النبّاشون ... - علاء الزيدي
النبّاشون ...


بقلم: علاء الزيدي - 21-10-2016

يشهد الواقع الشيعي منذ سنوات خلال الإحتفاء بذكرى عاشوراء ظاهرة في طريقها إلى أن تصبح سائدة ، و هي ظاهرة " النبش " في التاريخ الشيعي و الشخصيات الشيعية و الكيان الشيعي بشكل أعم ، حتى تجاوز الأمر النقد الذاتي الهادف إلى التصحيح ليصل إلى تخريب الأسس و هدم المعبد فوق رؤوس المصلّين !
و إذا كان إتجاهٌ معيّن معروفٌ باستفزازيته " بطلاً " ذا قصبِ سبقٍ في هذا المضمار ، فإنّ اتجاهات و جهات عديدة أخرى تبدو حريصة أيضاً على أن لا يفوتها السباق ، لتحقيق مغانم دنيوية قبل أن تكون دينية لعلّ أبرزها الشهرة و المجد الدنيوي ، بدأت تمارس ذات الفعل ، فرُحنا نرى تناولاً غير مسبوق لشخصيات و كيانات و وجودات شيعية تاريخية بالتسقيط و التجريح الذي أتوقّع له أن يصل إلى شخصيات أكثر أهمية في المستقبل غير البعيد ( زيد الشهيد عليه السلام مثلاً ) .
و أكثر ما قرأته طرافة ً ، في الفترة الأخيرة ، ذلك الوصف الذي دبّجه أحدهم لكيفية تعامل الشاه عباس الأول ( الكبير أو الصفوي ) مع المواكب الحسينية ، إذ نقل عن رحّالة إيطالي زعمه في رواية من أدب الرحلات أن الشاه عباس كان يستقدم الشقاوات ( الفتوّات أو القبضايات ) من محلات مختلفة و يوزّعهم على المواكب الحسينية و يثير النزاعات و الخلافات فيما بينهم ليتفرّج على الصراع الدامي الذي يحدث ، مؤيداً موكباً ضد آخر ، و عندما يتصاعد الصدام دراماتيكياً و تسيل الدماء من رؤوس الجميع و أنوفهم ، يخفي الشاه رأسه و رؤوس حاشيته منتشياً بسيول الدم و تزايد جرعة العنف .
هذا ، و الشاه عباس الكبير شخصية قائدة في التاريخ الشيعي ، لها أثرها الكبير على نشر المذهب في بلاد فارس و ماحولها ، و لولا جهوده الجبارة لكان الشعب الإيراني الجار الذي ينتمي إليه الكاتب لا يختلف كثيراً عن شعوب واق الواق التي تحيط بنا !
مرّة المختار الثقفي ، و أخرى محمد بن الحنفية ، و ثالثة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، و عاشرة الشاه عباس الصفوي ، و ليس معلوماً ما هي النقطة النهائية لمسيرة النبش التاريخية☹



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google