71 المرأة في القرآن 4/8
71 المرأة في القرآن 4/8


بقلم: ضياء الشكرجي - 14-04-2017
[email protected]

www.nasmaa.org

هذه هي الحلقة الحادية والسبعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، حيث تكون ثمان حلقات تتناول حقيقة موقف القرآن من المرأة، هذه رابعتها. وما زلنا مع النصوص القرآنية التي تفضل الرجل على المرأة.

«وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نّوحي إِلَيهِم مِّن أَهلِ القُرى، أَفَلَم يَسيروا فِي الأَرضِ فَيَنظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِن قَبلِهِم، وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِّلَّذينَ اتَّقَوا، أَفَلا تَعقِلونَ.» (12 يوسف 109)

كما مر إن هذه المقامات الرفيعة حكر على الرجال، فليس لدينا رسولة، أو نبية، أو إمامة معصومة، أو غير معصومة، أو امرأة خليفة، أو أميرة، أو إمامة مذهب، أو إمامة طريقة. نعم هناك حسب القرآن صِدّيقة، والصِدّيقات معدودات بعدد أصابع اليد الواحدة، فلا نعرف في القرآن صِدّيقة غير مريم، ولا نعرف صِدّيقة أخرى حسب السنة إلا فاطمة، لاسيما عند الشيعة.

«وَجاءَ أَهلُ المَدينَةِ يَستَبشِرونَ، قالَ إِنَّ هـاـؤُلاءِ ضَيفي فَلا تَفضَحونِ[ـي]، وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخزونِ[ـي]، قالوا أَوَلَم نَنهَكَ عَنِ العالَمينَ، قالَ هـاـؤُلاءِ بَناتي إِن كُنتُم فاعِلينَ.» (15 الحجر 67 – 71)

هذا كرم ليس من بعده كرم من النبي لوط، إذ يقدم عِرضَه، يقدم بناتِه، ليغتصبهن فاحشو تلك المدينة، بدلا من اغتصاب ضيوفه الذين كانوا ملائكة بهيئة رجال. لكن لا يقصّ لنا القرآن ما إذا كان هذا التبرع الكريم من لوط ببناته قد جرى بموافقتهن، أم إن البنت ملك أبيها، يزوجها من يشاء، ويقدمها للاغتصاب بدلا عن ضيوفه، متى ما شاء، وعندما يرى الحكمة والمروءة في ذلك؟ مع العلم إنه يعلم بأن قومه زاهدون في النساء، لأنهم لا يبحثون إلا عن مضاجعة الذكران دون الإناث، فهل كان سيتبرع بولده، لو كان له ولد، ولولا إني لا أريد أن أخدش مشاعر المؤمنين بالأديان والكتب المقدسة، بالمساس بمقدساتهم، لطرحت تساؤلات منطقية أخرى، تتطلب التأمل، والتفكر، والبحث عن إجابات وتفسيرات.

«وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا، وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى، فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوجِكَ، فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجنَّةِ فَتَشقى، إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى، وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى، فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلدِ وَمُلكٍ لّا يَبلى، فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوءاتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَّرَقِ الجنَّةِ، وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى، ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى، قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ، فَإِمّا يَأتينَّكُم مِّنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى.» (20 طه 115 - 123)

سبق وتناولت موضوع آدم وحواء، وفي هذا النص يجري مرة أخرى مخاطبة آدم لوحده، فيما كان هو وزوجته حواء على حد سواء معنيَّين به. لكن في الوقت الذي يخاطب الله القرآني آدم بما يشمل به حواء في قول «إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوجِكَ» عن إبليس، ثم قول «فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجنَّةِ»، لكن من بعد ذلك يتكلم القرآن عن تبعات ذلك فيما ينعكس على آدم حصرا بقول «فَتَشقى»، إذا ما أخرجهما إبليس من الجنة، تلك الجنة التي أراد الله حسب القرآن لآدم حصرا «أَلّا يَجوعَ فيها وَلا يَعرى»، وكذلك كونه «لا يَظمَأُ فيها وَلا يَضحى»، لكنهما مشتركان، فيما هي مخالفة الأمر الإلهي الإرشادي، أي على نحو التكليف الترخيصي لا الإلزامي، لا أقل وفق عقيدة العصمة الواجبة على الأنبياء، لمن يعتبر آدم نبيا، كما الشيعة، فبالرغم إن الشيطان قد وسوس إليه أي إلى آدم، وليس إلى حواء، كما تذهب اليهودية والمسيحية، وهنا نرى الإسلام أكثر إنصافا لحواء من الديانتين السابقتين المذكورتين. لكن من بعد ذلك يشتركان فيما اقترفاه فنقرأ: «فَأَكَلا مِنها»، ثم «فَبَدَت لَهُما سَوءاتُهُما»، وبعد ذلك «وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَّرَقِ الجنَّةِ». بالرغم من القول إن آدم هو الذي عصى ربه، وتأتي العقوبة متوجهة لكليهما، إذ طردهما الله من الجنة بقوله: «اهبِطا مِنها جَميعًا». وبعد كل ذلك يختص الله القرآني آدم وحده بالاجتباء والهداية والتوبة «ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى»، بعدما كان هو الذي «َعَصى ... رَبَّهُ فَغَوى». إذن هنا نجد إن الله القرآني يتحيز بشكل كبير لآدم، فهو الذي خلقه قبل حواء، ثم خلقها من نفسه، بل خلقها له، واختصه فيما اختصه دونها.

«وَعِبادُ الرَّحمـاـنِ الَّذينَ يَمشونَ على الأَرضِ هَونًا، وَّإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا، وَّالَّذينَ يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدًا وَّقيامًا، وَّالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا، إِنَّها ساءَت مُستَقَرًّا وَّمُقامًا، وَّالَّذينَ إِذا أَنفَقوا لَم يُسرِفوا وَلَم يَقتُروا وَكانَ بَينَ ذالِكَ قَوامًا، وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلـاـهًا آخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحقِّ وَلا يَزنونَ، وَمَن يَّفعَل ذالِكَ يَلقَ أَثامًا، يُضاعَف لَهُ العَذابُ يَومَ القيامَةِ وَيَخلُد فيهِ مُهانًا، إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالحا فَأُولـاـئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِم حَسَناتٍ، وَّكانَ اللهُ غَفورًا رَّحيمًا، وَّمَن تابَ وَعَمِلَ صالحا فَإِنَّهُ يَتوبُ إِلَى اللهِ مَتابًا، وَالَّذينَ لا يَشهَدونَ الزّورَ وَإِذا مَرّوا بِاللَّغوِ مَرّوا كِرامًا، وَّالَّذينَ إِذا ذُكِّروا بِآياتِ رَبِّهِم لَم يَخِرّوا عَلَيها صُمًّا وَّعُميانًا، وَّالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرّياتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَّاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا، أُولـاـئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَروا وَيُلَقَّونَ فيها تَحيةً وَّسَلامًا، خالِدينَ فيها حَسُنَت مُستَقَرًّا وَمُقامًا.» (63 - 76 الفرقان 74)

هذه المجموعة من آيات سورة القرآن في سرد صفات «عباد الرحمان» هي من أجمل ما أبدعته مخيلة مؤلف القرآن، في وصف نوع راقٍ من الناس المؤمنين، الذين ارتقوا في إيمانهم وفي أخلاقهم، حتى استحقوا أن ينالوا وساما من الله، حسب تصور القرآن، ألا هو وسام نعتهم بـ«عباد الرحمان». ولكن المفاجأة تأتينا في آخر هذا النص كدعاء على لسان «عباد الرحمان» هؤلاء، عندما يقولون «رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرّياتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَّاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا»، وإذا علمنا أن مصطلح (الزوج) وجمعه (الأزواج) يعني قرآنيا على الأعم الأغلب بلغتنا المعاصرة (الزوجة) وجمعها (الزوجات)، لأن الزوج الرجل يُعبَّر عنه قرآنيا غالبا بـ(البعل)، وجمعه (البعول)؛ إذن إذا كان عباد الرحمان هم الذين يدعون ربهم أن يجعل لهم قرة أعين من زوجاتهم وذرياتهم، فهذا يعني أن وسام «عباد الرحمان» هذا مختص بالرجال، دون النساء. نعم هناك احتمال، يتراوح بتقديري بين العشرة والخمسين بالمئة، وهو افتراض إن مصطلح (الأزواج) هنا يعني الجنسين، وبالتالي فإن (عباد الرحمان) من الرجال والنساء هم الذين يتحلون بالصفات الجميلة التي سردها هذا النص، ثم هم يدعون ربهم أن يجعل للرجال من عباد الرحمان من زوجاتهم، وللنساء من عباد الرحمان من أزواجهن، ومن ذرايات هؤلاء وأولئك قرة أعين، وهم المبشرون بأنهم سَـ«يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَروا، وَيُلَقَّونَ فيها تَحيةً وَّسَلامًا، خالِدينَ فيها حَسُنَت مُستَقَرًّا وَمُقامًا». ولكن كما بينت، وحسب ما عرفنا من الاستخدام اللغوي الغالب للقرآن، وكذلك مما يؤيد ما أشرت إليه هو أن (الإمامة) الواردة في عبارة «وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا» خاصة بالرجال؛ هذا كله لا يجعل من السهولة فهم معنى (عباد الرحمان)، إلا أنهم من الرجال وحسب. ولو دون القطع في ذلك، فيبقى الاستشهاد بهذا النص على تفضيل الرجل غير كاف، لأنه يحتمل الاحتمالين، خاصة وإن مصطلح الأزواج استخدم أيضا للرجال، مرة واحدة بصيغة المفرد «زوجها»، ومرة واحدة بصيغة الجمع «أزواجهن»، ولكن قرينة أصالة الذكورة في القرآن ترجح تفضيل الرجال.

«اللهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ، مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ، المِصباحُ في زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرّيٌّ يّوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبارَكَةٍ زَيتونِةٍ لّا شَرقيةٍ وَّلا غَربيةٍ، يَّكادُ زَيتُها يُضيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نارٌ، نّورٌ على نورٍ، يَّهدي اللهُ لِنورِهِ مَن يَّشاءُ، وَيَضرِبُ اللهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ، وَاللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ، في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ رِجالٌ لّا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ، يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ، لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِّن فَضلِهِ، وَاللهُ يَرزُقُ مَن يَّشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ.» (24 النور 35 - 38)

هنا أيضا نجد هناك «رِجالٌ»، وهم أولئك الذين هم «في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ»، وهم، أي هؤلاء الرجال، الذين «يُسَبِّحُ[ـونَ] لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ»، وهم الذين «لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ»، وهم الذين «يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ»، وبالتالي فهم المعنيون بقول «لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِّن فَضلِهِ». أين هنا من كل ذلك النساء المؤمنات الصالحات اللاتي (يُسَبِّحنَ للهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ، ولا تُلهيهِنَّ تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ، أو أي شيء مما يمكن أن يلهي النساء عادة، عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ، وَيَخَفنَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ)؟ ألا يستحققن هن أيضا أن يُبشَّرن أن (يَجزِيَهُنَ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلنَ وَيَزيدَهُنَّ مِّن فَضلِهِ)؟ نعم هناك نصوص قليلة تشير إلى أن من عمل صالحا وهو مؤمن من ذكر وأنثى، فإن الله لا يضيع لهم عملهم وأجرهم. ولكن أكثر النصوص التي تمتدح المؤمنين، وأكثر النصوص التي تبشرهم بنعيم الآخرة، إنما تتحدث بشكل أساسي عن الرجال، وكأن الله متحيز للذكور، وكأنه من جنسهم، تعالى الله علوا كبيرا وتنزه عن التذكير والتأنيث. من الممكن أن يخرج علينا من يقول إن مفردة «الرجال» إنما تعني الأشخاص، بقطع النظر عن الجنس، وكأننا أمام نوعين من الرجال، ألا هم (الرجال الذكور)، و(الرجال الإناث)، أو بتعبير آخر (الرجال الرجال)، و(الرجال النساء)، كما لو قلنا (الأشخاص من الرجال)، و(الأشخاص من النساء).

«للهِ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ يَخلُقُ ما يَشاءُ، يَهَبُ لِمَن يَّشاءُ إِناثًا وَّيَهَبُ لِمَن يَّشاءُ الذُّكورَ.» (42 الشورى 49)

لا أريد أن أعلق على هذا النص، بل أكتفي بطرح سؤال عن فلسفة إيراد الذكور معرَّفين بألفلام التعريف (الذكور)، بينما ذُكِرَت الإناث بصيغة التنكير (إناثا). قد يقول قائل إن هذا النص قدم الإناث على الذكور، بل قد يكون إيراد الإناث بصيغة التنكير تعظيما لهن، ولكن يبقى هذا تبريرا وتخريجا من الصعب على العارفين باللغة العربية من المتجردين والمحايدين أن يقتنعوا به. ألا يمكن فهم هذا التمييز على ضوء فهم يعتبر الرجل المعرف بلام التعريف معروفا ظاهرا مسفرا عن نفسه في المجتمع، بينما المرأة نكرة مخفية مستورة عن أنظار المجتمع، كونها (عورة) كلها، وكون المستحب لها – حسب بعض الأحاديث - ألّا يكون لها إلا خروجان من البيت، خروج من بيت أبيها إلى بيت بعلها، وخروج من بيت بعلها إلى القبر؟ أم هل هو مجرد خطأ بلاغي، كون المؤلف غير معصوم من الوقوع في أخطاء نحوية أو بلاغية أو مفهومية؟ فمع مراعاة البلاغة وفرض قصد المساواة كان ينبغي اختيار إحدى صيغتين؛ إما تنكيرا للطرفين «يَهَبُ لِمَن يَّشاءُ إِناثًا وَّيَهَبُ لِمَن يَّشاءُ ذُكورًا»، وإما تعريفا لهما «يَهَبُ لِمَن يَّشاءُ الإِناثَ وَّيَهَبُ لِمَن يَّشاءُ الذُّكورَ».



نصوص تفضيل المرأة على الرجل

توخيا للموضوعية والحيادية، حاولت أن أجد نصوصا تفضل المرأة على الرجل، كما ذكرت النصوص التي تفضل الرجل على المرأة، فوجدت نصَّين في ذكر الوالدَين، يجري التأكيد فيه على الجهد الاستثنائي الذي تبذله الأم في الحمل والإنجاب والرضاع، مما لا يبذله الأب. ارتأيت إدراجهما، ولو إن هذين النصين لا يعبران عن قيمة إضافية للأم فوق قيمة الأب، إلا أنها ربما وبتعضيد من بعض الأحاديث تشير إلى منزلة الأم وقيمة الأمومة. ومن هذه الأحاديث، ما أوصى به النبي – حسبما يروى - أحد المسلمين عندما سأله هذا الأخير عمن يوصيه به، فقال «بأمك»، فسأله «ثم بمن؟»، فقال «بأمك»، وعلى سؤاله المتكرر مرة ثالثة «ثم بمن؟» أجابه «بأمك». وفي الرابعة قال له «ثم بأبيك». وكذلك حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات». أذكر هذا بالرغم من أني أردت لهذا البحث أن يكون قرآنيا أولا، وعقليا ثانيا. أما الدوافع السايكولوجية للمؤلف وراء الاهتمام الخاص بالأم، فلا أريد أن أخوض فيها، بل أتركها لمن يحب أن يحلل أو يستنتج. وأدناه النصان اللذان وجدتهما في القرآن بهذا الخصوص.

«وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ، حَمَلَتهُ أُمُّهُ وَهنًا على وَهنٍ، وَّفِصالُهُ في عامَينِ، أَنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ، إِلَيَّ المَصيرُ.» (31 لقمان 14)

«وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحسانًا، حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهًا وَوَضَعَتهُ كُرهًا وَّحَملُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثونَ شَهرًا، حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالحا تَرضاهُ وَأَصلح لي في ذُرّيتي، إِنّي تُبتُ إِلَيكَ وَإِنّي مِنَ المُسلِمينَ.» (46 الأحقاف 15)


وإلى الحلقة الخامسة من بحث المرأة في القرآن، ثم ما بعدها حتى الثامنة.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google