في حضرة الإمام علي.(ع)..ناجي ابراهيم..وأروع قصيدة مناجاة عرفها التاريخ!!
في حضرة الإمام علي.(ع)..ناجي ابراهيم..وأروع قصيدة مناجاة عرفها التاريخ!!


بقلم: حامد شهاب - 17-04-2017
وصفه البعض بمتنبي العراق ..ووصفه آخرون بشاعر البلاغة المعاصرة..وما زلت أوصف الشاعر الكبير ناجي ابراهيم بأنه (( شاعر المعلقات))..!!

أجل..شاعر المعلقات بالرغم من انه لم يعلق قصيدته على جدار الكعبة هذه المرة..كما علقها الشعراء الفحول من قبل..ولكن علقها على مقربة من مرقد الامام علي (ع) ، في حضرة عاصمة الدولة العربية الاسلامية ، في مهرجان شعري في النجف الأشرف..!!

ولأن الشاعر الكبير خاطب رجل البلاغة وعملاقها بلا منازع الامام علي (ع) ، فقد تجلت روعة بلاغة الشاعر ناجي ابراهيم بهذه الكلمات التي فجرت في النفوس ينابيع من اواصر المحبة والتلاقي والوجد والصبابة والعشق الروحي ، حاولت ان تسمع من كل من به صمم ان العراق واحد موحد ، وان العراقيين إذا ضاقت بهم الأقدار وتقطعت بهم سبل النجاة..فلا مناص الا الاستنجاد بأؤلئك الصالحين من الأئمة الأظهار، نناشدهم لكي يعيدوننا الى طريق الصواب بعد ان نكون قد أضلينا الطريق، كما يبدو..فكانت قصيدة مناجاة ، مثل براكين تفجرت ،حمما، لا لتصيب الاخرين بحممها هذه المرة ، ولكن لتلهب النفوس حرارة الايمان، بأن هذه الارض الموعودة هي مهبط الرسل والأنبياء والصالحين، ومن كانت لهم منازل رفيعة، وهم وحدهم من تلتجيء اليهم النفوس في الملمات ، بعد الله، لكي يعيدونا مرة اخرى الى الطريق القويم، بعد ان ضل الكثيرون طريقهم، وبلغ الظلم والطغيان لدى البعض الآخر مبلغه، فلم يتبق أمام أهل الغيرة سوى ان يخاطبوا حملة السيف كي يدرأوا عن شعبهم الأذى ، بعد ان بلغ طوفان سيل الطغاة ، حدودا مرعبة..تجاوزوا بها حرمات الله..وها هو الشاعر ناجي ابراهيم يطرق أبواب الامام علي (ع) ..في أروع قصيدة مناجاة عرفها التاريخ..تعالوا وتمعنوا في قدراتها البلاغية..وكيف أنشدها في حضرة الامام علي كرم الله وجهه وأعلى شأنه ، لتعرفوا مدى الحب الذي يكنه العراقيون جميعا لرموزهم الكبيرة..وها انا اضعها بين أيديكم..لترتووا من عبقها مايروي غليلكم..!!

****************

أكلم قلبا..

أكلّمُ قلباً لا يُطاقُ تَكَلــــــُّما

وَجرحاً إذا كَلَّ الكلامُ تَكلَّمَا

وَليلاً خرافيَّ التوجّسِ كُلّما

تَنَاءَيْتُ مَكلوماً أباحَ وَكَلَّما

وَجَفْناً رَمَاني بالّذي هو قَاتلي

وَصَادَفَ أني في رِحَابك إذْ رَمَى

فأرْبَكَ روحاً لا يُمَسُّ رَهَافَةً

وَأرْبَكني لَمَّا أَحلَّ مُحَـــــرَّمَا

وَضُوْءاً بدمعِ الأرضِ جئتُكَ رَاكعاً

وَقَبْلَكَ لمْ أركعْ لهامٍ تَكرُّمَا

صَفُوحاً كأنّي مَا ارتكبتُ جناية

وَلا كانَ قلبي في الغوايةِ أَظلـــــمَا

وَمِنْ صَفحِهِ أني إِذَا ما أتَيْتُهُ

بَكَيْتُ على ذَنْبٍ مَضَى وَتَبَسَّمَا

فإنْ شَفّني وَجْدٌ أقولُ لعلّني

وإنْ صَدَّ محبوبٌ أقولُ لَعَلَّما

فلو كانَ عشقاً لاتقيْتُ ضِرَامَهُ

ولكنَّ جَمْراً في الضلوعِ تَضَرَّما

ولو كانَ لحظاً لافتديتُ سهامَهُ

ولكنَّ سيفاً في الجراحِ تَثَلّـــــــما

فمِنْ أَيْنَ يا صهر النبوّةِ أَبْتَدي

وَكَيْفَ إِذَا بُدّئْتُ أنْ أَتَخَتَّــمَا

وَلِصْقُ الْحَشَى وَجْدٌ وَهَيْبَةُ عَاشِقٍ

إِذَا ذُكّرَ المَعْشُوْقُ فَــزّ مُتَيَّمَا

لِيَلَجِمُ خَيْلاً في الضلوعِ صَهيلُها

ولكنّها تَعْـــدُو بحبِّـــكَ لُجَّما

وَمِنْ أَيْنَ نَأتِي بالْمَوَدّةِ بَيْنَنَا

وَهذي بِلادُ اللهِ تَقطرُ بالدِّمَا

نَقُوْمُ إِلَى الدُّنْيَا وَنُتْقِنُ دَوْرَهَا

وَنَدْرِيْ إِلَى الدَّارَيْنِ دَرْبَكَ أَقْوَمَا

وَمِنْ أَيْنَ نَأْتِيْ يَا مُحَمَّدُ بِالْأُلَى

أَنَاخُوْا الزّمانَ المُرَّ حينَ تَعَلْقَمَا

وَلَانَ لَهُمْ صَعْبُ الحَدِيْدِ مَعَاصِمَاً

فَكَانُوْا لَنَا كَفَّاً عَصِيَّاً وَمِعْصَمَا

وَدَاسُوْا عَلَى عُوْجِ الصِّعَابِ وَذَلَّلُوْا

وَذَلَّ اعْوِجَاجُ الدَّهْرِ حَتَّى تَقَوَّمَا

وَسَادُوْا بِمَا شَادُوْا وَمِنْ لُغَةِ الحَصَى

تَعَلَّم مِنْهُمْ مَنْ أَتَاكَ وَعَلّمَا

ومِنْ أَيْنَ نَأتي يا عَليُّ بِفارسٍ

إذَا احْتَدَمَ الصَّفَّانِ كانَ مُقَدَّمَا

عَلَى كُلِّ مِقْدَامٍ تَقَادَمَ صِيْتُهُ

وَإِنْ أَحْجَمَ الفُرْسَانُ هَوْلاً تَقَدَّمَا

عَلَى جَانِبَيْهِ القَوْمُ صَرْعَى كَأَنَّهُمْ

وراء الربى أَعْجَازُ نَخْلٍ تَهَشَّمَا

وَكَانَ فَتَى الْفتْيَانِ فِيْ كُلِّ سَاحَةٍ

وَكَانَ عَجِيْبَاً أنْ يَؤُوبَ وَيَسْلَمَا

نَهَارُكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُوْرِ صَبَاحُهُ

وَلَيْلُكَ حَزْمٌ بِالنَّهَارِ تَحَزَّمَا

نَهَارُكَ وَضَّاحٌ وَلَيْلُكَ وَاضِحٌ

وَوَجْهُكَ وَهّاجٌ إِذَا الْكَوْنُ أَظْلَمَا

وَكَفُّكَ كُفْؤٌ وَالشَّدَائِدُ جَمَّةٌ

تَلِيْنُ إِذَا الرَّأْيُ الْحَكِيْمُ تَحَكَّمَا

يَمِيْنُكَ يُمْنٌ لَا يَمُنُّ نَوَالهُ

كَمَا الغَيْم يَهْمِيْ لا يَمُنُّ إِذَا هَمَى

وَيُسْرَاكَ يُسْرٌ وَالشَّمَائِلُ ثَرَّةٌ

وَأَيْسَرُهَا أَنَّا نَرَاكَ عَلَى الْعَمَى

وَقَفْتَ عَلَى كُلِّ الْجِهَاتِ مُعَلِّمَاً

وَكُنْتَ إِلَى كُلِّ الْمَعَالِمِ مَعْلَمَا

فَأَلْقَمْتَهُمْ فَتْحَ الْبَيَانِ فَصَاحَةً

فَمَا أَطْبَقُوْا فَكَّاً وَلَا فَتَحُوْا فَمَا

أَرَى كُلَّ أَصْحَابِ الْبَلَاغَةِ وَالنُّهَى

وَكُلَّ فَصِيْحٍ عِنْدَ قَوْلِكَ أَبْكَمَا

أَجِيْئُكَ ظَمْآنَاً وَبِيْ عَطَشُ الثَّرَى

وَلَا أَشْتَهِيْ إِلّا ثَرَاكَ عَلَى الظَّمَا

وَمَا حَنَّ بَالِيْ إِنْ ظَمِئْتُ لِدَجْلَةٍ

وَلا النِّيْلِ أَوْمَاءِ الفُرَاتِ وَزَمْزِمَا



وأَرْجُفُ سَعْفَاً إِنْ ذُكِرْتَ بِمَحْفِلٍ

وَأَهْتَزُّ نَخْلاً إِنْ ذَكَرْتُكَ أَيْنَمَا

فَوَلَّيْتُ قَلْبِيْ شَطْرَ ظِلِّكَ وِجْهَةً

وَوَجَّهْتُ وَجْهِيْ لِلَّذِيْ فَطَرَ السَّمَا

أُيَمِّمُ رُوْحِيْ فِيْ هَوَاكَ تَيَمُّنَاً

إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ أَسْحَمَ أَدْهَمَا

كَأَنَّ صَلاتِيْ لا يَصِحُّ قِيَامُهَا

وَرَغْمَ كَثِيْرِ الْمَاءِ إِلّا تَيَمُّمَا

إِذا أنتَ لا تَرضَى وبابُكَ مُوصَدٌ

فَمَنْ ذَا الذي نَأْتِيْ وَنسْألُ مَغْنـمَا

عَنِ الكُلِّ مَشْغُوْلٌ وَذِكْرُكَ شَاغِلِيْ

وَلَسْتُ أُبَالِيْ إِنْ رَضِيْتَ بِمَنْ وَمَا

تَعَظَّمْتَ أَخْلَاقَاً وَحُسْنَ خَلِيْقَةٍ

كَأَنَّهُمَا كَانَا لِشَخْصِكَ تَوْأَمَا

فَسبحانَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ جَلالُهُ

وَسبحانَ مَنْ صَلّى عليكَ وسَلّمَا




Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google