ربيع حُرّاس استراليا.. الرئيس توني يُستبدل بمالكولم - ãÕØÝì ÇáßÇÙãí
ربيع حُرّاس استراليا.. الرئيس توني يُستبدل بمالكولم


بقلم: ãÕØÝì ÇáßÇÙãí - 15-09-2015
لم يكن الخبر مفاجأة أو صعقة، في ساعات معدودات مساء امس الاثنين 14-09-2015 يتنحى الرئيس الاسترالي توني آبوت بيسر وشفافية ليتسنم منصبه منافسه في ذات الحزب السيد مالكولم تورن بول وكلاهما من حزب الاحرار الحاكم. لقد عودتنا رهافة ديمقراطية استراليا على هذا الاستبدال دون شوشرة او ضجيج.
كتبت في آب/أغسطس 2010 مقالاً نشر في العديد من المواقع الالكترونية والصحف الورقية بعنوان (الهلوكوست العراقي على رصيف الديموقراطية) تعرض لديماغوجية ساسة الانتفاع بعد صدام، حيث استفتحت ديمقراطية العراق الجديد نادي غرائب الالفية الثالثة لتحطم الرقم القياسي بما يضر الشعب لدرجة انطباق المثل العراقي الدارج (صقر بيت افيلح) تمام الانطباق. فالصقر عادة يأتي بالصيد من الطيور ليلقيه في ساحة بيت صاحبه، إلا المسكين إفيلح فصقره يجلب له أنواع الثعابين والسحالي والعقارب فيلقيها على رأسه.
بذكر ما تقدمه صقور الدول لشعوبها يمكن تأمل الخبر الاسترالي والكلام في آغسطس2010: لم يتفاجأ الاسترال بتغيير رئيس استراليا واستبداله بأول امرأة رئيسة للحكومة في تاريخ القارة هي المحامية جوليا غيلارد48 عاماً خلفاً للسيد كيفن راد52 عاما الذي أقصته حركة تمرد داخل حزبه العمالي إثر تراجع شعبيته أخيراً. تخلى كيفن راد عن منصبه دون ضوضاء. وقالت جوليا بهدوء: طلبت إحداث تغيير على صعيد القيادة كي لا تضيع حكومتنا الجديدة وانه لشرف كبير أن أطلب في الاشهر القليلة المقبلة من الحاكم العام اجراء انتخابات تمكن الاسترال من ممارسة حقهم الاساسي في اختيار رئيس وزرائهم وحكومتهم.
وبالفعل فقد تلقينا الدعوة الرسمية لخوض الاقتراع وانتخاب رئاسة استراليا. ولو علم العراقيون سبب اقصاء الرئيس كيفن ولو علموا سبب استبدال توني في غضون ساعات لأنقلبوا على المزيفيين، فرغم ان كيفن يمتلك شعبية كبيرة لكنه تضعضع امام خيارين تعلقا بحزبه العمالي: التخلي عن مشروع فرض ضريبة الكربون في وقت تسعى استراليا الى مكافحة التغيير المناخي، وتلكؤ كيفن بفرض ضريبة على الارباح الطائلة التي تجنيها مجموعات المناجم.
أحزاب العراق تحتاج تغيير هرمها بمنهج حرّ يحقق أمنية الحالمين بالكهرباء والماء والغاز والخدمات والتعليم والصحة والسكن والحقوق العامة مع أن كل هذه وغيرها بالمئات من أبسط حقوق المواطن، ومن أسهل وظائف الحكومة. لا تحتاج الاحزاب غير الاخلاص والجرأة لإقصاء زعماء الفشل السياسي والمناصب. ورفض استفراد الزعيم الابدي الاوحدي وخلوده ابد الدهر. فالبركة في الحركة والتجديد والانتخاب الحرّ النزيه مع الايمان الحقيقي بذلك.
التقصير يستدعي محاسبة السياسي الفاشل وإقصائه دون بلبلة من دست الحكم ومن سدة الحزب وبهدوء لا يحتاج لإقامة هولوكوست ومحرقة في البصرة مثلاً لشدة ارتفاع درجة حرارة الجو او بسبب بطش ساستها واستعار حمى جشعهم. ودون ان توقد نار كركوك الازلية لإعادة نفوط العراق المهربة. فكارثة الصنمية أبقت العراق مضيعا مفتتا دون تشكيل حكومة لأكثر من خمسة شهور في وقته وربما سيبكي المواطن على تشكيلها حولا كاملا وعندها ستصح مقولة: (من يبكي حولا كاملا فقد أعذر).
ان الاصابة بالوباء السياسي المتوارث أو ما أسميه بنشوة الكرسي، علاجه لا يكتمل دون وعي الجمهور وخاصة قاعدة الحزب ليتعافى الزعيم والمزعوم من ثنائي الصنمية والطاعة الخرقاء المتوارثة التي حولت البلد الى فسيخ مخلفات بركان وحياة اشباح الكهوف القديمة.
ما حصل ليوغسلافيا بعد جوزيف تيتو وثم حروبها الداخلية، وما حل بالشعوب اثر نوبات متفاوتة قوة وحجما بالقياس الى ما حصل للعراق، فالشعب المصري انتفض فيما سمي بثورة الخبز لمجرد إرتفاع سعر الرغيف في السبعينات. وانتفاضة خوزستان في ايران منتصف الثمانينات لمقالة كتبها رجل من طهران ضد عرب الاهواز نعتهم فيها: ان اصولهم غجرية (كاوليه). ثم انتفاضة هندوس الهند ايام انديرا غاندي لذبح بقرة. وهلمجرا من اسباب لا تساوي شيئا لما إعتور الشعب العراقي من رزايا وبلايا ومذابح حتى الساعة. وكذلك مع ان النظرة العنصرية هامشية في لندن لكنها اججت ثورة السود في بريطانيا في الستينات لقضية سيدة زنجية أريد منها مغادرة مقعدها في حافلة نقل ركاب عمومية، ثم ثورة مارتن لوثر وزنوج أمريكا وثورة جنوب افريقا ضد البيض. بل ان وعكة سهلة خلعت النظام الكنسي في عموم الدول الاوربية. ولنا في سياسة ومنهج الزعيم الاصيل في السودان عبد الرحمن سواؤ الذهب ثم نيلسون مانديلا في افريقيا وهكذا بلوغا الى الذروة في ديمقراطية البلدان المتقدمة ومنها استراليا البلد الكريم بوعي احزابه وتفهم شعبها.
الشعب العراقي شعب عظيم تحمّل المآسي في بلد من اغنى بلدان المعمورة تراه شعباً دون كهرباء في صيف جهنمي ودون ماء صالح للشرب مع وجود أطول الروافد التي تغطي مساحة العراق من الشمال الى الجنوب (دجلة والفرات وما يفيض عنهما ويتلاقى بهما من روافد واذرع كالزاب الكبير والزاب الصغير ونهر الخابور ونهر العْظيم ومنبع الصدور والثرثار وبحيرات وشلالات وينابيع) ترغوا لها وتتمنى دول الجوار ينبوعاً واحداً منها. فعانى العراق أربعين عاماً دموياً وصبر لمجيء يوم الخلاص. ولما هلّ التاسع من نيسان2003 وانتهينا من صدام إحصين ونظامه، بدأت مأساة حكم ديمقراطي هزيل رفع معدل العنف والحرمان ولم يتمكن من منع مآسي القتل والتفجير والسرقة بل ترهلت الاحزاب الى منهج التمويه والخداع واستغفال حتى جمهور الحزب مما ضيع البلد والشعب.
15-09-2015 ملبورن



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google