هل عقدتم العزم أيها العراقيون قبل فوات الأوان؟ - ÌæÇÏ æÇÏí
هل عقدتم العزم أيها العراقيون قبل فوات الأوان؟


بقلم: ÌæÇÏ æÇÏí - 16-04-2014

هل عقدتم العزم أيها العراقيون قبل فوات الآوان؟

لم تعد تفصلنا عن انتخابات القرار الصائب والموقف السليم للناخب المتطلع للخلاص، سوى أيام قلائل، لتظل القلوب والعيون شاخصة لذلك اليوم الذي سيسجل انعطافة فاصلة في تاريخ العراق الحديث، وسيكون حديث الساعة بحق، ان يتلمس العراقيون بداية الطريق الصحيح، ويمسكوا برأس الخيط الذي سيزيح عنهم قهر السنوات العجاف، ويفتح لهم منافذا لأمل قادم، بعد أن عاشوا محنا حقيقية ومكابدات لا توصف، سواء من لدن النظام الشمولي المنهار، أو ما بعد سنوات التغيير التي ظل العراقيون بأجمعهم يئنون تحت رحمة ملفات ما كانوا ينتظرونها أن تأتي من ملاحقين ومعارضين ومكابدين من نظام فاشي، ليتحولوا هم أنفسهم إلى مصدر أذى حقيقي للعراقيين، للحؤول دون تحقيق الأماني التي كان الشعب يأمل بالوصول اليها وقد انهار اعتى نظام كوني مجرم.
كم نشعر بالمرارة وخيبة الأمل لما حصل ويحصل من كوارث يومية، أمنية، واقتصادية، ووظيفية، وسكنية، وخدمية، وصحية، وتعليمية، وغيرها، لتتحول اقلامنا والسنتنا ولعناتنا من نظام البعث المجرم، إلى من كنا نتأمل منهم الخير العميم والعراق قد تحرر من نظام ليدخل في نظام أمضى عتوا، بصيغ مغايرة وتحت مسميات الوطنية الزائفة، والمحاصصة المقيتة، والطائفية القاتلة، لأي مشروع وطني ينقل العراق من موقع إلى آخر أسمى وأعظم، وإذا بنا ندخل نفقا لا نهاية له من العذابات، ولا خروج منه إلا بمعالجة الخطأ المميت الذي وقع فيه الناخبون ليمنحوا أصواتهم لمنتخَبين تحولوا بقدرة عزيمتهم على الخراب، وهنا يكمن وجه الغرابة، من تحويل العراق إلى مستنقع من الفساد، والمحسوبية، والمحاصصة، وغياب الانتماء للوطن، والتنصل من كل الوعود، وقبل هذا وذاك اصرارهم وبشكل يدعوا للاستهجان، على تكريس الخراب لبلد خارج للتو من محارق ومغامرات قاتلة، ليدخلوه في حالات أخطر وأشرس من سابقاتها.
إذن بات من اللازم على كل العراقيين وبشكل لا يقبل المواربة أو الخداع أو تحت أي مسمى، ألا يبقوا الحالة المفزعة على ما هي عليه، وإلا سيسحب الوطنيون الأحرار العازمون على التغيير الحقيقي ممن نذروا أنفسهم لهذا الأمر، أيديهم من مشاريع كرسوا جهودهم النبيلة لتحقيقيها للوصول بالعراق إلى بر الأمان وتحقيق الأحلام المشروعة في البناء والعيش الكريم وتطبيق العدالة الاجتماعية، والغاء المحاصصة الظالمة، واتقاذ التعليم، وتوفير مبدأ الصحة للجميع، ومشاكل السكن الذي هو بدوره قد تحاصصوه بمعية الملفات الأخرى، وايجاد فرص العمل لكل القادرين عليه، وتوزيع الوظائف للأنسب والأصلح، بعيدا عن الانتماء لتلك الكتلة وهذا الفصيل، وسواها من الملفات التي تعتمد بالمطلق على أصواتكم أيها العراقيون لمنحها لمن يستحق بعد أن خبرتم أفعال ونتائج سلطة كتل وأحزاب وطوائف بوعود زائفة لم ينل العراقيون منها إلا السراب.
إن العراق ينتخيكم أيها العراقيون الأحرار أن تقفوا بحزم المحب لوطنه ضد الزحف المخيف الذي قد يحيل وطنكم إلى تشظي خطير وعندها لا تلومون إلا أنفسكم، ولكن بعد فوات الأوان، حيث لا ينفع الندم، وهذا ليس تهويلا، إنما هو واقع حال تعيشون تفاصيله اليومية وليس بغائب عنكم.
والحل بأيديكم لإنقاذ العراق من هذا الهول المدمر، ولا يفصلكم عن هذا القرار الا ايام معدودة، لتمنحون الأمل لكل الأجيال القادمة.
إنها لحظة فاصلة ومصيرية، فاما أن تكون قنطرة للمستقبل وبناء العراق الجديد على أسس وطنية من شأنها أن تعيد الاعتبار للعراق الذي تضررت سمعته كثيرا بسبب التخبط والفوضى في الوضع القائم، وإما منها والقبر لاسامح الله، ولا نريدها أن تصل لهذه المرحلة المخيفة، ليحفر الناخب قبره بيده، وهذا ليس من شيم العراقيين المعروفين بانقاذ السفينة قبل أن تغرق، وهي الآن توشك على الغرق، فانقذوها إكراما لعراقنا الذي لا يستحق كل هذا الخراب وهو الخيمة التي لا بديل لنا عنها، لكي لا نقضي أعمارنا نعيش في العراء، وتحت رحمة كل من هب ودب، ممن جعلوا من العراقيين فئران اختبار للوصول لاغراضهم الرخيصة، وحاشى للعراقيين أن يقبلوا بهذا الذل والهوان.
إنها صرخة بوجه من يغيّب الصوت العراقي والإرادة الحرة، فليكن يوم الإنتخاب يومكم الحقيقي، وأعراسكم الزاهية، ليصفق العالم بأسره لكم، وليعلن الجميع بأعلى أصواتهم، ها هو شعب مهد الحضارات وأبجديات المعرفة الانسانية الأولى، قد عرف كيف يمسك بميراثه العظيم، ويمنع المتصيدين والخائبين من القضاء على الرصيد الهائل من المعرفة والابتكار والوعي لشعب أبي لا يعرف الهوان ولا المساومات على كرامته وعزته ومجده الرافل بالعطاء.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google