خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة - Òßí ÑÖÇ
خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة


بقلم: Òßí ÑÖÇ - 04-08-2015

خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة

زكي رضا

لماذا أستنساخ الطاغية بطريقة حياته وتصرفاته وهوسه بالخراب والتدمير بل وحتّى طريقة الكلام أحيانا وأستخدامه للمفردات تتم وراثتها من الذين يعتلون عرش الحكم بعده ولو بعد حين؟ هل هناك شبه بين طاغية الأمس وطغاة اليوم في عراق الجوع والمرض والسرقات والأمية والارهاب وأنعدام الخدمات والجهل المطبق وهيمنة رجال الدين وتخديرهم لعقول العامّة بأسم هذا الدين لينهبوا والطبقة المخملية ما يشاؤون من الثروات والعقول والارواح؟ وهل الطاغية "صدام حسين" هو أسوة حسنة ليستنسخ أقطاب المحاصصة الطائفية القومية حياته!؟

في النصف الثاني من سبعينيات القرن المنصرم وبعد إتساع جماهيرية الحزب الشيوعي العراقي إبّان ما تسمى بـ "الجبهة الوطنية" بين صفوف الطلبة والشبيبة والمرأة والعمال على الرغم من عدم إمتلاك الشيوعيين حينها الا صحيفتهم اليومية المركزية "طريق الشعب" والاسبوعية "الفكر الجديد" ومجلة الثقافة الجديدة، مقابل هيمنة بعثية مطلقة على وسائل الاعلام كافة وأمتلاكهم لكل ثروات البلد وحق التصرف بها كما يشاؤون، جنّ جنون الطاغية صدام حسين ما دفعه الى أصدار كراسه "خندق واحد أم خندقان" ليعبر من خلاله على ضرورة أن يكون الجميع في خندق واحد بقيادة بعثية، وبعد فترة من نشره كرّاسه هذا وجّه أعنف الضربات للحزب الشيوعي العراقي ولتكون تلك الضربات مدخلا لضرب القوى السياسية الاخرى كالقوى الكردية وحزب الدعوة الاسلامية، وليهيئ العراق عمليا وبعد نجاح الثورة الايرانية بأدخاله في حرب ضروس كانت نتائجها كارثية على شعبنا ووطننا، وأوضاع اليوم هي ما جنيناها من تلك العقلية البعثية وخندقهم.

كنّا نتوقع من حزب كحزب الدعوة الحاكم اليوم ومعه الاحزاب الطائفية القومية أن تعي تلك التجربة المريرة من تاريخ شعبنا ووطننا وتستفاد منها في بناء نظام ديموقراطي حقيقي على أشلاءه، الّا أنّ تجربة الثلاثة عشر سنة الماضية أثبتت للأصدقاء قبل الاعداء ولمجموع جماهير شعبنا البائس أنّ من جاء الى السلطة على انقاض حكم الطاغية مستقلا بتباهي وفخر العربة الممتازة في القطار الامريكي ليسوا سوى طغاة لا يفرقون عن طاغية الامس بشيء، بل هم أسوأ حالا في أبتزازهم لشعبنا وثرواته إذا ما قارنّا ما دخل خزائن البعثيين طيلة حكمهم الاسود وما دخلها خلال حكم الطائفيين القوميين في سنوات ما بعد الاحتلال.

لقد أستنسخ زعيم حزب الدعوة الحاكم "نوري المالكي" الصّدامية بأبشع صورها عندما سرد قصة حياته مع النهر والشرطة السرية وبطولاته كما المجرم صدام حسين، بل انه فكر حسب ما قاله في ذلك اللقاء المتلفز بنيته لتشكيل تنظيم سري حينها لاسقاط النظام حينما كان في الثالثة عشر من عمره! و لم تختلف تصرفات أبنه وصهريه بشيء عن تصرفات المجرمين عدي وصهري الطاغية حسين وصدام كامل، ولكن لا أدري إن كان أحد البعثيين قد أقترح على الشعب العراقي بأستنساخ الطاغية صدام حسين كما أقترح أحد الدعاة "عباس البياتي" في برنامج بين قوسين من فضائية السومرية في 18/ 6/2012 عندما قال "ان ائتلاف دولة القانون سيقوم باستنساخ رئيس الحكومة نوري المالكي في حال وفاته!!!"، ولكي نكون منصفين فإن الاحزاب الطائفية القومية وقادتها وأبنائهم وعوائلهم ليسوا بأفضل حال من الطاغية صدام حسين وحزب البعث ولا من نوري المالكي وحزب الدعوة فالجميع في نفس المركب المحمل بثروات الوطن وينظرون بأشمئزاز الى شعب يفقد آدميته بسبب سياساتهم العقيمة يوما بعد آخر.

ولأن "حيدر العبادي" خريج نفس المدرسة الحزبية "الدعوة الحاكم" وشريك أساسي بكل الجرائم التي حلّت بالعراق وشعبه منذ الاحتلال لليوم كونه كان من ساسة الصف الاول في حزبه والحكومة نراه لا يستطيع هو الاخر التغريد بعيدا عن سربه. لذا نراه هو الاخر يستخدم مقولات صدام حسين ففي كلمة له أمام المؤتمر الاول للتعايش بين الشباب يناقض نفسه بنفسه، ليقول في معرض حديثه عن الأصلاح!! فبعد مطالبته بـ " تعاون وتضافر جهود الجميع من كتل سياسية ووسائل الاعلام سيسير بالبلد الى الاصلاح وبر الامان " يعود ليقول في نفس الكلمة " مشيرا الى المسؤولين "الكتل السياسية" (أية خطوة نخطوها للاصلاح تقابل بالرفض ومنها ما يتعلق بتخفيض رواتب المسؤولين وكذلك شمول المسؤولين بالقطع المبرمج للكهرباء،" مشيرا في ذات الوقت ان "أكبر هدر للثروات يتمثل بسوء التخطيط والتنظيم المتبع في تنفيذ المشاريع)، بمن تريد إذاً البدء بمشروع الأصلاح أيها السيد العبادي!!؟؟

وعلى خطى حديث الطاغية صدام حسين وخندقه نرى السيد العبادي يقول في كلمته بنفس المؤتمر"اننا اليوم مع شريحة الشباب نسعى للاصلاح وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد لأننا في خندق واحد وليس خندقين، مشيدا بدور الشباب في بناء المجتمع وترسيخ التعايش السلمي ومحاربة داعش اضافة الى محاربة الفساد والتخلف".

كيف يكون المسؤولين الرافضين للاصلاح والناهبين للمال العام في خندق واحد مع شباب عاطل عن العمل ويائس من تحسّن وضعه أيها السيد العبادي؟ كيف يكون المسؤول المرتشي في نفس الخندق مع أرامل لا يستلمن رواتب الاعانة الاجتماعية على شحتّها بأوقاتها وناقصة أيها السيد العبادي؟ كيف يكون المسؤول الذي يصطاف في أفخر الفنادق هروبا من حر العراق القاتل وبين مواطن يضع طفله في سطل ماء قذر لينعشه قليلا من الحر لغياب الطاقة الكهربائية في نفس الخندق ايها السيد العبادي؟ كيف يكون الدعاة والمتحاصصين الطائفيين والقوميين وهم يسكنون قصور الطاغية والاخرى المنهوبة من ابناء شعبنا كالمسيحيين وغيرهم في نفس الخندق مع من لا يملك دارا في بلد دخلت خزائنه بأعترافكم منذ الاحتلال لليوم اكثر من " ترليون دولار!!" ايها السيد العبادي؟

أنت على خطأ كبير أيها السيد العبادي فأنتم وحزبكم ومعكم كل المتحاصصين والمؤسسات الدينية في خندق، ونحن أبناء الشعب الذين نعاني من البطالة والفقر والمرض وأنعدام الخدمات في خندق ثان ، ونراكم غير جديرين بحكم البلد وتهددون أمنه القومي وأستقلاله ووحدته الجغرافية. هناك اليوم في العراق خندقان ، خندق فيه الفساد والرشوة والمحسوبية والميليشيات الطائفية وعصابات الجريمة المنظمة وقوى الارهاب والنهب المنظم لثروات الوطن والخيانة وهم أنتم أضلاع المحاصصة الطائفية القومية ومعكم عصابات داعش وبقايا البعث، وخندق آخر فيه الجماهير التي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت الى من يقودها لدك خندقكم ومحاكمة النظام الطائفي القومي على جميع ما أقترفه من جرائم لليوم.

أستمرار المظاهرات لحين وضعكم جميعا في قفص الاتهام وبساحة التحرير لتنالوا جزاءكم بحق جرائمكم هو الامر الوحيد الذي سيضع شعبنا بأكمله في خندق واحد.


الدنمارك
4/8/2015



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google