تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة - ÍÓíä ÇáÞØÈí
تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة


بقلم: ÍÓíä ÇáÞØÈí - 23-08-2014

زرقة الماء المائلة للاخضرار، وبضع اغصان محترقة، حاضرة في اغلب كليبات تحرير سد الموصل، هي التي اشاعت روح الامان لدى لمواطن العراقي، وهو يتابع بتوتر وريبة اخر اخبار المعارك الدائرة ضد مسلحي داعش.

الجيش في جبهات، والبيشمركة في اخرى، يستنشقون الدخان وتراب السواتر لاستعادة الارض، ولا يهم المواطن من يحرر اين، فكل شبر يتقدم به الجيش هو نصر، وكل تلة يرفع عليها البيشمركة لواءه هو انتصار للانسانية.

لكن الذي حدث مؤخرا، عندما اطلقت مجموعة من قوات سوات التابعة لادارة السيد المالكي شريطا مصورا في مكان ما عند بحيرة السد، بعد يومين من تحريرها، يظهر فيه احد منتسبي هذه "الفرقة الذهبية"، بملابس تبدو مكوية على عجل، ووجه ممتلئ "شابع نوم" ليقول "نحن حررنا السد وسلمناه للبيشمركة"، تقاطيعه التي حاولت ان ترسم مسحة من الامتعاض وضحت عمق المأساة التي يعيشها الكثير من العراقيين في احرج فترة من تاريخ هذا البلد.

ففي اليوم التالي ثارت زوبعة من الجدل والنقاس، ثم التراشق بالتهم بين مناصري الفريقين (الجيش من جهة والبيشمركة من اخرى) وكانهم لا يقدرون حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد حواضر العراق على ايدي هذه المخلوقات الصحراوية المنفلتة من الجحور.

مناصرو السيد المالكي ينفون دخول البيشمركة في المعارك، كحلقة من مسلسل التشفي من القوات الكردستانية اثر انسحابها من سنجار، وينسبون النصر لقوات سوات التي ليس لها طريق بري لنقل الاتها العسكرية اللازمة اصلا للقتال الضاري على السد. والكرد يتهمون المالكي بمحاولة سرقة دماء شهداء البيشمركة وخلق انتصارات وهمية للتغطية على الفشل العسكري التاريخي الذي ختم المالكي به عهده في العراق. دون التفات الاخوة لحاجة المالكي ومناصريه لمثل هذه الجرعات الاعلامية.

ورغم ان الحرب على داعش اخذت ابعادا اكثر سعة على صعيد العالم، اذ اعترف المجتمع الدولي بان هذا التنظيم الارهابي هو تهديد للانسانية جمعاء وليس للعراقيين فقط، الا ان البعض من المترفين، العراقيين، بدوا وكانهم يتابعون مباراة "ريال مدريد وبارسلونا" وليست معارك وجود مصيرية امام قوى ظلامية، مما يكشف عن حقيقة التردي الروحي التي يعيشها الكثير من العراقيين للاسف.

وللاسف الاشد، فان الامر لم ينتهي عند مجاميع من المترفين في مواقع التواصل الاجتماعي، بل تعداه الى مسؤولين في الجيش والحكومة، واصداءهم من الاعلاميين المرتبطين، فمن المفترض ان هؤلاء يمتلكون بعد نظر اوسع وثقافة اقل ما فيها هو الاحساس بجسامة الخطر الذي يعيشه العراقيون اليوم. لكن تبين بانهم يحملون نفس العقلية غير الناضجة، ويفتقدون لادنى فكرة عن ستراتيجيات الحروب، ولا يقيمون المواقف الحرجة حق قيمتها.

لو قدر لافراد داعش البقاء فترة اطول عند بوابات السد لازدادت مخاطر تفجيره واغراق الالاف من القرى والبلدات واتلاف الاطنان من المحاصيل الزراعية وتشريد الملايين من البشر ولاعتبرت كارثة قد لا تقل عن انفجار تشرنوبيل، كما وصفها احد المتخصصين. لو قدر لداعش البقاء عند بوابات السد لاعتبر التهديد بتفجيره ورقة ضغط وابتزاز بوجه الحكومة العراقية، وقد تضطر الحكومة لتقديم تنازلات وخسائر اخرى قد لا تقل جسامة، اما اجلاء داعش عن السد بسلام فهو مكسب ستراتيجي للحكومة العراقية، ليس لانه انتزع هذه الورقة من يد التنظيمات الارهابية فقط، وليس لدرء الخطر عن مدن حوض دجلة من الفيضان ايضا، بل لانها مناسبة يمكن استغلالها لتعزيز الثقة والتعاون بين فصائل القوات المسلحة، والتذكير بالمصير والخندق المشترك الرابط بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، وامكانية دمج القوى العسكرية الاخرى خدمة للعراقيين جميعا.

للعالم، من اجل انقاذ حياة الابرياء ووقف مسلسل المجازر بحق المدنيين لا يهم من حرر البحيرة والسد، من يحرر جلولاء وامرلي، من يعيد سنجار والفلوجة، من يدافع عن بغداد واربيل، المهم ابعاد شبح المزيد من الكوارث الانسانية وعدم تكرارها في مدن اخرى.

المهم للعراقيين وهم على اعتاب تغيير حكومي ان يتجاوزا اخفاقات السنوات الثمان الاخيرة، سنوات حكم السيد المالكي وما خلفته من تزايد روح الطائفية بابشع صورها، وروح التخندق القومي الشوفيني التي لم تكن مسبوقة من قبل، ووصول المرتشين والفاسدين الى سدة الحكم بدل الكفوئين، وهذا ما قاد العراق الى اكبر خراب ودمار يصبة منذ تاسيسة في سنة 1921 الى اليوم.

ادعوا الاخوة الذين يفضلون انتمائاتهم الطائفية والعرقية على انسانيتهم، خصوصا اولئك الذين حاولوا سرقة دماء شهداء البيشمركة، التي سالت على شواطئها، ان يطهروا ارواحهم بمياة بحيرة سد الموصل العذبة، وينسوا مناكفات سني المالكي البائدة

حسين القطبي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google