كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ؟
كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ؟


بقلم: ماجد عبد الحميد الكعبي - 15-04-2017
ليست لدي فكرة واضحة عما يدور في اروقة الجامعات العراقية الاخرى ، ولكن ما لاحظته وعشته في موقع كليات باب الزبير/ جامعة البصرة يحفزني كي اسأل عن مدى اختلاف الجامعة عن المدرسة الثانوية على كافة المستويات العلمية والادارية فضلا عن السلوكيات والعادات والتقاليد الاجتماعية . علما ان بعض المدارس الاهلية افضل من الجامعة في البني التحتية. ولنعمل مقارنة بين الاثنين من اجل رؤية فيما اذا كانت الجامعة افضل من المدرسة ام ان المدرسة الثانوية افضل منها. فمن اوجه الشبه بين الاثنين جملة من النقاط منها :

اولا: الدراسات النهارية و المسائية. يبدأ طلبة الدراسات الصباحة دروسهم في الساعة التاسعة وينتهي اخر درس في الساعة الواحدة والنصف تقريبا. و بعده بساعة واحدة يبدأ الدوام المسائي. وهذا الامر ادى الى ان يكون جدول الدراستين خاليا من الاستراحة بين الدروس حيث لا وجود لساعات مكتبية فكل الدروس نظرية 100% وليس هناك فرصة للطالب الصباحي لكي يزور المكتبة. أما طالب الدراسات المسائية فلا يفقه ماذا تعني مفردة مكتبة لان الموظفين يغادرون المكتبة مع انتهاء الدوام الصباحي في الساعة الثانية ظهرا.


ثانيا : كل مرحلة دراسية لها صفوف خاصة ولكل شعبة قاعة واحدة يقضي الطلبة يومهم فيها.

ثالثا: جدول المحاضرات لا يختلف عن جدول الدراسة في الثانوية ، بيد ان الثانوية تتفوق على الجامعة بحضور المدرسين اليومي الى المدرسة في حين ان قسما كبيرا من التدريسيين ياتي الى الجامعة يومين اسبوعيا ولا يتجاوز بقاؤه فيها المدة المقررة لساعات محاضراته.


رابعا: الملزمة والكتاب المنهجي. اشتهرت في السنوات الاخيرة ثقافة الملزمة بين الطلاب الجامعيين حيث يجمع بعض الاساتذة الجامعيين المادة المتعلقة بدرسه من المصادر المختلفة ويعرضها على شكل مادة مختصرة في ملزمة لا تتجاوز صفحاتها في افضل الاحيان الاربعين صفحة. اما القسم الاخر فيابى ان يفارق الكتاب المنهجي الذي تم تاليفه منذ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وكلنا يعرف ان ثقافة الملزمة ومن قلبها الكتاب المنهجي لصيقان بالتعليم الثانوي.

خامسا: اسلوب الحفظ والتلقين. تحولت الجامعة من مكان يبني الطلبة فيه عقولهم واستثمار طاقاتهم الى مكان يتم تنميطهم فيه وتحجيم قدراتهم ومواهبهم . فيامر الطالب بحفظ المقرر بقضه وقضيضه وعن طريق التلقين (افعل ولا تفعل).


سادسا: التصرفات والسلوكيات. يجلب الطلبة معهم كل التصرفات والسلوكيات الصبيانية والطفولية التي اعتادوا عليها في المدرسة الثانوية الى الجامعة ، وكأن الطالب لم يتجاوز مرحلة المراهقة بعد. الجامعة بالنسبة الى قسم كبير من الطلبة مكان لبناء العلاقات العاطفية بالدرجة الاولى ، ثم تاتي الرغبة بالحصول على الشهادة في مرحلة لاحقة. أما الطموح الشخصي والعلمي فياتي مع القلة النوادر.


سابعا: الاستاذ يحاكي طلابه. بازاء الهجوم الكبيرلثقافة الثانوية وتصرفاتها بات كثير من الاساتذة راضخين للامر الواقع وقبول تلك السلوكيات على انها افراز مجتمعي وما عليهم الا ان يتصدوا الى ذلك الهجوم بالوسائل المتاحة لديهم مثل: التهديد بالرسوب واستعمال الاسلوب الخشن. في حين فضل القسم الاخر ان يعطي اذنا من طين واخرى من عجين مؤمنا بالقول الشهير: هي خربانة !.

هذه بعض من مظاهر التدهور القيمي والعلمي في جامعتنا العزيزة متمنيا على السادة الاداريين والمسؤولين ان لا يعطوا اذنا من طين واخرى من عجين ، لان الاستاذ والطالب قد سلما لكم الامر. فهذا مكتف بهدف الحصول على الراتب في كل شهر وذاك يترقب يوم التخرج ليرقص فرحا بالهوسات القبلية والحفلات التنكرية. .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google