رثائية لأربعينية غانم حمدون ...
رثائية لأربعينية غانم حمدون ...


بقلم: خلدون جاويد - 13-04-2017


رثائية لأربعينية غانم حمدون ...

غانمَ الحمدون يانبع الضيا
يانميرَ العطر ياشباك نورْ
وسرورْ
روضة ٌعابقة ٌبالمَكرُماتْ
دجلة ٌتبكيك ياغانم
يرثيكَ الفراتْ
قمرا كنت على صدر وطنْ
وقلادات فرحْ
يا ابا ثابت يا قوس قزحْ
الفضاءآت مضيئآت بوجهكْ
بسجايا زاهد ٍالاّ من الحُبِّ
وفيض الطيباتْ
انت من علمتنا معنى الحياة ْ
لم تمت الاّ لتولدْ
في سما الحدباء نجمة ْ
في ضيا بغداد بسمة ْ
في ثرى البصرةِ نهرا وفسائلْ
يا ابا ثابت ياشرقا وغربا
وشمالا وجنوبْ
ايها الثابت في كلّ القلوبْ
في دموع العين في رقراقها
يا أخا حامد أيوب العظيم
ونصير الفقراء
والذي غادرنا لحنا وغصنا وشجرْ
قبل ميلاد القمرْ
حامد المغدور بالمنفى
صريعٌ في هوى بغداد
في عشق الوطنْ
وانا المفجوع في حبكما
لائذ ٌ بالدمع مابين زوايا الموت من بعدكما
وشفيعي لم يزل منشورك الحزبيّ
والنسغ البتولْ
ولتثق في انّ دمعي لن يطولْ
فمن الدمع احاربْ
وانير الدرب من لون الحدادْ
واناصبْ
بعدائي
كل خضراء ٍ مقيتة ْ
والوجوه الكالحة ْ
واللحايا الطافحة ْ
من مجاري صرفها الصحيْ الكريهْ
انهم عهرٌ ومكرٌ ونفاقْ
سرقوا من ثغر اطفال العراقْ
الارغفة ْ
ومن الرضّع اثداءَ الحياة ْ
صحّروا الانهار والآبار فالأرض ثكولْ
صحروا حتى الغيومْ
صحروا ربّ السما
نيّموا الناس وغطوّهم ببحر من دما
اطعموا الجوعانَ جوعْ
وسقوا العطشان من كأس الدموعْ
انظروا بحر السبايا
ابصروا جيش العرايا
انظروا رب الضحايا
لايبالي بالثواكلْ
ليس تعنيه الاراملْ
واليتامى الأبرياءْ
وجيوش الشهداءْ
وطني يقتل في كل صباحْ
وطني نهب الرياحْ
جيروه للحروبْ
فرقوا بين القلوبْ
شللا صار طوائفْ
ومذاهبْ
صار احزابا تـُحايزْ
صار اديانا تـُمايزْ
وتبارزْ
وجحافيلَ لجوءْ
تتدفقْ
مثل دمع العين ذيّاك الذي سالَ
لذكرى العلوي ـ هادي
وذكرى كامل شياع
وسعدون الأغرْ
قد همى الدمع لأغلى " منتظرْ "
سال ياحامد ايوبَ لذكراك الحبيبة ْ
سال يا غانم مدرارا على عتبة بيتكْ
ذلك البيت الذي اهديته للفقراءْ
ياحبيب الفقراءْ
ياتقيّ الاتقياءْ
ورفيق البؤساءْ
وطني كالشمس في زنزانةٍ
والناسُ ناسُكْ
فمتى النائم يصحو
ومتى المنفيّ ُمِن منفى يتوبْ
طال ياغانم ليل الانتظارْ
والتوابيت مُعَدّة ْ
عارنا ان نحن في الطابور جيلا بعد جيلْ
نتهاوى
وتطيح الشمس والجسر واعناق النخيلْ
عارنا ان ننطفئ
عارنا ان ننكفئ
عارنا ان لا نقومْ
من رميم الموتِ
والنعش ِ
واكفان القتيلْ .
*******
9/4/2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google