مـَنْ يردم هـّوة العنف ...
مـَنْ يردم هـّوة العنف ...


بقلم: ابتسام ابراهيم - 20-04-2017
في صدفة قادتني لا سمع خبرا مشتتا بين افواه الصبايا ومعلماتهن ومن بعض الجيران والمقربين عن حوادث عنف تطفئ نورا لم يكتمل .. حادثة قضت خلالها مربية اجيال نحبها , قيل لي ولغيري انها انتحرت فهي بالكاد على قيد الضوء ويائسة حد الغبن ,كيف انتحرت ومن شاهدها ولماذا و اسئلة كثيرة قطعت اشواط رأسي و انا اسمع خبرا عن شابة يافعة امتدت لها يد الاثم لتترك خلفها صبيا يسحل مناغاته الى المجهول .
مربية اجيال باختصاصٍ علمي انيق تضطرها الظروف لترتبط بمن قد لا يتناسب مع افكارها او حتى تربيتها فـتُجبر على احتمال الوجع لتلجم السنة الناس او تشتري حريتها بأحاديث السوء ومجتمع لا يرحم! ماتت او انتحرت سيّان عندي فخلف الانتحار قهر جسدي ومجتمعي نعلمه جيدا ونغض الطرف عنه .
مربّية اخرى انتظرها طائر الموت على باب المدرسة و لم يمهلها لحظة تودع فيها احبة او اصدقاء والجاني مجهول والأسباب مجهولة ايضا ,اما الكامرة فقد وثقتْ حدثا سيتلاشى مع توسع دائرة العنف التي تكبر يوما بعد اخر ان لم تجد من يردم هوتها بحكمة وإنسانية وسلطة.
امُ تُجلد بالسياط من قبل رجالات العائلة الاشداء فقط لأنها تريد ان تحمي اطفالها فيستكثرون على الانسانة ان تفعل ما قد تفعله اي قطه مع صغارها او دجاجة مع افراخها
اطفال يتعرضون للعنف يوما بعد اخر ولولا فضل التكنولوجيا لما عرفنا ان هناك من يكتم في ذاته تعابير صراخ وتوسلات بمن لا يرحم . يا ترى كم احتضنت الجدران كدمات زرقاء وحمراء ودموع فلا من مغيث ,كم سمعت الارض انين الصغار والنساء في بلد يسمى مهد الحضارات ومنبع الديانات السماوية ؟ اي دين واله سيقبل هذا الانجراف الخطير في اخلاقنا وديننا ؟
هل نحمد الفيس بوك لأنه كشف لنا عورة المجتمع ثم نقدم ابتهالات الشكر لمن اخترع الانترنت حين وضع اوراق الجناة على مائدة الناس ذوي القلوب المرهفة في الوقت الذي نطالب فيه بسلطة القوانين و الاعراف والدين ؟
ارجوكم ..اتوسل اليكم .. سنّوا قوانينا تحمي النساء و الاطفال من بطش القساة والمختلين عقليا بدلا من اختراع قوانين لاتسمن ولا تغني من جوع ,قوانين تجعلكم اضحوكة الشعب طولا وعرضا
اين هن النساء في البرلمان ؟ لما لم نسمع لهن رأيا او مطالبة ؟ لماذا يلتزمن الصمت حين تطفح على السطح مأساة او فاجعة تخص المرأة والطفل ؟
ماذا يعني ان تعاقب طفلة بطريقة سادية ..هي لم تسرق إلا لتسد فراغ بطنها وأخريات لاكتهن اسنان من لا استطيع تسميته. ماذا يعني ان يموت طفل في حوض غسيل الملابس ؟
وأنا اكتب هذه السطور تحت كمية وجع لا حد له ادعوا كل الذين لديهم انسانية ان يبادروا بسن القوانين التي تحفظ الضعفاء من العنف وتضع عقوبة رادعة لمن ينتهك حرمة الانسان او تحال ملفات العنف الاسري في العراق الى لجان دولية .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google