75 المرأة في القرآن 8/8
75 المرأة في القرآن 8/8


بقلم: ضياء الشكرجي - 22-04-2017
[email protected]

www.nasmaa.org

هذه هي الحلقة الخامسة والسبعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، حيث كنا مع ثمان حلقات تتناول حقيقة موقف القرآن من المرأة، نختمها بهذه.

وما زلنا مع النصوص القرآنية التي لا تخاطب فيه المرأة من قبل الله (القرآني) إلا عبر الرجل، رسول الله إليها، كما هو النبي رسوله إلى الناس، حسب عقيدة المسلمين.

«... يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍم بِبَنيهِ، وَصاحِبَتِهِ وَأَخيهِ، وَفَصيلَتِهِ التي تُؤويهِ، وَمَن فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ يُنجيهِ.» (70 المعارج 11 - 14)

كما ينبغي أن يقال (تَوَدُّ المُجرِمَةُ لَو تَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيها، وَصاحِبَها وَأُختِها، وَفَصيلَتِهَا التي تُؤويها، وَمَن فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ يُنجيها). إذا قيل إن العربية عندما تتكلم عن الناس ذكورا وإناثا، تستخدم التذكير، أقول لكن الآية تذكر أن المجرم يود يومئذ لو يفتدي فيما يفتدي به بـ«صاحِبَتِهِ»، فلو قال «بِزَوجِهِ» لقلنا يحتمل المعنيين. أكرر إن الأصل في الإنسان قرآنيا هو الرجل، والمرأة مخلوق طارئ وتابع، غير أصيل ولا مستقل، بل خلقت لأجله، كما يؤكده أيضا العهدان القديم والجديد. وهذا ما لا يمكن نسبته إلى الله الذي يتساوى عنده الإنسان رجلا كان أو امرأة، حرا أو عبدا، أبيض أو أسود، عربيا أو أعجميا.

«وَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ، إِلّا على أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَ، فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذالِكَ فَأُولائِكَ هُمُ العادونَ.» (70 المعارج 29 - 31)

ربما يقول قائل إن المقصود هنا الجنسان، فيرد ذلك، بأننا لا نعلم إن للمرأة المسلمة مضاجعة الرجال من ملك يمينها، كما الرجل المسلم مع ملك يمينه من النساء. ومع استثناء ملك اليمين للنساء المسلمات، أما كان ينبغي على الأقل القول كتكملة (وَاللّاتي هُنَّ لِفُروجِهِنَّ حافِظاتٌ، إِلّا على بُعولَتِهِنَّ فَإِنَّهُنَّ غَيرُ مَلوماتٍ، فَمَنِ ابتَغت وَراءَ ذالِكَ فَأُولـاـئِكَ هُنَّ العادِياتُ.)؟

«... فَيَتَعَلَّمونَ مِنهُما ما يُفَرِّقونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ.» (2 البقرة 102)

كلمة (المرء) كما نعرف تعني (الشخص) الفرد من الناس. إذن هو الإنسان، ومع هذا تؤكد هذه الآية مرة أخرى أن الإنسان عندما يُذكَر بلا قرينة، فالأصل فيه أن نفهم أن الرجل هو المقصود. أذكّر هنا مرة أخرى بأن مصطلح «الزوج» قرآنيا تعني على الأعم الأغلب (الزوجة) المرأة بلغتنا المعاصرة، مع هذا يمكن إسقاط هذه الآية مما استشهدت به على مبدأ أصالة الذكورة، فتبقى بقية النصوص كافية لإثبات صحة ما أذهب إليه.



نصوص تخصيص الرجال بنعيم الجنة والحور العين

التمييز بسبب الجنس في القرآن لم يقتصر على الدنيا، بل هو متواصل ومستصحَب إلى ما بعد الدنيا، لنراه متجلّيا بأوضح صوره أخرويا. وهذه نصوص تؤكد هذه الدعوى.

«وَبَشِّرِ الَّذين آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالحاتِ أَنَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ، كُلَّما رُزِقوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِّزقًا قالوا هذا الَّذي رُزِقنا مِن قَبلُ وَأُتوا بِهِ مُتَشابِهًا وَّلَهُم فيها أَزواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَّهُم فيها خالِدونَ.» (2 البقرة 25)

«قُل أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيرٍ مِّن ذالِكُم لِلَّذينَ اتَّقَوا عِندَ رَبِّهِم جَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَأَزواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَّرِضوانٌ مِّنَ اللهِ، وَاللهُ بَصيرٌم بِالعِبادِ.» (3 آل عمران 15)

علمنا أن المصطلح القرآني (الأزواج)، ومفرده (الزوج)، يعني في أغلب حالات الاستعمال في القرآن بلغة العصر (الزوجات)، ومفرده (الزوجة). من هنا فالكلام في النصين أعلاه وفي نصوص أخرى عن «الَّذينَ اتَّقَوا» على الأرجح خاص بالرجال دون النساء، بدليل تبشيرهم بـ«أزواج مطهرة» أي (زوجات مطهرات). للعلم إن «الأزواج» استخدمت في القرآن اثنتين وعشرين مرة بمعنى الزوجات، ومرتين بمعنى الأزواج، وأربع عشرة مرة بما يحتمل المعنيين، أي معنى الزوجات، أو ما يحتمل الأزواج والزوجات. ومفردها «الزوج» استخدمت خمس مرات بمعنى الزوجة، ومرة واحدة بمعنى الزوج، وأربع مرات بما يحتمل المعنيين، أي الزوجات، أو الأزواج والزوجات. ومع هذا يمكن إسقاط الاستشهاد بهاتين الآيتين على أصالة الذكورة في القرآن، وحتى لو أسقطناهما، لكفت سائر الأمثلة الأخرى المستفيضة التي أشرنا إليها.]

«وَبَينَهُما حِجابٌ وَعلى الأَعرافِ رِجالٌ يَّعرِفونَ كُلًّا بِسيماهُم، وَنادَوا أَصحابَ الجنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ.» (7 الأعراف 46)

بقطع النظر عن تفسير (الرجال) الذين سيكونون على (الأعراف)، نسأل لماذا مقتصر الأمر هنا أيضا على الرجال؟ لماذا لم يجر الكلام عن (أشخاص)، أو (رجال ونساء)، أو (جماعة)، أو (قوم)، أو (أفراد)، أو (طائفة من الناس)، بقطع النظر عن ذكورتهم أو أنوثتهم؟

«إِنَّ المُتَّقينَ في مَقامٍ أَمينٍ، في جَنّاتٍ وَّعُيونٍ، يَّلبَسونَ مِن سُندُسٍ وَّإِستَبرَقٍ مُّتَقابِلينَ، كَذالِكَ وَزَوَّجناهُم بِحورٍ عينٍ، يَّدعونَ فيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنينَ، لا يَذوقونَ فيهَا المَوتَ إِلَّا المَوتَةَ الأولى وَوَقاهُم عَذابَ الجحيمِ، فَضلًا مِّن رَّبِّكَ ذالِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ.» (44 الدخان 51 - 57)

«إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَّنَعيمٍ، فاكِهينَ بِما آتاهُم رَبُّهُم وَوَقاهُم رَبُّهُم عَذابَ الجحيمِ، كُلوا وَاشرَبوا هَنيئًا بِما كُنتُم تَعمَلونَ، مُتَّكِئينَ على سُرُرٍ مَّصفوفَةٍ، وَّزَوَّجناهُم بِحورٍ عينٍ.» (52 الطور 17 - 20)

إن «المُتَّقينَ» حسب النصين أعلاه إذن هم الرجال، ودليل ذلك أنهم سيُزَوَّجون «بِحورٍ عينٍ». فهل من دليل أوضح من هذا؟

«وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (*) ذَواتا أَفنانٍ، (*)، فيهِما عَينانِ تَجريانِ، (*)، فيهِما مِن كُلِّ فاكِهَةٍ زَوجانِ، (*)، مُتَّكِئينَ على فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ وَجَنَى الجنَّتَينِ دانٍ، (*)، فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرفِ لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ، (*)، كَأَنَّهُنَّ الياقوتُ وَالمَرجانُ، (*)، وَمِن دونِهِما جَنَّتانِ (*) مُدهامَّتانِ، (*)، فيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ، (*)، فيهِما فاكِهَةٌ وَّنَخلٌ وَّرُمّانٌ، (*)، فيهِنَّ خَيراتٌ حِسانٌ، (*)، حورٌ مَّقصوراتٌ فِي الخيامِ، (*)، لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ.» (55 الرحمان 46 - 74) [(*) الجملة الاعتراضية المتكررة «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»، تركت ليكون ترابط الجمل واضحا وسلسا.]

وسورة الرحمان تؤكد هذا المعنى، حيث إن ما يُبشَّر به «مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ» هو أنْ «فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرفِ لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ، كَأَنَّهُنَّ الياقوتُ وَالمَرجانُ»، أو «فيهِنَّ خَيراتٌ حِسانٌ، حورٌ مَّقصوراتٌ فِي الخيامِ، لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ». وماذا لمن خافت مقام ربها؟ سيقال لم يذكر ذلك عن النساء، تجنبا لخدش الحياء. هنا أقول أليس المتدينون هم الذين يؤكدون دائما ألّا حياء في الدين، عندما يتكلمون عن أحكام النكاح والحيض والاستحاضة. أم هي قاعدة إن أُريدَت كبيرةً فكبيرةٌ، وإن أُريدَت صغيرةً فصغيرة؟ إذا كان الجنس مما لا يُصرَّح به حياءً، فيجب سريان ذلك على الجنسَين، وإذا كان لا حياء في الجنس، كونه أمرا طبيعيا خلقه الله للرجل والمرأة، فنفي الحياء يجب أن يكون ساريا أيضا للجنسين، ثم أليس القرآن قد سمّى الزواج بالنكاح، وهل النكاح غير المضاجعة الجنسية؟

«وَالسّابِقونَ السّابِقونَ، أُولـاـئِكَ المُقَرَّبونَ، ، ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ، وَقَليلٌ مِّنَ الآخِرينَ، على سُرُرٍ مَّوضونَةٍ، مُتَّكِئينَ عَلَيها مُتَقابِلينَ، يَطوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُّخَلَّدونَ، بِأَكوابٍ وَّأَباريقَ وَكَأسٍ مِّن مَّعينٍ، لا يُصَدَّعونَ عَنها وَلا يُنزِفونَ، وَفاكِهَةٍ مِّمّا يَتَخَيَّرونَ، وَلحمِ طَيرٍ مِّمّا يَشتَهونَ، وَحورٌ عينٌ، كَأَمثالِ اللُّؤلُؤِ المَكنونِ، جَزاءً بِما كانو يَعمَلونَ، لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا تَأثيمًا، إِلّا قيلًا سَلامًا سَلامًا.» (56 الواقعة 10 - 26)

وهكذا هو الأمر مع سورة الواقعة، فـ«السابقون» و«المُقَرَّبون» الذين سيكونون «في جَنّاتِ النَّعيمِ» هم الرجال دون النساء، ودليل ذلك أنهم موعودون أن تكون لهم «حورٌ عينٌ كَأَمثالِ اللُّؤلُؤِ المَكنونِ»، أم هل هناك (حوريّون) للمؤمنات، كما هناك (حوريّات) للمؤمنين؟ لم نجد هذا المعنى في القرآن.

«وَأَصحابُ اليَمينِ ما أَصحابُ اليَمينِ، في سِدرٍ مَّخضودٍ، وَّطَلح مَّنضودٍ، وَّظِلٍّ مَّمدودٍ، وَّماءٍ مَّسكوبٍ، وَّفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ، لّا مَقطوعَةٍ وَّلا مَمنوعَةٍ، وَّفُرُشٍ مَّرفوعَةٍ، إِنّا أَنشَأناهُنَّ إِنشاءًا، فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا، عُرُبًا أَترابًا، لِّأَصحابِ اليَمينِ، ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ، وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرينَ.» (56 الواقعة 27 - 40)

وهكذا هو الحال عندما يذكر «أَصحابُ اليَمينِ» فهم رجال بامتياز، وبكل تأكيد، ودليله أنهم وُعِدوا بـ«فُرُشٍ مَّرفوعَةٍ، إِنّا [أي أنا الله القرآني] أَنشَأناهُنَّ إِنشاءًا، فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا، عُرُبًا أَترابًا، لِّأَصحابِ اليَمينِ». أم هل هناك رجال أبكار وآخرون فاقدون لبكارتهم؟

«إِنَّ لِلمُتَّقينَ مَفازًا، حَدائِقَ وَأَعنابًا، وَّكَواعِبَ أَترابًا، وَّكَأسًا دِهاقًا، لّا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا كِذّابًا، جَزاءً مِّن رَّبِّكَ عَطاءً حِسابًا.» (78 النبأ 31 - 36)

وكذلك نجد «المُتَّقينَ» في سورة النبأ هم من الرجال، فإن لهم دون النساء «مَفازًا»، وإن لهم دون النساء «حَدائِقَ وَأَعنابًا»، وإن لهم دون النساء «كَأسًا دِهاقًا»، وهم وحدهم دون النساء - لا أقل في هذه السورة - «لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا كِذّابًا»، لأن لهم دون النساء «جَزاءً مِّن [رَّبِّهِم] عَطاءً حِسابًا»، ودليل كل ذلك أنهم وُعِدوا بما لا يصحّ أن توعَد به النساء، ألا إن لهم «كَواعِبَ أَترابًا».



نصوص استنكار نسبة الإناث إلى الله

وأختم هذا البحث بذكر النصوص القرآنية التي تشير إلى أن الله يستنكف أن تنسب إليه الإناث، أو هكذا توحي هذه النصوص، تعالى الله عن ذلك، فلنتأملها سوية:

«أَفَأَصفاكُم رَبُّكُم بِالبَنينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثًا، إِنَّكُم لَتَقولونَ قَولًا عَظيمًا.» (17 الإسراء 40)

«فَاستَفتِهِم أَلِرَبِّكَ البَناتُ وَلَهُمُ البَنونَ، أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِناثًا وَّهُم شاهِدونَ، أَلا إِنَّهُم مِّن إِفكِهِم لَيَقولونَ وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ، أَصطَفَى البَناتِ على البَنينَ، ما لَكُم كَيفَ تَحكُمونَ، أَفَلا تَذَكَّرونَ.» (37 الصافات 149 - 155)

«أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَّأَصفاكُم بِالبَنينَ، وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمانِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَّهُوَ كَظيمٌ، أَوَمَن يُّنَشَّأُ فِي الحليَةِ وَهُوَ فِي الخصامِ غَيرُ مُبينٍ، وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذينَ هُم عِبادُ الرَّحمانِ إِناثًا، أَشَهِدوا خَلقَهُم، سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسأَلونَ.» (43 الزخرف 16 - 19)

«أَم لَهُ البَناتُ وَلَكُمُ البَنونَ.» (52 الطور 39)

«أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثى، تِلكَ إِذًا قِسمَةٌ ضيزَى.» (53 النجم 21 - 22)

إذا كانت هذه النصوص لا تشير إلى استنكاف الله من نسبة الإناث إليه، لأنها «قسمة ضيزى»، ولأن المرأة هي «مَن يُّنَشَّأُ فِي الحليَةِ وَهُوَ فِي الخصامِ غَيرُ مُبينٍ» من حيث إن القرآن إنما يتكلم فقط بالعقلية التي كان يفكر بها عرب الجزيرة يومئذ، دون أن يتبنى هو هذه المعايير، فكان يفترض بكلام الله أن يصحح ما توحي إليه هذه النصوص، ويؤكد عدم صحة معايير العرب بتفضيل الرجل على المرأة عند الله، كأن ينزل آية «إِنَّ الَّذينَ يَفتَرونَ عَلَى اللهِ كَذِبًا وَّيقولونَ إِنَّما فَضَّلَ اللهُ الرِّجالَ عَلَى النِّساءِ، سَنَسأَلُهُم يَومَئِذٍ عَمّا كانوا يَفتَرونَ، وَمّا كانَ اللهُ لِيُفَضِّلَ رَجُلًا عَلَى امرِأِةٍ وَلَا امرَأَةً عَلى رَجُلٍ إِلّا بِالتَّقوى، وَتعالَى اللهُ عَمّا يَصفونَ»، ولعله في سورة خاصة اسمها (سورة المساوة).

أتصور إن ما مرّ وضح بشكل وافٍ وكافٍ ومبينٍ وجليٍّ أن صورة الإنسان، بحسب القرآن تقوم على أساس (أصالة الذكورة)، وأن الله القرآني ذكوري بامتياز، بينما الله المتنزه، يتعالى عُلوّا كبيرا، ويتنزّه تنزّها مترفعا، عن التحيّز للذكور أو للإناث، ناهيك عن الاتصاف بالذكورة أو الأنوثة.

انتهيت من كتابة هذا البحث بتوفيق الله جل وعلا في 10/10/2012 في هامبُرڠ، وروجعت وأضيفت إليها بعض الإضافات في شباط 2017.





الرجال والنساء المذكورون في القرآن

رأيت وأنا أراجع الكتاب قبل دفعه للناشر أن أدرج هذه الإضافة اللاحقة. إذ رأيت أن أقوم بمسح لجميع الأشخاص المذكورين في القرآن، سواء من الرجال، أو من النساء، من الممدوحين، أو من المذمومين، من المذكورين بأسمائهم، أو من المذكورين بأوصافهم أو نسبتهم إلى غيرهم من الأشخاص. فوجدت أن هناك خمسة وسبعين شخصا ذكروا في القرآن. خمسة وخمسون منهم من الرجال، وعشرون من النساء. من الرجال ذكر أربعون بأسمائهم أي بنسبة 80%. أما من النساء، فلم تذكر باسمها إلا واحدة، واحدة فقط، واحدة فقط لا غير، ألا هي مريم، أي بنسبة 5% من المجموع. أترك هذه المحصلة لتأمل القارئ.



08/11/2014 في هامبُرڠ



إضافة:

من خلال ما مر من بحثي حول حقيقة مكانة المرأة في القرآن، عبر المسح الكامل لكل النصوص القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع، نستخلص الآتي:
1.الرجل = الإنسان الأصل

المرأة = الإنسان المستنسَخ عن الأصل
2.الرجل = الإنسان الأول

المرأة = الإنسان الثاني
3.الرجل = الإنسان الكامل

المرأة = نصف الإنسان
4.الرجل = الإنسان المخلوق غيره من أجله

المرأة = الإنسان المخلوق من أجل غيره
5.الرجل = الإنسان صاحب القوامة

المرأة = الإنسان الخاضع للقوامة
6.الرجل = الإنسان القائد

المرأة = الإنسان المقود
7.الرجل = الإنسان المتبوع

المرأة = الإنسان التابع
8.الرجل = الإنسان المستمتِع

المرأة = الإنسان المستمتَع به
9.الرجل = الإنسان المُعلى درجة

المرأة = الإنسان المُعلى عليه درجة
10.الرجل = الإنسان كامل الحقوق

المرأة = الإنسان ناقص الحقوق



ونستخلص من البحث أيضا إن الله حسب تصوير القرآن له، ولا يختلف عنه العهدان القديم والجديد، فيما يتعلق بموقفه من الرجل والمرأة هو:
1.إله خلق الإنسان وجعل الذكورة هي الأصل لمخلوقه، ثم خلق المرأة من أجله.
2.إله متحيز كليا للرجل.
3.إله مجحف بحق المرأة.
4.إله لا يساوي المرأة بالرجل في الحقوق.
5.إله يثقل على المرأة بتكاليف، أراح منها الرجل.
6.إله يمنح للرجل من حرية، ما لم يمنحها للمرأة.
7.إله يمتع الرجل، بما لم يمتع به المرأة.
8.إله يستنكف من مخاطبة النساء.
9.إله يستنكف أن يكون ملائكته إناثا.
10.إله لا يذكر النساء في كتابه بالاسم باستثناء مريم.



فهل يمكن أن يكون القرآن وما قبله من كتب (مقدسة؟) وحي الله ورسالته؟

إنه لمن المستحيل والمحال والممتنع واللاممكن، أن تكون هذه الكتب كتب الله، وهذه الأديان وحي الله، وشرائعها أحكام الله، ورسلها رسل الله، مع احترامي للعقلاء والطيبين من المؤمنين بهذه الأديان والكتب والرسل، واعتذاري، إن خدشت مشاعرهم ومقدساتهم.



الإضافة في 30/03/2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google