الفرقة الناجية
الفرقة الناجية


بقلم: حيدر الصراف - 24-04-2017
كل من تلك المذاهب و المعتقدات تذهب الى انها العصبة الوحيدة التي لا تمسها النيران الجهنمية والتي اعدت خصيصآ للعصاة و الضالين و قد تكون هذه الفئة صغيرة الحجم قليلة الأنصار و الأتباع ولكن ذلك لا يمنع من ادعائها ان الجنان كلها لها وحدها لا شركاء و لا جيران حسب ما تزعم و ام من تبقى من البشر المختلفة عقائدهم و المتنوعة مشاربهم الفكرية فهم ابعد ما يكونون حتى من الحلم بالفوز بتلك الرياض الربانية المزدهرة و ان مكانهم الأخير في ذلك السعير الملتهب و عند ذلك الحريق المستعر و كانت المشاحنات و النقاشات تزداد قوة و ضراوة في اثبات الحجة الراسخة في نيل الفردوس و الأستحواذ عليه كله في التأكيد على غريزة التملك التي تصيب الأنسان في الأرض و ليس في السموات .

تشابهت اساليب تلك الجماعات التي تدعي انها صاحبة الحق الوحيد و الصك الألهي المنقذ في الطرق و الأساليب في التخلص من اعدائها و المناوئين لها بالقتل و الأبادة و بنفس النصوص المحرضة و عين السيوف المنفذة و كانت الذريعة الجاهزة على الدوام لمن امتلك تلك القوة القادرة في التخلص من المعارضين ( المال و السلاح و الأعلام ) في الأدعاء ان اولئك هم على خطأ مبين شاهرآ نصآ دينيآ و متأبطآ بآخر في وجوب التخلص من هؤلاء ( البغاة ) لكنهم و في خضم ذلك الخصام المتأصل و العداء المستحكم و الذي لا يرى ان في عالم ( الآخرة ) مكانآ او محرابآ للصفح و المغفرة انما هي العقوبة المستمرة في العذاب الأبدي و الذي لا نهاية له او الثواب الثابت في النعيم الأزلي الخالد .

كانت محاولة استرجاء التأريخ الموغل في القدم من خلال استعمال نفس الأدوات المستخدمة حينذاك و خاصة تلك التي تستعمل في تنفيذ العقوبات لا لقدسية و مكانة تلك الآلات انما لبشاعتها المفرطة والرعب العظيم الذي تدخله في النفوس و كذلك كان للأزياء و الملابس التي ارتداها الأقدمون و حين كانت لحاهم الكثة و شعورهم الطويلة تشبهآ بأولئك السابقين في محاولة لأقناع المؤيدين انهم على نفس خطى اولئك الأجداد سائرون في اقامة ( الأمارة ) التي بشر بها الأنبياء و الخلفاء و من سار على نهجهم لكنه نسوا او تناسوا ان الآلات المستخدمة في الحروب الحديثة من الطائرات و الدبابات و المدافع لم يكن اجدادهم يعرفونها او يتوقعون اصلآ ان تكون يومآ ما واقعآ و لم يكن يرد على خاطر اولئك الأسلاف ان يتصور ان احدهم يستطيع الكلام و التحدث مع الآخر و في امكنة بعيدة عبر اجهزة الأتصال من اللأسلكي الى الهاتف الى جهاز الكومبيوتر صوتآ و صورة .

لم يكن بين نصوص ( الكتاب ) الذي به هم موقنون و بأحكامه مؤمنون اي آية او سورة تنص على قتل بائع الخمور تفجيرآ و أبادة العاهرات نحرآ و رشق النسوة الكاشفات عن شعورهن بالسباب و الشتائم و التحرش المقصود و يكون الصبية و الشباب عرضة للتهكم و الأستهزاء لمجرد ارتدائهم ما جادت به الموضة من ازياء انما هي قوانينهم التي استنبطوها و فسروها حسب امزجتهم و شرح فقهائهم من ذلك النص القابل للتأويلات و التفسيرات المختلفة و المتناقضة ( العلة في النص ) .

تلك الشعوب و الثقافات التي تحترم كل سكان الأرض بتنوعهم الأثني و الديني ولا تنتقص من اي كائن ( كل الأحياء لها وظائف محددة تؤديها ) دع عنك ( الأنسان ) الذي يمتلك ذلك الجهاز المبدع و المخترع ( الدماغ ) و مهما كان لون ذلك الأنسان او دينه او معتقده فكلها صفات و ارادات يتوارثها عن الآباء و الأجداد و ليس له فيها أي اختيار او انتقاء فهناك فضاء رحب واسع لتبادل الأفكار و اعتماد الحوار ( لغة البشر ) بدلآ من السلاح في التفاهم او في الأختلاف و التضاد و احترام الأراء مهما كانت مغايرة و مخالفة للرأي العام السائد بين الأغلبية من السكان ( رأي الأقلية ) و ارجاع كل ( الذنوب و المعاصي ) التي تنتقص و تنتقد الكتب السماوية و الأنبياء و الرسل الى صاحب الحق في النيل من الذين بخسوا حقه واصابه منهم اذى كثير و تشويه كبير و ذلك في يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون .

حيدر الصراف



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google