بقلم: ناظم امين -
13-04-2017 في خطوة صحيحة وفي وقت مناسب، اتفق الحزبان، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على اجراء الاستفتاء٠ وسرعان ما شكّل الحزبان لجنة مشتركة للتشاور مع الاحزاب الكردستانية وأخرى للتفاوض مع الحكومة المركزية واطلاع رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان والاحزاب العراقية على هذا الموضوع، الذي من المحتمل تنفيذه في اواخر هذا العام٠
معظم الاحزاب الكردستانية رحبت بموضوع الاستفتاء واسقبلت الوفد المشترك للحزبين، غير ان حركة التغيير رفضت استقبال الوفد بحجج واهية، من جملتها، ان موضوع الاستفتاء حسب تعبير الحركة، جاء في وقت غير مناسب ولتحقيق بعض الاهداف الحزبية! هذا الموقف كان متوقعاً من حركة التغيير، ليس حرصاً على الاقليم، وانما جاء إرضاءً لاجندات إقليمية، ونتيجة لانعدام الروح القومية لهذه الحركة التي باتت ومنذ انشقاق قادتها من الاتحاد الوطني الكردستاني، آفةً على إقليم كردستان وشعبه، إذ تعمل كل مابوسعا من أجل هدم تجربة الاقليم والمكاسب التي تحققت خلال السنين الماضية٠
مسؤول الحركة نوشيروان مصطفى، لم يعلق لحد الآن على موضوع الاستفتاء وكأن الامر لايهمه على الاطلاق، وما زال يتخد من لندن مقراً دائماً له بحجة المرض! وهذه ليست المرة الاولى التي يغادر فيها أراضي الاقليم ليقبع شهوراً طويلاً في العاصمة البريطانية، تاركاً حركته تتخبط في مواقفها السياسية بعدما أصابتها الهستيريا نتيجة انخفاض شعبيتها بسبب سياساتها الطفولية٠
حركة التغيير وبدلاً من أن تدعم موضوع الاستفتاء، راحت كعادتها تهاجم الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وتثلج صدور الشوفينيين أعداء الشعب الكردي، الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها بعد رفع العلم الكردي على مبنى محافظة كركوك والدوائر الرسمية في هذه المحافظة ومن ثم موضوع الاستفتاء٠
وهناك مجموعة فوضوية صغيرة من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني وعلى رأسها عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد، جنّ جنونها بعد اتفاق الحزبين على موضوع الاستفتاء٠ عادل مراد وفي تصريحات لجريدة الصباح قال ان العملية السياسية في الاقليم من الناحية الذاتية والموضوعية لم تصل الى درجة من النضج تمكنها من اعلان الاستقلال، إضافة الى تظافر العوامل الاقليمية والدولية بهذا الخصوص واعتراض الحكومة الاتحادية والولايات المتحدة وروسيا وأوربا وايران وتركيا علناً على طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن٠
هذا الكلام ليس بجديد من عادل مراد وجوقته٠كما وطالب بعد اتفاق الحزبين الرئيسيين، بوضع حد لقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني على تصرفاتها، مما دفع قيادة الاتحاد لتوبيخه ومنعه من الادلاء بأي تصريحات لاتتناسب ومع توجهات الاتحاد٠
ان الحديث عن ان الوقت غير مناسب لاجراء الاستفتاء، إنما هو اسطوانة قديمة مضى عليها الزمن وغير قابلة للاستهلاك٠ متى سيحين إذن ذلك الوقت؟ والى متى يجب على الشعب الكردي أن ينتظر ليحصل على إذن من الحكومة المركزية ودول الجوار؟ ثم لماذا لايكون القرار بيد الشعب الكردي وهو صاحب الحق في ذلك؟
للشعب الكردي في العراق تجربة طويلة ومرة مع الانظمة المتعاقبة، وكان يأمل خيراً بعد سقوط النظام البعثي، لكن يبدو ان العقليات لم تتغير تجاه الشعب الكردي، فالحصار الاقتصادي مازال مستمراً ومشاركة الأكراد في الحكومة باتت شبه معدومة أو شكلية لاخير فيها٠ مقالنا هذا لايسع للحديث عن الانفال وحلبجة وسياسات التعريب وماتعرض له الشعب الكردي، لأن القائمة طويلة٠
الاستفتاء هو مطلب جماهيري قبل أن يكون حزبياً ويجب الفصل بين الاستفتاء ومايعانيه الاقليم من بعض المشاكل، لانهما موضوعان مستقلان عن بعضهما ولايجب الخلط بينهما٠
