الصراعات الطائفية والعنصرية لم تخلقها امريكا
الصراعات الطائفية والعنصرية لم تخلقها امريكا


بقلم: مهدي المولى - 24-04-2017
كثير ما نسمع من بعض الجهات عبارات يتهمون بها الولايات المتحدة بأنها هي التي وراء النزعات الصراعات والحروب الطائفية والعشائرية والعنصرية وهي التي أتت بها وزرعتها في العراق وعند التدقيق في حقيقة هؤلاء لاتضح لنا انهم عبيد وخدم صدام انهم جلادي صدام وحزبه الطائفي العنصري البعث العفلقي وكلاب ال سعود كلاب الدين الوهابي فبذور الطائفية وأسباب الفوضى والظلام والصراعات الطائفية والعنصرية والعشائرية زرعت وانتشرت في الايام الاولى لاستيلاء الفئة الباغية بقيادة ال سفيان وبدأت تنموا وتتسع واخذـ في التطور والتجدد وتتنوع في اساليبها واشكالها
في بداية القرن العشرين حاول الانكليز بناء عراق حر يعيش فيه العراقيون احرار متساوون في الحقوق والواجبات من خلال اجتثاث الطائفية والعنصرية والركون الى القانون اي حكم القانون الا ان غباء وجهل الكثير من رجال الدين الشيعة وشيوخ عشائرهم وغدر وخبث اعراب الصحراء فتمكنوا من بناء عراق طائفي عنصري عشائري اي تمكنوا من خلق عراق مبنيا على باطل وقديما قيل ما بني على باطل فكل شي فيه باطل
وهكذا اسس العراق على باطل حيث ابعد اغلبية الشعب العراقي من الحكم ليس هذا فحسب بل شككوا في عراقيتهم في اصلهم وحتى كانوا يطعنون في كرامتهم وشرفهم وبالتالي مهدت لمجموعة من البدو الاعراب من السيطرة على حكم العراق وفر ضوا اعرافهم البدوية الاعرابية الصحراوية وشنوا حملة ابادة على العراقيين الاصلاء اهل العلم والحضارة ضد اليهود ضد المسيحين ضد الكرد وخاصة الفيليين ثم الشيعة العرب ثم الايزيديين وكل من يملك عقل حر فكل هؤلاء اعتبروهم خونة وعملاء لا يثقون بهم واذا ما حاولوا منح بعضهم بعض المناصب في الدولة لا على اساس انهم عراقيون وهذا حقهم بل على اساس انهم عبيد وخدم لا يملكون شرف ولا كرامة
فكانت مخابرات صدام جيش صدام امن صدام حزب صدام حرس صدام مقتصرة على طائفة واحدة على منطقة واحدة على عشيرة واحدة على عائلة واحدة ربما هناك من يقول هناك مجموعة اكثر اقل في هذا الجهاز او ذاك من الجهات المغضوب عليها بشرط هو التنازل عن كل شي الشرف الكرامة ويقروا بانهم مجرد عبيد وخدم او كما كان يقول محمد الزبيدي الذي عينه صدام رئيسا لحكومته مهمتي خدمة ابناء تكريت فكان يقدم لهم كؤوس الخمر ويقدم لهم النساء ويردون عليه شكرا سيادة رئيس الوزراء
كان عدد المنتمين الى حزب البعث في مدينة الثورة اكثر عددا من المنتمين الى الحزب في صلاح الدين والانبار والموصل لكنه لم يعين امين سر شعبة واحد لمدينة الثورة من ابناء الثورة فكان دائما يعين من مدن مناطق تكريت الانبار غيرها
رغم هذا العدد الكبير من المنتمين لحزب البعث من الشيعة بل ان الشيعة هم الذين اسسوا حزب البعث وكانوا قادة البعث في اول ايامه من الشيعة حتى انك لا تجد شخص واحد من مؤسسي البعث من تكريت من الانبار من الموصل فهذه مناطق بدوية صحراوية عشائرية لم ينشأ فيها حزب سياسي ولم تنشأ فيها حركة سياسية فكرية في كل التاريخ
المعروف ان العراق بلد حضارة وعلم الا ان العواصف الرملية الصحراوية التي كانت تهجم على العراق بين الحين والآخر هي التي صبغته بصبغة الصحراء وطبعته بطابع البداوة مما ادى الى تدمير الأسس الحضارية وذبح العقول النيرة وأخر موجة هجمة هي الهجمة الوهابية الظلامية القاعدة داعش الوهابية التي تقودها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود
في 2003 تحرر العراق والعراقيين اي تحررت عقول العراقيين من الاحتلال وادران الاحتلال وشوائبه وعاد العراق الى اهله وشعر العراقيون انهم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات حاول بعض الاغبياء والجهلاء من الشيعة وأصحاب النوايا الخبيثة اهل الغدر والخيانة من اهل السنة ان يلعبوا نفس تلك اللعبة التي لعبوها خلال تحرير العراق والعراقيين على يد الانكليز من ظلام ووحشية ال عثمان وكادوا ينجحون الا ان وعي العراقيين الاحرار وشجاعة المرجعية الدينية الرشيدة وحكمتها فوتت الفرصة وافشلت لعبتهم حيث تمكنت من تأسيس دستور كان افضل دستور في منطقة الشرق الاوسط حتى انه يضاهي دساتير دول متقدمة في هذا المجال وكان هذا الدستور هو القاعدة التي ارتكز عليها بناء العراق الجديد عراق الديمقراطية والتعددية عراق القانون عراق المواطنة عراق يحكمه الشعب ومنه انطلق في تأسيس المؤسسات الدستورية
كل محافظة تختار من يمثلها في البرلمان العراقي وهؤلاء جميعا يمثلون البرلمان العراقي الذي يختار الحكومة ويراقبها ويعزلها اذا عجزت ويحاسبها اذا قصرت
كما لكل محافظة مجلس محافظة مختار من قبل ابناء المحافظة يختار حكومة المحافظة تهتم بشؤون المحافظة المختلفة
كما ان لكل حي مجلس بلدي مختار من قبل ابناء الحي يهتم بشئون الحي الادارية
لا شك ان هذه الحرية التي تمتع بها العراقيين اثارت غضب ال سعود واعتبروا نجاح العراق في تجربته بداية النهاية لهم لهذا قرروا افشال تجربة العراق واعادة نظام الطاغية صدام واعلنوا الحرب على العراق والعراقيين
المؤسف والمؤلم اننا لا زلنا دون مستوى الحرية والتعددية الفكرية والسياسية لانها تجربة جديدة يحتاج الى وقت الى ممارسة مما ادى الى ظهور الكثير من المفاسد والسلبيات
ومع ذلك لم ولن نتراجع اننا خضنا المعركة بصدق واخلاص وسننتصر على اعدائنا مهما كانت التحديات
مهدي المولى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google