو الحال بالنسبة للقوى السياسية الشيعية التي تنخرط جميعها في إطار التحالف الوطني ( الشيعي ) ، و مهمته تنسيق سياسات و جهود هذه القوى ، و اتخاذ مواقف موحدة في معظم القضايا الأساسية ، مع احتفاظ كل حزب أو تيار سياسي بداخله بخصوصيته التنظيمية 0
و عليه إن صعود نجم رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني ، جمال الضاري ، كقيادة صاعدة للمكون السني سياسيا" ، لم يأت من فراغ ، و إنما كان الدافع للإدارة الأميركية الجديدة ، كي تتعامل مع مرجعية سياسية للسنة ، خصوصا" و إن الضاري في زيارته لواشنطن إجتمع بأهم المؤسسات السياسية الأميركية ، التي تهتم بالشأن العراقي ، و هو ما يزال يواصل إجتماعاته و لقاءاته بأقطاب الإدارة الأميركية ، و هذا يعني إن زيارته هذه أفضت الى تفاهمات و تفهمات بينه ، و بين المسؤولين الأميركيين ، و هذا ما يؤهله ليكون ناطقا" للقوى السنية ، عبر مشروعه الوطني ، الذي من الممكن أن يكون مؤسسة تنسيقية و ناظمة لعمل القوى و الأحزاب السنية ، و هذا ما يجعل تلك الأحزاب و القوى ، تكون مشاركة بفعالية و ثقل كبيرين ، في العملية السياسية السائدة 0
جمال الضاري تكمن قوته و تأثيره ، من كونه الزعيم السني الذي جاء من المعارضة ، و لم يكن مجيئه من وسط القوى السنية ، المنضوية في العملية السياسية على النحو المعروف ، ربما يكون طريقه الى الزعامة السنية ، ليس مفروشا" بالورود ، بيد إنه عازم على شق طريقه بثقة و ثبات ، بعدما فُتحت له أبواب واشنطن ، و بالتالي لن تكون أبواب العملية السياسية ، موصدة بوجهه مهما كانت العراقيل حياله ، فهو كما يبدو .. واثق الخطوة يمشي ملكا" ! 0



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google