بقلم: د. عبدالحميد العباسي -
15-04-2017 يُدهَش المراقبُ إذ يرى اوردخانَ يتطيرُ من قيام أي كَيانٍ كرديٍّ على حدوده في سوريا, من ناحية وتشجيعه وعَونه لمسعود البرزاني لاقامة دولة كردية في العراق وعلى حدود تركيا أيضا, من ناحية اخرى. ان اوردخان لا تقلقه دولة مسعود لان حالها سيكون حال غزة والضِفَّة, لا يؤيدها الطالبانيون ولا كتلة التغيير وربما آخرون. ولكنها ستكون كافية للأردُخان, ليقولَ لأكراده *تلكُم هي دولة ميعادكم, إذهبوا اليها ان شئتم وإلا انتم هنا أتراك وهويتكم تُركيَّة. على ضوء مثل هذا السيناريو أنشأت اسرائيل وتصورتْ دولُ العالم المتباكية على اليهود انهم, كلهم سيرحلون الى ارض الميعاد و بهكذا يتخلصون منهم ولكن اليهود كانوا على ذكاء, فقد سمعت ُحاخامَهم في المملكة التحدة, قبل سنوات, يقول من على محطة ال ب ب س * أبلغَنا قادتُنا: *انتم خير لإسرائيل حيث انتم* فلم نهاجر كلنا. من يعرف الأخوة الاكراد ومقدارَ الشحن العاطفي الذي يتعرضون له, يرى ان العديد سيهاجر صوب الدولة الفتية, مما قد لا تستوعبهم *المناطقُ المتنازعُ عليها او المستقطعة من الاقليم*, مما سيُحتم التوسع على حساب الدول الرخوة والتي خيرُ مَن يُمثلها العراق. وتتكرر صورة اسرائيل تفضمُ من اراضي (فلسطين) من حولها. ومن يرقب ادوار َإستحالة اسرائيل منذُ ولادتها سيجدُ ان ما يعدث في شمال العراق يقتفي ادوار الاستحالة تلك. غير ان دوام الخال من المُحال وستصبح حدود هذه الدولة الكردية عصية على الاكراد من خارجها, كما هي حدود الدول العربية. فلا المواطن العربي بقادر على تجاوز الحدود إلا بشِقِّ الانفس وسيقف الملأُ يضحك على العراقيين, كل العراقيين .
