عملاء لأكثر من جهة .. من السياسي العميل مربعا" ( Client box ) ؟ !
عملاء لأكثر من جهة .. من السياسي العميل مربعا" ( Client box ) ؟ !


بقلم: هادي جعاز الشبلي - 19-04-2017
/ عندما كان مقيما" في سوريا ، جنده ( ف . ن ) ، لدى وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية ( C.I.A ) كعميل إسرائيلي ، و كان مدعوما" آنذاك من أحد مراكز القوى المخابراتية السورية ، المتمثل في محمد ناصيف 0
/ عراب صفقة السلاح الأوكرانية الفاسدة لصالح المالكي ، و التي كانت سببا" في إفتراقهما ، و من ثم عداوتهما ! 0
/ ناقل ( كنز المالكي ) الى لبنان ، و البالغ اكثر من 1.5 مليار دولار ، من أموال أرصدة ، نقلتها الولايات المتحدة الى العراق عقب غزوه في عام 2003 0
/ أكثر واحد يستلم أجرا" ماليا" من محطات التلفزة العراقية ، مقابل ظهوره من على شاشاتها بحساب الدقائق ، و هذا الأجر لم يحصل عليه ، حتى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، و لا المغنية اللبنانية أليسا ! 0
بعد هذا الإستهلال التساؤلي ، من العنوان و العناوين الفرعية الأخرى ، لم أحبذ الخوض في تشريح جثة رجل ميت ، بوصف الوطنية و الشرف و النزاهة ، كسائر جثث الأموات ، ممن جعلتهم الظروف أحياءا" ، و يتحكمون سطوة" و فسادا" و وضاعة" ، على بلد عظيم مثل العراق ! 0
هذا النموذج كان مؤسسة وهمية و أكبر من حزب أو تنظيم أو مافيا ، فهو وفق المثل المصري ( بتاع كلو ) ، و قد بدأت هذه المؤسسة الفاسدة و المتمثلة في هذا النموذج ، تبث رذيلتها و نخاستها ، بل و عمالتها من دمشق إقامة" ، و من بيروت حركة" ، فهو كان حقيقة" : سمسار كلام و نساء و تجارة و مخابرات و تهريب و تزوير ، بل كان يمارس الجنس و لا أقول الرذيلة في مكتب جريدته المسماة خرافة " ( البديل الإسلامي ) ، مع العاهرات و المومسات ، بحضور العاملين معه ، و لا سيما محمد عبدالجبار ( الشبوط ) ، الذي يأتي الى الشام ، قادما" من محل إقامته لندن بين الحين و الآخر ، كي يُّمتع ناظريه بالصبايا الدمشقيات ، و التوغل وساخة" في أجساد بائعات الهوى ، و كذلك بوجود محمد علي كاظم أحد غلمانه المتحايلين ، و الذي يعمل حاليا" في محطة ( الحرة ) الأميركية ، و بالتالي .. الطيور على أشكالها تقع 0

التعامل .. من المخابرات الإيرانية الى البريطانية و الأميركية

في العام 1987 ، أُختطف في بيروت ، تيري وايت مبعوث الكنيسة الأنجليكانية في بريطانيا ، فكانت فرصة لهذا السياسي العميل أولا" لجهاز المخابرات الإيراني ( إطلاعات ) ، كي يعرض خدماته على المخابرات البريطانية ( SIS ) ، التي كانت تعمل جاهدة" ، لإطلاق سراح مواطنها من خاطفيه ، فكان أن جندته المخابرات البريطانية ، ليكون وسيطا" بينها و بين منظمة ( الجهاد الإسلامي ) التي كانت تحتجز الرهائن ، الذين كان مبعوث الكنيسة تيري وايت ، قدم الى بيروت من أجلهم و للتفاوض مع الجهة الخاطفة ، التي هي تنظيم شيعي أصولي ، أسسه عماد مغنية و يأتمر بـحزب الله أو هو أحد أجنحته العسكرية آنذاك 0
المهم حصل هذا السياسي العميل على مليون جنيه إسترليني من المخابرات البريطانية ، مقابل مهمته و لا أقول خدمته في التعامل ، و بمشاركة من أحد العراقيين ( م . ج ) ، ضمن مجموعة شاركت في عملية و صفقة ، لا أريد الخوض في تفاصيلها ، كانت تبحث عن الخاطفين ، بغية التفاوض معهم و إطلاق المخطوف البريطاني 0
بعد مرحلة التعامل مع المخابرات الإيرانية و البريطانية ، جاء دور هذا السياسي العميل للتعامل مع وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية ( C.I.A ) ، و قد تكفل بتجنيده ( ح . ن ) كعميل إسرائيلي أولا" ، بيد أن ( السي آي أيه ) ، إستخدمته لصالحها ، بعدما وجدت لديه إستعدادا" رذيلا" ، لأداء مهمات و خدمات ، يأبى حتى أحط الناس من أدائها و تقديمها ، كما فعل هذا النموذج المسخ ، لا و الأنكى من كل هذا إن ( صاحبنا ) راح يتهم أقرانه من المنافسين بالعمالة و التعامل مع الإستخبارات الأميركية ، مع إنهم في مركب واحد من السقوط و الإمتهان للأجنبي 0

2
و من عايش الساحة السورية أبان سنوات المعارضة العراقية السابقة ، لديه إطلاع بحقيقة ما كان يدور من فظائع و أدران و مخاز في تلك الساحة ، بدليل إن هذه الساحة ، كانت عاجة " بالإختراقات المخابراتية من كل حدب و صوب ، حيث إن هذا السياسي العميل ، و على الرغم من إفتضاح أمره لدى الجهات الأمنية السورية ، فقد كان مدعوما" من أحد مراكز القوى السورية الرهيبة ، و الذي يوصف على إنه ( رجل الأمن الأول ) ، و هو محمد ناصيف خير بك ، و أترككم بشأنه مع الكاتب البريطاني باتريك سيل ، الذي كتب كتابين حول حياة و حكم حافظ الأسد ، حيث قال عن ناصيف : ( محمد ناصيف كان متكتماً أكثر من الجميع إلى درجة أنه كان يعيش في مكتبه ، وكان واحداً من القليلين جداً من الناس المسموح لهم بالمبادرة إلى التحدث مع الرئيس الأسد هاتفياً في أيّ وقت ،فبالإضافة إلى ترؤسه لما كان في واقع الأمر بوليساً سياسياً ، كان واحداً من أهم مستشاري الأسد في شؤون الشيعة ، سواء في لبنان أو في إيران ، و كان مقرباً من السيد موسى الصدر و القادة الإيرانيين مثل صادق قطب زادة ، و حسين الطباطبائي و كان غالباً ما يسافر من دمشق إلى بون وسويسرا اللتين كانتا قطبي الشبكات الإيرانية في الغرب ) 0

في دورة الزمن الساقط ، يكون العميل المكعب و المربع ، ممثلا" للشعب العراقي 0

و من مهزلة الزمن و لا أقول سقوط الزمن ، إن هذا العميل القح ، أصبح نائبا" عن الشعب العراقي ، ضمن ( كتلة العراقية ) عام 2005 ، و كذلك عام 2010 عن ( كتلة دولة القانون ) ، بينما فشل في الدورة الثالثة عام 2014 ، بعدما نبذه أولا" أياد علاوي ، و ثانيا" نوري المالكي ، اللذان أعتكز عليهما مرتين متتاليتين ، في الوصول الى النيابة ، و في عام 2014 فشل فشلا" ذريعا" ، عندما ترشح للإنتخابات تحت عنوان يثير الضحك قبل الشجون ( كتلة أوفياء الوطن ) ، و لم يحصل إلا على بضعة أصوات ، لا تزيد على أصابع اليدين ، الأمر الذي يجعلني أتحدث عن علاقة هذا السياسي العميل بالمالكي خاصة و بحزب الدعوة عامة 0
عندما كنا في سوريا و في منطقة السيدة زينب تحديدا" ، و منذ عقد الثمانينات ، كان محازبي الدعوة ، لا يستسيغون ذكره إلا في الطالح ، مع إن سيرته على ألسنتهم على الدوام ، تكون مغمسة بالطالح ، فعندما يرد أسمه على أسماعهم ، يردون على الفور : دعونا من هذا العميل ، حتى أن علي التميمي ( أبو شيماء ) مدير مكتب حزب الدعوة آنذاك ، و هو فاسد أيضا" ، لا يتردد في القول عنه : هذا المتموّع ، حتى إنه يصفه بصفات ، أترفع عن ذكرها ( والحليم يفهم الإشارة ) ! 0
و مع كل هذا ، فعندما عادت دكاكين المعارضة العراقية السابقة الى العراق ، بفضل الإحتلال الأميركي ، و إستوطنت كرادة مريم التي أسماها الغزاة و المحتلون سيان ، المنطقة الخضراء ، صار ( صاحبنا ) و موضوع حديثنا هذا ، رفيقا" و عزيزا" لحزب الدعوة ، و لا سيما لزعيمه نوري المالكي ، حتى أن المراقبين وصفوا تلك العلاقة بين هذا و ذاك ، بالزواج الكاثوليكي الذي لا فكاك عنه ! ، حيث راح هذا العميل يعمل وسيطا" للمالكي مع الفاسدين و المجرمين و داعمي الإرهاب ، المطلوبين للقضاء أساسا" ، و قد نجح أيما نجاح في مهماته على هذا الجانب ، عندما إستطاع تبرئة كل من مشعان ركاض ضامن الجبوري الذي هو شريكه أصلا" ، في شركة طيران أجنحة الشام ، بينما جلب محمد الدايني المتهم بتفجير مبنى البرلمان الى القضاء ، ليتم بعد ذلك تبرئته هو الآخر ، و توسط لآخرين بما ذلك خميس الخنجر 0
كما لا ننسى دوره في دعم و لا أقول إيصال صالح المطلك الى منصب نائب رئيس الوزراء ، بعدما تسلم في بيروت مليوني دولار ، من محمد كوثراني المسؤول عن الملف العراقي ، في العلاقات الخارجيه لحزب الله اللبناني ، حيث تقاسم الأثنان هذا المال ، و كلنا نعرف كيف إستخدم المطلك ، سلاح المال السياسي من أجل الوصول الى غرضه , و كيف أيضا" يعرف أدوات توصيله 0
بعد الزواج الكاثوليكي الذي أشرنا له سلفا" ، حدث الطلاق البائن بين نوري المالكي و هذا السياسي ( صاحبنا ) ، إذ راح الأثنان يتبادلان الشتائم النابية من المنابر الجانبية و التلفازية ، على أثر صفقة السلاح الأوكرانية ، لكونه كان العراب الاساسي للكثير من صفقات المالكي السياسية و المالية حينذاك ، ما يشير الى أزمة فساد كبيرة في الصفقة الاوكرانية لتوريد دبابات
3
بقيمة 450 مليون دولار ، و التي كان عراب صفقتها مع عبدالقادر العبيدي وزير الدفاع السابق ، و الوسيط اللبناني علي فياض ، و بموافقة مباشرة من المالكي 0

ناقل ( كنز المالكي ) الى لبنان

قبل سنوات خلت تناولت وسائل الإعلام بإثارة ، ما سمي ب ( كنز المالكي ) ، المودع في لبنان و تحديدا" في منطقة الجنوب ، حتى أن كتابا" عراقيون كبار ، تحدثوا عنه في وسائل الإعلام اللبنانية تخصيصا" ، و لم تأت هذه الإثارة من فراغ ، و إنما من تقرير أميركي صدر في عام 2014 ، إذ كشف محققون اميركيون عن اكثر من 1.5 مليار دولار ، من أموال أرصدة نقلتها الولايات المتحدة الى العراق عقب غزوه في عام 2003 ، سُرقت من العراق وحُـوِّلت إلى مخبأ سري في لبنان دون معرفة طريقة وصولها إلى هناك أو مَن المسؤول عن هذه السرقة ، و ذلك وفقًا لما ذكره تقريرٌ نُشر بموقع صحيفة ( نيويورك تايمز ) الأميركية 0
و اللافت في الأمر إن بعض وسائل الإعلام الإلكترونية ، ذكر أن هذا السياسي العميل ، هو من قام بنقل المبلغ اعلاه الى ( القبو )في جنوب بيروت ، بعد ان تم احالة المبلغ من قبل المصرف المتحد للاستثمار ، الى بنك في بيروت  لتنفيذ عقد تجاري وهمي ،و ان المبلغ  سجل لصالح نوري المالكي 0
و لهذا السياسي العميل ثرثرات و فذلكات و بقطع النظر عن صديقتها أو عدمها ، خلال الحفلات الخاصة و الجلسات الجانبية ، فهو قال في حفل خاص أُقيم في بيروت ، بناءا" على مصدر موثوق ، إن سبعة من أعضاء و حلفاء حزب الدعوة ، يمتلكون شهادات مزورة و بعلم المالكي ، و هم ( علي الشلاه و كمال الساعدي و سامي العسكري و ياسين مجيد و حنان الفتلاوي و حيدر العبادي و صادق الركابي ) ، و المضحك في الأمر هو ، أن ( صاحبنا ) هو أيضا" لديه شهادة مزورة ، فهو يقول في صفحته في الفيس ، إنه خريج كلية الآداب ، لكنه في الوقت نفسه ، يمتنع عن ذكر مصدرها ، و من أي جامعة أو بلد ! ، و من المؤكد ان مثل هذا الإغفال و لا أقول الإمتناع ، لم يأت عن نسيان أو سهو أو غير قصد ! 0
و بالنسبة لعلاقته بالتيار الصدري ، فلصاحبنا تهجمات على مفاصله و مؤسساته ، الى حد راح فيه ، يسمي ( جيش المهدي ) بالجيش الوردي ، على الرغم من فضيحة الفساد و المتعلقة بالبنك المركزي ، و التي طالته مع بهاء الأعرجي أحد قياديي التيار ، و في الوقت نفسه ، راح يستقبله مقتدى الصدر بالأحضان و القبلات ، على الرغم من أن الأخير ، يُجيش و يستثمر التظاهرات ، تحت لافتة محاربة الفساد 0
هذا السياسي العميل أو ( صاحبنا ) ، صرح لمقربين منه ، و الذين تحدثوا بدورهم ، لإحدى المحطات التلفازية نقلا" عنه و هاتفيا" ، بأن عودة مشعان الجبوري و من ثم تبرئته ، بالقول : ( أن النائب صاحبنا ليس هو صاحب المبادرة في تسهيل عودة المحكوم بجرائم الارهاب و الفساد مشعان الجبوري ، إنما جاء ذلك بطلب من السيد رئيس الوزراء ، و هذه الخطوة تهدف الى توظيف مشعان الجبوري ، لمواجهة التحالف الكردستاني إعلامياً ، و الى التحرك لمنع اقامة الإقاليم في المناطق السنية ) 0
و خلاصة القول بشأن هذا السياسي العميل لأكثر من جهة و دولة ، أن السفلة و الأنذال و من كان على شاكلة هذا السياسي العميل و المنحط الى محتويات القمامة ، جاؤوا و الخزي عنوان لمقبلهم ، و سيظل هذا الخزي عالقا" على أدبارهم أينما يولوا ، أو كما قال الشاعر : دوائرها تُرّفعُ كل نذلٍ/ و تخفضُ من له مجدٌ اثيلُ 0



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google