الانتخابات ... بين ثقافتين - ãÍãÏ äÇÌí
الانتخابات ... بين ثقافتين


بقلم: ãÍãÏ äÇÌí - 15-09-2014
يوم الأحد 14 أيلول / سبتمبر ، كان اليوم الأخير والحاسم في الانتخابات السويدية . وقد وجدتها فرصة مناسبة لتسجيل بعض الملاحظات والفروق بينها والانتخابات العراقية التي جرت في 30 نيسان/أبريل الماضي .
وإذا كان صحيحا القول بأن المقارنة - لأسباب ذاتية وموضوعية - غير ممكنة وغير واردة بين تجربة عراقية ناشئة وممارسة سويدية راسخة ، ولكن لا ضير في تسليط الضوء على عدد من (اللقطات) ، التي يمكن أن تمثل علامات فارقة بين ثقافتين ، بينهما فارق زمني كبير نتفق عليه مبدئيا ، ونختلف في تقدير مداه . وقد يسأل سائل : وما الهدف من هذه (اللقطات) ؟ وجوابنا : لكي يطلع البعض من الجمهور ، وربما من يهمه الأمر على واقع الحال ، ويشعر بالخجل ، ويتوقف عن خداع نفسه والآخرين ، ويواجه الحقيقة بشجاعة ، ويعيد النظر في أحكامه وتوصيفاته ومواقفه من هذه وتلك !

في العراق :

1- تم اعتماد الولاء لقادة الأحزاب في اختيار المرشحين في القوائم الانتخابية ، باستثناءات غير مؤثرة .
2- جرى تحشيد الناس عشائريا وقوميا وطائفيا ، وأطلقت وعود مبالغ بها ، ووزعت رشاوى ، واستخدم المال العام في خرق واضح وفاضح للقانون ، وصرفت أموال لا يعلم مصدرها غير الله والراسخون في العلم . ولم يعرف الناخب من المرشحين غير صورهم (وبعض المرشحات بنقاب أو بدون صورة) ، في حملة إعلانية مثلت تجاوز على الحق العام وتشويه للذوق .
3- كانت هناك مبالغة في حملة عاطفية ومشوهة وغير واقعية للتغيير ، وتوجهت منذ البداية لتحميل المواطن وحده المسؤولية عن النتائج ، وهو (الأطرش بالزفة) ، والغائب عن الساحة ، والمغيب عن المقدمات ! فضلا عن تعرضه لمختلف أشكال الغش والخداع والتخدير ، ومنها الدين ، مقابل صمت وتواطؤ على أعلى مستوى .
4- بدء إعلان النتائج بعد أكثر من أسبوعين على إجرائها ، وكانت بالقطارة ، ورافقها تشكيك وطعون بالنزاهة .
5- طغى على الانتخابات من البداية إلى النهائية شعار ( ما ننطيها ) والولاية الثالثة ، وقد تمكن أصحاب هذا الشعار من ركوب (حمى التغيير) ، بمساعدة فعالة من حبربشيتهم من المثقفين والإعلاميين والطبالين من عبيد المال والسلطان .
6- النتائج كانت استمرار نفس الوجوه في لعبة تبادل للكراسي وعملية توزيع للمناصب والمصالح والمنافع والامتيازات ومواقع القرار في السلطة والدولة ، أي (خوجة علي ... ملّة علي) .

أما في السويد :

1- تم اعتماد الكفاءة والنزاهة في الترشيح للقوائم ، ومن ظهر عليه ما يشير إلى عكس ذلك فقد اضطر إلى الاستقالة والانسحاب ، وآخرهم إحدى المرشحات ضمن حزب (الديمقراطيين السويديين) المعادي للمهاجرين .
2- جرى تحشيد الناخبين على أساس برامج انتخابية وقضايا مهمة للناخبين منها : الميزانية والضريبة والرفاهية الاجتماعية – التعليم والمدرسة – الرعاية الصحية – الهجرة واللجوء والموقف من المهاجرين – المتقاعدين – الطاقة النووية – البيئة – معالجة البطالة .... وجرت نقاشات في الساحات والميادين والإعلام ومنها مناظرات ومواجهات حامية (بالأفكار) في نقاشات علنية بين قادة الأحزاب السياسية ، وبدون أي حضور لا للدين ولا لرجاله .
3- حضور ، واحترام للمواطن الناخب من البداية إلى النهاية ، وفي كل التفاصيل ، ولم يحمله احد المسؤولية عن النتيجة في أن يكون الحزب العنصري والمعادي للمهاجرين ، الحصان الأسود والفائز الأكبر في الانتخابات .
4- النتائج أعلنت في نفس اليوم وبعد 3 ثلاث ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع ، وبدأ إعلانها تلفزيونيا على الملأ في أول دقيقة بعد إغلاق الصناديق ، مع تحليل من قبل الأحزاب السياسية والصحفيين من أهل الاختصاص وذوي الخبرة .
5 – الوجوه القيادية في كل الأحزاب تتغير باستمرار لسبب أو لآخر ، في عملية تجديد للأفكار والأجيال ، وأي مسؤول يؤدي دوره ثم يرحل ، ولا يوجد في أي منها (القائد الضرورة) ، وابن الأكرمين سليل العلم والتقوى والشرف الرفيع ، والمناضل والرمز التاريخي ، وباني الحزب والوطن ، والقوي الأمين ، ورجل المرحلة ، وتاج الرأس ، ومختار العصر والزمان !
6- بالمناسبة هناك عدد من المهاجرين ، منهم عراقيون ، مرشحون في مختلف القوائم ، ولم نسمع ، في الحملة والدعاية الانتخابية ، من ينال منهم ، وينتقص من ولائهم للوطن بسبب خلفياتهم العرقية والثقافية وجنسياتهم المزدوجة ، واللافت للنظر وجلب انتباه المراقبين ، أن الحزب المعادي للمهاجرين لم يواجه هؤلاء المرشحين والمنافسين من المهاجرين بأنهم ..... ما أكلًوْ طحين الحصة !

محمد ناجي
[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google