76 وهم الإعجاز العلمي للقرآن 1/2
76 وهم الإعجاز العلمي للقرآن 1/2


بقلم: ضياء الشكرجي - 23-04-2017
[email protected]

www.nasmaa.org

هذه هي الحلقة السادسة والسبعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة».

سأتناول باختصار في حلقتين ما يدعى من إعجاز علمي، وذلك فقط في ضوء مقالة وصلتني، وإلا فالموضوع يحتاج إلى دراسة مستفيضة وشاملة لكل دعاوى الإعجاز العلمي. والنص عبارة عن مقالة أرسلت إليّ، ووضعت تعليقاتي بين مضلعين [هكذا].



وهم الإعجاز العلمي للقرآن

جرى تناول ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن، علاوة على الإعجاز البلاغي، والإعجاز العددي، وما سواها، وكلها إما عبارة عن وهم يعيشه المؤمن به مع صدقه، أو مجرد ادعاءات من المُدّعين الذين لا يؤمنون بما يقولون، ولكننا يمكن أن نسجل ظاهرة، ألا هي تحوُّل كل الإسلام، ورسول الإسلام (محمد)، وكتاب الإسلام (القرآن)، وخلفاء رسول الإسلام (عند السنة)، وأئمة أهل بيت رسول الإسلام (عند الشيعة)، والفقه الإسلامي، لتحوُّل كل مما ذكر إلى آلهة يعبدونها من دون الله، من حيث يشعر القليل منهم، أو من حيث لا يشعر أكثرهم، ومثل هذا يقال عن سائر الأديان. أقول باختصار إنه حتى لو فرضنا صحة ادعاءات المنظّرين للإعجاز العلمي، ومعظمها باطلة، لكن لو افترضنا صحة دعواهم، فهذا لا يصمد أمام الامتناع الفلسفي، أي الاستحالة، أو اللاإمكان العقلي، لأن يُنسَب إلى الله ما لا يليق بجلاله، وجماله، وكماله، ورحمته، وحكمته، وعدله، وهذا ما وجدتُّ القرآن حافلا ومكتضّا به. لم أجعل من مهمة هذا الكتاب الخوض كثيرا في هذا المعترك، لكن أردت إدراج ما أرسلته لي شقيقتي من موضوع، وجوابي لها، مع إضافات أضفتها بعد ذلك. مع ملاحظة أني سأعلّق تعليقات مقتضبة على الموضوع لكاتبه عبد الدائم الكحيل، وأجعل تعليقاتي بين قوسين مضلعين، [هكذا]، وسأحذف نصوصه التي لا أراها مهمة فيما أناقشه وأرمز لها بنقاط بين مضلعين، هكذا [...].



هل الشمس تدور أم تجري؟

بقلم: الأستاذ عبد الدائم الكحيل [هكذا وصلتني]

لنتأمل هذه النفحة الإعجازية من كلام الحق تبارك وتعالى [يقصد كلام القرآن]، وهي رد على من يشكك في هذا القرآن [أمثالي]، لنستخدم لغة الحقائق والصور العلمية لنثبت أن القرآن هو الحق.

ما هو السر في استخدام القرآن كلمة (يجري) بالنسبة للشمس والقمر، ولم يستخدم كلمة (يدور)، لأن القمر يدور حول الأرض، والشمس تدور حول مركز المجرة!؟ [لماذا لا نقول إن عدم استخدام فعل الدوران، كان بسبب عدم الاطلاع على هذه الحقيقة العلمية؟ لا يوجد أي دليل على أن مؤلف القرآن كان يعلم بأن الأرض كروية وتدور دورتين، دورة حول نفسها، وأخرى حول الشمس.]

لنتأمل أولاً كيف عبّر القرآن عن حركة الشمس، يقول تعالى [أي القرآن]: (وَالشَّمْسُ تَجري لِمُسْتَقَرٍّ لَّها؛ ذالِكَ تَقدِيرُ العَزيزِ العَليمِ) (يس: 38). والآن لنذهب إلى علماء الغرب [يقصد العلماء (الكفار)] أنفسهم، والذين لم يؤمنوا بالقرآن، ماذا يقولون؟ إن ظاهرة حركة الشمس لفتت انتباه أحد العلماء، ففكر أن يدرس المسار الحقيقي للشمس، فيما لو نظرنا إليه من خارج المجرة، وبالطبع الشمس هي نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من 100.000.000.000 نجم!! [وهذا مؤشر من مؤشرات عظمة الخلق وعظمة الخالق، لكن هذا شيء، وصدق صدور القرآن عن الله شيء آخر.]

هذه صورة [لم يتسنَّ لي إدراج الصورة] لمجرة تشبه مجرتنا، وتحوي هذه المجرة أكثر من مئة ألف مليون نجم، وكل نجم يمكن أن يكون أصغر من الشمس أو أكبر منها أو بحجمها، وأريد أن أخبركم أن الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه!!! [عظمة الخالق لا تعني عظمة الدين، ثم كل هذه الحقائق العلمية عن الكون يعود الفضل فيها لعلماء الغرب (الكفار).]

فهل تدركون معي عظمة هذا الكون وعظمة خلق السماوات والأرض؟ [وهو أي هذا الكون بعقيدتي من غير أدنى شك يعتريني من إبداع وإتقان الخالق تنزه وتسامى، ولا يمكن أن يكون نتاجا للصدفة. وهذا ما ذهب إليه ميشيو كاكو أحد أشهر الفيزيائيين في الولايات المتحدة، حيث وصل إلى أن هناك أدلة علمية واضحة لوجود الله، عبر تطويره لنظرية بالغة التعقيد تستند إلى الـ(Tachyonen)، مما سيلغي وللأبد مقولة الصدفة، كما ذهب إليه كاكو.]

إذن اقرأوا قوله تعالى [يعني قول القرآن]: (لخلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلقِ النّاسِ ولـاـكنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ) غافر: 57 [لا اعتراض على هذا النص القرآني الجميل. ثم لا يحتاج قائل مثل هذا النص أن يكون ذا دراية واسعة بالحقائق العلمية، فحتى الإنسان الفطري، لاحظ عظمة الكون في مقابل ضآلة حجمه هو أي الإنسان، فأين الشيء الاستثنائي أو العلمي في هذه الآية؟]

إن حركة الشمس كانت لغزاً محيراً لآلاف السنين، فطالما نظر الناس إلى الأرض على أنها ثابتة وأن الشمس تدور حولها [وهكذا كان تصور المسلمين، مما تؤكده الكثير من الأحاديث، وليس لدينا أي دليل على تصور محمد عن الكون، ما إذا كان مطابقا للحقائق العلمية، أو مخالفا لها، والاحتمال الثاني هو الأقوى، لوجود عدد من الآيات التي تتعارض مع الحقائق العلمية]، ولكن تبين فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ، والسبب في ذلك هو ببساطة أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض بأكثر من مليون مرة، وبالتالي لا يمكن للأرض أن تجذب الشمس إليها، بل العكس هو الصحيح. [وهذا ما لم يكن يدرك حقيقته المسلمون، فتفسيرات ظاهرتي شروق الشمس وغروبها في القرآن والصحاح تتعارض مع هذه الحقائق، ناهيك عن عدم إدراك هذه الحقائق الكونية من قبل الديانات السابقة، بما فيها اليهودية والمسيحية، فمعظم الاكتشافات العلمية، لنقل 99% منها، جرت على أيدي من يسميهم القرآن بـ(الكفار).]

فالشمس، وبسبب كتلتها الكبيرة، تجذب جميع الكواكب إليها، تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير، ولذلك أيقن العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها! [وهذا ما أدركه علماء الطبيعة (الكفار) لا علماء الدين، لكن الثبات هنا نسبي، أي نسبة إلى حركة الأرض ودورانها حول الشمس.]

ولكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟

لقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. فقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة [وهذا أيضا مما اكتشفه العلماء (الكفار)]، وأخيراً وجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، لقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً. [هنا ستأتي المفاجأة:]

لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس (المجموعة الشمسية) لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً، بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق!

هذه صورة للشمس بالأشعة السينية [لم أستطع إدراج الصور التي اقترنت بالمقالة]، إنها تمتد لأكثر من مليون كيلو متر، وتظهر وكأنها فرن نووي ملتهب. إنها تزن أكثر من 99% من وزن المجموعة الشمسية، لذلك فهي تجذب الكواكب إليها، وتجعلها تدور حولها، وتتحرك الشمس وتسبح مع كواكبها، ومنها الأرض والقمر. وتبلغ درجة الحرارة على سطحها 6000 درجة مئوية، وهي تبث من الطاقة في ثانية واحدة ما يكفي العالم بأكمله لمدة مئة ألف سنة!! المصدر NASA [وليس القرآن].

لقد وجد العلماء [يعني (الكفار)] أن للشمس حركتين داخل المجرة:

الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.

أيها الأحبة لقد قمتُ بدراسة حركة جريان الخيول في السباق، بهدف رؤية المسار الحقيقي لجريان هذه الخيول، وقد وجدتُ أن المنحنى الذي يرسمه الحصان في جريانه يتطابق مع ذلك المنحنى الذي ترسمه الشمس في جريانها! هل هذه مصادفة!

نرى في هذه الصورة [لم أجد الصور] على اليمين المسار الذي ترسمه الشمس خلال حركتها في المجرة، فهي تتم دورة كاملة كل 250 مليون سنة، وتتم هزة كاملة للأعلى والأسفل كل 60 مليون سنة تقريباً [وكلها من اكتشافات ودراسات وبحوث وحسابات العلماء (الكفار)]. على اليسار نرى المسار الذي ترسمه الخيول أثناء جريانها، ونلاحظ أنه يشبه إلى حد بعيد مسار الشمس، ولذلك فإن كلمة (تجري) دقيقة جداً من الناحية العلمية. المصدر (Nature) [وليس القرآن].

الجريان باتجاه المستقر

لقد وجد العلماء [وهم (الكفار) طبعا] بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي:

A point toward which the solar system is moving; it is about 10° southwest of the star Vega.

أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها، أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المهم أن القرآن قد أشار إلى وجود مستقر ما للشمس في قوله تعالى: (وَالشَّمسُ تَجرِي لِمُستَقَرٍّ لَّهَا ذالِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ) (يس: 38). [أسأل فقط، كما سأل الكثيرون، ولم يأتهم جواب من مدعّي الإعجاز العلمي للقرآن، يا تُرى ما زال القرآن قد اشتمل على كل هذه الحقائق العلمية التي اكتُشِفَت حتى الآن، والحقائق العلمية التي ستُكتَشَف مستقبلا، فلماذا لم يكن هؤلاء المسلمون (المؤمنون) الضليعون بعلوم القرآن، والعارفون بإعجازاته، هم المبادرين، ليستخدموا القرآن، كي يصلوا هم إلى هذه الحقائق العلمية، فيكون لهم السبق في اكتشافها، ولا يكون السبق للعلماء (الكفّار)، كما هو الحال حتى الآن؟ سؤال يبقى بلا جواب. تراهم دائما كلما توصل العلماء إلى حقيقة علمية جديدة، حاولوا أن يبحثوا في القرآن عن نصّ يمكن ليُّه ليّاً باتجاه الإيحاء أنه يشير إلى تلك الحقيقة.]

جريان النجوم

من عجائب المقالات التي قرأتها مقالة بعنوان Star Streaming أي "جريان النجوم"، فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن النجوم بما فيها الشمس جميعها تتدفق بما يشبه النهر أو الجدول، ووجدتهم يستخدمون كلمة (يجري) أو Stream للتعبير عن حركة الشمس والنجوم، وهي الكلمة القرآنية ذاتها!!! [وسأتناول الفعل (جرى، يجري، جريا أو جريانا).]

ووجدتهم يستخدمون كلمة Rest أي المستقر وهي نفس الكلمة القرآنية أيضاً!!

نرى في هذا الرسم كيف يعبر علماء الغرب عن حركة الشمس والنجوم، ويرسمونها ضمن مجرى يشبه مجرى النهر، ووجدوا أن حركة الشمس في هذا المجرى تشبه حركة الأمواج صعوداً وهبوطاً، ولذلك يعبرون عن هذه الحركة بكلمة Stream أي تجري!

وتأملوا معي كيف يعبر العلماء عن حركة هذه النجوم بالتدفق مثل الماء الذي يجري في النهر، وكيف أن القرآن سبقهم إلى هذا التعبير بشكل أدق، يقول تعالى [يعني مؤلف القرآن]: (وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَّسبَحونَ) فسبحان الله! [لا يتكلم المسلمون المتعصبون للقرآن عن أي إعجاز علمي، إلا بعد أن يصل العلماء (الكفار) إلى حقيقة علمية ما، فيسارع القرآنيون الإعجازيون، ليعلنوا مطابقة ذلك الاكتشاف العلمي مع نص قرآني، ليستدلوا من جديد على الإعجاز العلمي المدّعى للقرآن.]

المصدر Star Streaming, http://www.astrology.com/

المجرات تجري

ولذلك فإن علماء الغرب اليوم وفي أحدث الأبحاث العلمية يُشبّهون حركة المجرات أيضاً بحركة الماء داخل مجرى النهر، بل إنهم عندما رسموا خريطة للكون وجدوا أن الكون عبارة عن "شبكة طرق" تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع يشهد على عظمة الخالق عز وجل! [عظمة الخالق شيء، وعظمة وصحة الدين شيء آخر.]

ويصف أحد علماء ألمانيا وهو الدكتور ميلر [أتوقع Müller] حركة المجرات بأنها أشبه بسائل يتدفق Flow ويجري ضمن قنوات محددة، أليس القرآن يصف هذا المشهد بشكل أدق في قوله تعالى: (وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَّسبَحونَ) (يس: 40)؟؟ [بكل تأكيد إذا أردنا أن نلوي (المتشابِهات) من القرآن، أي غير (المحكَمات)، تلك النصوص متعددة التأويلات الممكنة ليّا، سنستطيع استخراج أي معنى نريده ونتمناه. ثم ألا يخبرني هذا الباحث المحترم لماذا لم يجعل الله النصوص المنسوبة إليه واضحة، فيما يقصده، فإن الذين آمنوا بمحمد نبيا رسولا، وبالقرآن كتابا منزلا من الله عبر ساعي بريده جبريل إلى نبيه، لم يكونوا سيرتدون عن دينهم، لو أخبرهم القرآن أن الأرض كروية وتدور حول الشمس. أما الذين كذبوا محمدا واستهزؤوا به، فما كان ذلك إلا ليمثل سببا إضافيا لتكذيبهم واستهزائهم، لكن الله، إذا ما كان هو مؤلف القرآن، كان سيعلم أنه سيأتي زمان، يزداد الناس فيه إيمانا بالإسلام، ويدخلون أفواجا بالمليارات في دينه، عند اكتشاف البشرية لتلك الحقائق العلمية، خاصة وإن الإسلام يفترض به أنه الدين ساري المفعول إلى يوم القيامة. أليس كذلك؟]

تأملوا معي هذه الشبكة من المصابيح المضيئة، إن كل نقطة مضيئة هي عبارة عن مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، ويقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتأملوا معي "العقدة" المضيئة في الوسط (وهي تجمع لآلاف المرجيات) وكأنها تربط بين هذه الخيوط في نسيج محكم لا يعلم مداه إلا الله تعالى!

المصدر مختبرات ماكس پلانك Max Plank – ألمانيا [وليس القرآن].

جريان القمر

يقول تعالى [يقصد يقول القرآن]: (وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَّجرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى) (الرعد: 2). هذه الآية تؤكد بأن القمر يجري أيضاً، ولو تأملنا حركة القمر نلاحظ أنه يرسم مساراً متعرجاً يشبه مسار الشمس في دورانها حول مركز المجرة. ["يجري" هو فعل يعبر عن كل حركة انتقالية، وإن الشعوب البدائية قد راقبت حركة القمر، بل وعرفت الحضارات التي سبقت الإسلام بآلاف السنين، كما سبقت بعضها المسيحية، عرفت هذه الحضارات التقويم الشمسي، والتقويم القمري، والتقويم المختلط، والتقويم النجمي (الأبراج)، وغيرها، مما يشير إلى معرفة تلك الشعوب بحركة الأفلاك والأجرام والكواكب، ومن هذه الحضارات حضارة وادي الرافدين، وحضارة وادي النيل، وحضارات شرق آسيا، والمايا، فهل تعلمت هذه الشعوب علومها من القرآن، أم استفاد القرآن من الكثير من علومها ومعارفها، وربما اقتبس أيضا بعض أساطيرها؟]

تتحرك الشمس مع الكواكب التابعة لها (مع الشمس والقمر)، وتجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، ولذلك فقد عبَّر القرآن عن هذه الحركة بقوله تعالى: (أَلَم تَرَ أَنَّ اللهَ يُولج اللَّيلَ فِي النَّهَارِ وَيُولج النَّهَارَ فِي اللَّيلِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان: 29).

ونلاحظ من خلال الشكل أن الكواكب تدور حول الشمس، وتنجرف أيضاً بحركة ثانية ضمن حركة الشمس الاهتزازية حول مركز المجرة، وبالتالي يمكننا القول إن القمر أيضاً يجري، والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري... [ولماذا لم يحدثنا القرآن عن جريان الأرض؟ الجواب لأنها كانت بالنسبة للمسلمين، وكذلك للديانتين الإبراهيميتين السابقيتين للإسلام، ثابتة، أما جريان بقية الأجرام السماوية، فهي ظاهرة أمكن للإنسان مراقبتها حتى بالعين المجردة، ومنذ آلاف السنين، وقبل الديانات الثلاث.]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google