بقلم: سجاد تقي كاظم -
18-04-2017 بسم الله الرحمن الرحيم
(الاربعينية للكاظم وسلبياتها).. (تؤكد).. (بغداد غير مؤهلة كعاصمة..بل..مركز استقطاب طائفي)
منذ سنوات اكدنا بضرورة اختيار عاصمة جديدة لمنطقة العراق.. (فاليوم الذي ياتي لبغداد بمناسبة الامام موسى الكاظم .. يوم وفاته).. ويرى كيف توضع الخيم.. وتقطع الجسور والطرق.. ويتوقف معالم الحياة المدنية.. وتشحن الاجواء.. وتزداد المخاوف من صراعات من تفجيرات وانتحاريين.. وتسخير مؤسسات الدولة العسكرية.. بعيدا عن المجال المرسوم لها.. لعجز الاجهزة الحكومية المختصة من شرطة وامن من مسك الارض.. وكيف يزحف الملايين لبغداد (لاستقطابها الطائفي)..
بالمقابل السنة ياتون لعبد القادر الكيلاني من اجل الدروشة الصوفية .. ويدعون بغداد ابو حنيفة السني.. وبغداد الرشيد (الحاكم العباسي السني).. كل ذلك امثلة للفوضى والفشل .. والجريمة التاريخية التي رسمت ببداية القرن الماضي من جعل بغداد (عاصمة للكيان الذي اسسته بريطانيا بخارطة الشرق الاوسط القديم باسم العراق كدولة)..
في وقت المفترض ان طقوس مراسيم الزيارة للكاظم عليه السلام. .ان تنحصر بمدينة الكاظمية فقط.. وان يتم فتح طريق سريع متخصص للزوار القادمين من خارج بغداد.. بدون ان يقطع اي طريق او جسر او منطقة.. (ولكن ذلك كما يبدوا مستحيلا).. للشعبوية المنحدر لها المجتمع.. والواقعية تؤكد ضرورة ايجاد حلول جذرية..
ولا ننسى بغداد مدينة شعبوية ". .. اضمحلت فيها المدنية بشكل كبير.. تفاقمت فيها بشكل خطير.. ايضا. .منذ تهجير اطيافها كاليهود والمسيحيين .. من غير الكوارد والعلماء والاطباء.. وهذا لم ياتي فقط منذ مجيء حزب البعث الفاشي وانقلابهم الاسود عام 1963 مع الناصريين الفاشيين.. بل بغداد عوامل كثيرة فيها تؤكد عدم صلاحيتها كعاصمة.. منذ بداية القرن الماضي..
فبغداد غير مؤهلة ان تكون عاصمة موحدة لكيان سياسي متعدد القوميات والمذاهب والاديان والتوجهات السياسية.. فبغداد مدينة (مطاطة) ضائعة (مائعة التعريف) خارج الاطر (المحلية بمنطقة العراق).. وهي ثغرة لتشريع التدخل الخارجي.. (فهذا يقول عاصمة العروبة.. وهذا يقول عاصمة الاسلام.. وهذا يقول عاصمة الرشيد. .وذاك يقول عاصمة موسى الكاظم.. الخ) السؤال (اين اذن هي عاصمة منطقة العراق المفترضة)؟؟
فكما ان النبي محمد نقل عاصمته من مكة حيث (الكعبة).. الى (عاصمته (المدينة يثرب). .ونقل الامام علي عاصمته من المدينة (عاصمة محمد).. الى الكوفة (عاصمة الامام الجديدة).. ونقل الامويين عاصمتهم لدمشق.. ونقل الاتراك عاصمتهم من اسطنبول الى انقرة.. حيث بنوها حديثا بعيدا عن اي استقطابات.. وكما ان الخميني لم ينقل عاصمته من طهران لقم او مشهد حيث المراكز الاستقطاب المذهبي.. بل ابقاها بطهران..
كذلك يجب ايجاد عاصمة جديدة لمنطقة العراق بعيدا عن بغداد وازماتها.. بل يمكن القول ان احد اسباب النزعة الطائفية والعنصرية المشتعلة هي بغداد نفسها التي تنقلها لعموم منطقة العراق بل الشرق الاوسط اجمع.. ولا ننسى (بان باكستان ايضا غيرت عاصمتها).. فدول كثيرة تبني مدن جديدة وتجعلها عواصم لها بعيدا عن اي استقطابات..
اي ان بغداد بالمحصلة.. مدينة دينية بمراكز استقطاب طائفي متعدد" ادى ويؤدي بالضرورة لصراعات طائفية ودينية وعرقية.
فالخطيئة الكبرى التي تعتبر احد أهم الاسباب في عدم استقرار منطقة العراق.. والفتن والتناحرات التي تحصل فيه.. هو (جعل بغداد عاصمة للعراق ببداية القرن الماضي).. فبغداد عاصمة لاي شيء .. ولكنها ابعد ما تكون عاصمة لمنطقة العراق وارض الرافدين.. فمعظم من يزور بغداد لزيارتها ليس كعاصمة اساسا بل لزيارات قائمة على اسس طائفية لزيارة مرقد شيعي كالكاظميين اومرقد سني كعبد القادر الكيلاني .. بل نؤكد بان بغداد مركز استقطاب طائفي مذهبي الاكبر بالمنطقة بل بالعالم..
فبغداد لم يبنيها ما يسمى (العراقيين).. بل بنتها الامبراطورية العباسية .. وجعلوها عاصمة لهم.. بعد بناء سور كبير يحيط بقصورهم ومراكزهم .. ليحمون انفسهم من باقي اهل العراق .. ولم يتخذ العباسيين الكوفة عاصمة لهم.. لمعرفتهم بالوجود العلوي الكثيف الغير موالي للعباسيين .. وبعد عقود غير العباسيين انفسهم كذلك عاصمتهم من بغداد الى سامراء.. لتعكس (اختيارات طائفية) من قبل من بنى بغداد.. فاختاروها بعيدة عن مراكز التشيع .. كالكوفة.. وبنفس الوقت اختاروها.. بمنطقة يمكن بناء حصن وسور كبير حولها..
والاخطر ايضا انها هناك استقطابات اقليمية.. تعتمد (مبررات تاريخية). .. بدعوى (ان بغداد عاصمة للامبراطورية العباسية.. لذلك هي ليست (للعراقيين).... بل لما يسمى للعرب وللمسلمين).. وكان (الامبراطورية العباسية ما زالت موجودة.. ويراد ان يتم التحكم بالعراقيين وجعلهم تحت وصاية اقليمية.. عبر بغداد) ؟؟ لذلك نرى التدخلات التي لا تنتهي بشؤون العراق من قبل المحيط العربي السني والاقليمي والجوار..
فالعراق يجب تغير عاصمته.. من بغداد.. الى بابل.. او بناء مدينة جديدة حديثة في وسط منطقة .. العراق بعيدة عن مناطق الاحتكاك.. الطائفي والاثني المتعدد بالعراق..وتخلوا من أي مراكز استقطاب مذهبي او اثني.. حتى لا تكون مركز للصراع.. وان يعمد على بناءها على احدث الطرز الحديثة كعاصمة ادارية صرف..
و نؤكد ما اكدناه سابقا (بان شعوب منطقة العراق.. ليسوا ورثة العباسيين..).. فمن بنى بغداد ليست شعوبه.. بل عائلة حجازية (العباسيين) واعتمدوا على الاتراك والفرس والمغاربة بمراحل مختلفة) في تثبيت حكمهم ولقمع شعوب منطقة العراق.. لذلك نقل عاصمة العراق لمدينة حضارية .. مطلب عقلاني.. وانقاذ سكان شعوب منطقة العراق.. من الاستقطابات المدمرة..
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
....................................
سجاد تقي كاظم
