الحياة كنوعية مميزة للعيش المجيد و بجدارة
الحياة كنوعية مميزة للعيش المجيد و بجدارة


بقلم: مهدي قاسم - 19-04-2017
الحياة سواء كمفهوم فسلجي أو قيمة اعتبارية ، تعد هبة ونعمة ، شبيهة بمن يعثر على سبيكة ذهب أو ياقوت ، الذي يحتاج إلى جهد و تعب من أجل تنظيف و تصقيل ليكون بجماله المتوهج والباهر النهائي ..
فكذلك الحياة لكي تكون نوعية مميزة ، لابد أن يصاحبها وعي متقدم وسمو و تمايز ورؤيا فردانية نحو التجلي الذاتي ، وصولا إلى مرحلة الجدارة بالعيش المجيد ، و استوطان قلب العالم النابض بكل نشاط وحيوية ، و انصهار واندماج في الوقت نفسه في جمال الطبيعة و كشف غموض الكون و الحياة ذاتها ..
وهو الأمر الذي يعني التسامي و التحليق فوق " القطيع " و المدجن وغير المكترث أصلا لأي شيء، ولا لوجوده السقيم و وحضوره المرضي و المتسم بالبشاعة و القبح والرثاثة و تبشيع جمال الحياة نفسها ..
ولكي يكون المرء جديرا بالحياة فيجب عليه أن يعيشها بجدارة و بوعي وّثاب و بحرية خالصة و أصيلة تقيه و تحميه من أية ارتباطات و تبعية عقائدية منتجة لروح القطيع المدجن والغافي في غيبوبات متواصلة وجاهز لذبح جماعي ، حتى دون إطلاقة صرخة أو اجتجاج ، كأنما كأمر واقع مسلم به ...
نحن نظن بأن التبعية من هذا النوع و الصنف تعتبر شكلا معاصرا للعبودية الطوعية ، و أن كانت ذات طابع فكري و روحي ، والذي غالبا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى عبودية جسدية مستباحة تحت ذرائع شتى ..
نحن نعتقد بأن العقائد والأيديولوجيات ــ بغض النظر عن طابعها ــ هي التي مسخت الشخصية العراقية و جعلتها شخصا جافا و متشنجا و انفصاميا و عدائيا و ازدواجيا ، ومتشظيا إلى الف شخصية و شخصية متناقضة و متضاربة في شخص واحد ! ..
فمن هنا ضرورة تحرير الشخصية العراقية من طوفان هذا التشويه العقائدي و الأيديولوجي الهادر و الغادر .
يبقى أن نقول : الإنسان الغربي يعي حياته و يعيشها كحياة نوعية مميزة و بجدارة كاملة ، فمن هنا قيمتها العليا أيضا في نظره و كذلك في نظر دولته و حكومته اللتين تعاملانه على هذا الأساس أيضا سواء داخل بلده أو خارجه ..
أما الشخص العراقي فحياته باتت بمستوى قيمة حياة ذباب أو بعوض يُقتل و يذبح بعشرات الأف سنويا ، دون أية إثارة أو انتباه من قبل العالم ..
إن من لا يعطي قيمة لحياته ولا يحترمها ، فلن ينتظر من غيره أن يحترمها ويعتبرها ذات قيمة ..
هكذا بكل بساطة ووضوح ..
فمن هنا صمت العالم و لامبالاته أيضا.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google