قوة ايران
قوة ايران


بقلم: صالح السيد باقر - 19-04-2017
طالما أعلنت قيادات عسكرية ايرانية ان ايران ستسوي الكيان الصهيوني مع الأرض لمجرد ارتكابه لأية حماقة ضد الجمهورية الاسلامية، وفي نفس الوقت فان هذه القيادات وجهت تهديدات للادارة الاميركية حال اعتدائها على ايران، وأكدت لها أن واشنطن ربما تكون قادرة على اشعال فتيل الحرب ضد ايران ولكن لن يكون بوسعها التحكم بمدياتها وموعد ايقاف هذه الحرب.
لست خبيرا عسكريا لأبرهن على تفوق القدرات العسكرية الايرانية، وفي اعتقادي مالم تندلع الحرب بين طرفين فلا يمكن تقييم قوة كل طرف، غير أنه من المؤكد أن قوة كل بلد لا تقتصر على الجانب العسكري وحسب، وانما هناك عدة عناصر يمكن ان تشكل بمجموعها قوة أي بلد.
سأسرد قضيتين يمكن أن نستوحي منهما قوة ايران، القضية الأولى تتعلق بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والثانية تتعلق بالتهديد الايراني غير المباشر للسعودية.
فكلنا سمعنا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية انه سيمزق الاتفاق النووي مع ايران، وكان ذلك تصريحا وموقفا جريئا من قبل ترامب تجاه النووي، ولكنه كان الأول والأخير، فلم نسمع ترامب يكرر ذات العبارة فيما بعد، مع انه كرر العبارات التي استخدمها تجاه الكثير من القضايا كالرئيس الروسي فلادمير بوتين أو تجاه دول المنطقة أو العراق أو المهاجرين واللاجئين.
هذا لا يعني أن ترامب لم يتحدث عن الاتفاق النووي بل تحدث خلال حملته الانتخابية كثيرا عنه وكان يعتبره أسوأ اتفاق أبرمته الولايات المتحدة في تاريخها وانه لم يحقق أية مكاسب لها، وانما كل المكاسب ذهبت لايران، ولكنه لم يكرر بتاتا عبارة "سأمزق الاتفاق النووي"، عندما نبحث عن السبب الحقيقي في امتناعه عن تكرار هذه العبارة، سنجد أن قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي أعلن عن موقف أكثر صرامة من ترامب، فقد قال، اذا كانوا يريدون تمزيق اتفاقية خطة العمل المشترك فاننا سنقوم بحرقها.
وربما شعر ترامب بأنه ارتكب خطأ فادحا عندما استخف بقدرات ايران وهددها بتمزيق الاتفاق النووي، ولذلك لم يعد يكرر عبارته تلك بتاتا.
فيما يتعلق بالتهديد الايراني غير المباشر للسعودية، فهو الذي وقع بعد نحو اسبوع من حادثة منى، فقد استلمت الرياض رسالة طهران وادركت ان ايران جادة في انذارها وتهديدها.
وتناقلت وسائل الاعلام الايرانية القصة التي رواها سعيد أوحدي الرئيس السابق لمؤسسة الحج الايرانية في كلمته التي القاها خلال مراسم أقيمت بعد عام من وقوع الحادث.
يقول أوحدي، بعد أسبوع من وقوع كارثة منى، قام وفد ايراني بزيارة السعودية لبحث تداعيات الحادث ونقل جثامين الحجاج الايرانيين، وعقد الوفد الايراني أول اجتماع له مع الوفد السعودي، وفي ذات اليوم أعلن الجانب السعودي ان وزير الصحة لن يشارك في الاجتماع لوجود اجتماع طارئ له، الأمر الذي يعد خرقا للاتفاق حيث كان من المفترض أن يشارك في الاجتماع.
وتابع قائلا، في اثناء الاجتماع وصلت رسالة قصيرة (s.m.s) الى الهاتف المحمول لحسن قشقاوي (رئيس دائرة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الايرانية) وكانت تتضمن مقاطع لكلمة قائد الثورة في ايران التي القاها في مدينة نوشهر (شمال ايران، وفيها قاعدة بحرية ايرانية وزارها سماحته وألقى فيها خطابا).
واضاف، جاء في مقاطع كلمة سماحته، "سنرد على أدنى اساءة تتعرض لها الأجساد المطهرة لشهدائنا، وسيكون ردنا عنيفا"، فتداول أعضاء الوفد هاتف قشقاوي وألقوا نظرة على الرسالة، اذ لم يكن بامكاننا أن نتبادل الحديث فيما بيننا حول هذا الموضوع خلال الاجتماع، ومما جاء في الرسالة ان قائد الثورة ادلى بهذه التصريحات خلال الاستعراض العسكري للقوة البحرية في نوشهر، الأمر الذي يعد توجيه رسالة مباشرة للجانب السعودي.
وقال، عندما كان أعضاء الوفد الايراني يتداولون الهاتف المحمول لقشقاوي خلال الاجتماع، واذا بموظف سعودي يدخل غرفة الاجتماع وكان يحمل في يده قصاصة ورقة، وضعها امام المسؤول الكبير في الخارجية السعودية، فتغير لونه ثم غادر بسرعة الاجتماع عندها توقعنا أن السعوديين اطلعوا على الموضوع (كلمة قائد الثورة الاسلامية).
وتابع أوحدي قائلا، عاد المسؤول السعودي في وزارة الخارجية بعد دقائق الى الاجتماع وكان يحمل في يده قصاصة ورق، ووضعها أمام رئيس الوفد السعودي المفاوض، وبعد أن قرأها بدأ يتلعثم في كلامه، ثم انتهى الاجتماع، ولم يتطرق الوفد الايراني ولا السعودي الى خطاب قائد الثورة.
ووصف أوحدي خطاب قائد الثورة بالتاريخي والخالد، وانه لم يدافع قائد عن شعبه بهذا الشكل، وقال، بعد انتهاء الاجتماع كنا نقف أمام المصعد فسارع رئيس الوفد السعودي الى اللحاق بنا، و"قال، اتصلوا بنا الان من الرياض وقالوا أن اجتماع وزير الصحة انتهى وانه سيستقل طائرة خاصة من الرياض الى جدة لكي يلتقي بالوفد الايراني".
وقال أوحدي، عقد الاجتماع مع وزير الصحة مساء ذلك اليوم، وبينما كان السعوديون يصرون على أنهم لا يمتلكون توابيت وأغطية كافية للموتى ولا طائرات لنقلهم، وان الجثامين تعفنت ويجب دفنها، واذا بموقفهم يتغير 180 درجة فوافقوا على كافة المطالب الايرانية، وأعلنوا أن كل شيء جاهز.
واستدرك قائلا، اتصل بي رئيس الوفد السعودي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقال، ان الديوان الملكي السعودي عقد اجتماعا وقرر تخصيص 5 طائرات مجانية تحتوي على توابيت للايرانيين، وقد الغيت كافة البروتوكولات الرسمية للايرانيين ليتمكنوا من نقل اجساد ضحاياهم الى ايران.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google