الجيب العراقي المفتوح... - أبتسام إبراهيم
الجيب العراقي المفتوح...


بقلم: أبتسام إبراهيم - 21-10-2016
ليس مزحة أن تتأخر الكتب المدرسية وليس تهجماً على وزارة كبيرة لها تماس مباشر بحياة العائلة كوزارة التربية أن نـُفرغ جيوبنا لنجهز أطفالنا للعام الدراسي ليس بالحقائب والقمصان إنما بالكتب المدرسية في الوقت الذي حفظنا جملة مفادها إن التعليم مجاني لنفاجئ بتصريح من وزارة التربية "ان هذا التأخير سببه تخفيض تخصيصات تجهيز الكتب في الموازنة إلى 50% مما يعني حرمان أربعة ونصف مليون طالب من الكتب" في اغنى بلد بالعالم !
لن أتحدث عن الكتب التي انتشرت بشكل مخيف في الأسواق والمحلات وعلى الأرصفة بينما فـُقدت تماما في مديريات التربية , لكنني سأتحدث عن قلة أو انعدام توزيع الدفاتر و القرطاسية , مما جعل بعض المدارس الحريصة وخصوصا مدارس البنات تعتمد على مخزونها الخاص لتوفير حاجيات تلاميذها وتنظيفا لمخازنها قبل أن تدب عليها ايامٌ ممطرة فتحيل المخزون إلى ورق منقوع بالماء والطين ,أما مدير آخر فقد شاهدته بنفسي يتبضع من المتنبي بمائتي ألف دينار-من ماله الخاص- ليكمل دفاتر الثالث متوسط لأنهم في مرحلة دراسية لا تحتمل التأخير.
بينما يثير استغرابك أربعة أشقاء في منطقة واحدة تستلم البنت ثمانية دفاتر أما أشقائها الذكور فيحصلون على دفترين فئة 150 ورقة لكل منهم وهم بنفس المدرسة بينما تتكوم الدفاتر داخل المخزن ويرفض المدير تدويرها بحجة "ما عندي أوامر"؟
أية أوامر تمنعك من إفادة تلاميذك وتخفيف كاهل الأسرة ؟ أية أوامر تجبرك على جعل مخازن المدرسة مرتعا للجرذان والصراصر لتقات من القرطاسية؟
وأنا اكتب هذه الكلمات تذكرتُ تأخر كتاب التاريخ للسادس أدبي في سني الحصار عام 1998 في المطابع حتى انه شحَّ بالمكتبات وبما إننا مدرسة مستحدثة أي لا إعدادية قبلنا بقينا بلا كتاب أما المدارس الأخرى فقد اعتمدت على مخزونها القديم كالعادة وبقينا ندرس شفويا إلى إن سلمت وزارة التربية الكتاب في وقت متأخر جداً وأؤكد لكم انه لم يكن متوفرا في المكتبات أما الدفاتر والقرطاسية فقد كنا-على علاتها- نستلمها كاملة . واليوم علينا أن نتحدث بصراحة عن مدى جدية الحكومة في الحفاظ على مجانية التعليم والتي بدأنا نرى علامات اضمحلالها عاما بعد آخر.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google