ماهي افاق المرحلة ما بعد داعش في الموصل ؟ - جمعة عبدالله
ماهي افاق المرحلة ما بعد داعش في الموصل ؟


بقلم: جمعة عبدالله - 21-10-2016
ان ساعة الصفر انطلقت بالعمليات العسكرية الحامية الوطيس , وتميزت بالانطلاق السريع , في تحرير المناطق المحيطة بمدينة الموصل , والان القوات العسكرية العراقية , على مشارف الموصل , لاشك ان التحضيرات والاستعدادت الكبيرة , تؤدي دورها بشكل فعال ومدروس بما مخطط لها , والحكومة وضعت كل امكانياتها وطاقاتها , من اجل تحرير الموصل . , في سبيل طرد داعش وسقوط دولة الخرافية الداعشية , وانهاء كابوس داعش المرعب , الذي جثم بشكل وحشي على الموصل لاكثر من عامين , وان ساعة التحرير والنصر سيتحقق عاجلاً ام اجلاً . وهو هدف الحكومة والاطراف السياسية , تحرير الموصل من تنظيم داعش , وهو متفق عليه من كل الاطراف السياسية والشعبية والدينية , وهذا ما سيحصل , باعلان بشارة النصر . ولكن الغائب الاكبرمن هذه التحضيرات والاستعدادات , وهو والاهم . المرحلة ما بعد التحرير , هو غياب المشروع الوطني ما بعد داعش , ومن المؤسف ان تغيب المبادرات في هذا الجانب الحيوي , الذي يدعم افاق النصر , ويدعم السلم الاهلي , بالاستقرار الامني والسياسي , غياب الاتفاق السياسي الذي يدعم المصالحة الوطنية , منعاً للاحتكاك والاحتراب الطائفي , ومنع حدوث الفوضى والبلبلة , بجعل من الموصل ساحة حرب لتصفية حسابات دول الجوار ( ايران وتركيا ) وخاصة وان هذين الطرفين , يملكان اجندات داخلية مؤثرة وفعالة في الشأن السياسي , وبأستطاعت كل طرف ان يعطل فعل الطرف الاخر من اجل حفظ التوازن في المصالح والاطماع لهاتين الدولتين ( ايران وتركيا ) , والخطورة المحتملة هو شحذ الفتن والاحتراب بينهما , ولا يمكن تجاهل بأن تنظيم داعش , سيستسلم بسهولة للهزيمة ويبتعد عن الموصل كلياً , بل سيفجر خلاياه الارهابية النائمة , بأن تقوم بعمليات الارهابية الدموية , وتزرع وتروج وتبث الفتن الطائفية ونعراتها , واشعالها بكل السبل والطرق . لذلك ان المرحلة ما بعد التحرير وطرد داعش , صعبة ومعقدة وخطيرة , اذا لم يكن هناك اتفاق سياسي , ووثيقة سلام ومصالحة , بين الاطراف السياسية والدينية والعسكرية , اذا لم يجتمعوا حول طاولة الحوار والتشاور والتفاهم , في تحديد سمات المرحلة القادمة وبرنامجها السياسي وافاق العمل المسؤول , بوثيقة عهد مكتوبة ومعلنة . اذا لم تخمد هوس التصريحات الاستفزازية الخطيرة من كلا الجانبين , اللذان يمثلان اجندات ومصالح البلدين ( ايران وتركيا ) , وإلا فأن شرخ الانقسام والشقاق سيكبر ويتعمق اكثر , نحو تعكير الوضع الامني والسياسي , نحو التدهور والخراب . عندها ستصبح الموصل , حلبة صراع بكسر العظم , بين ( ايران وتركيا ). من هذا المنطلق , تبقى الحاجة القصوى والملحة , ان تبادر الحكومة والسيد العبادي , الى جمع الطرفين الى طاولة الحوار والتفاهم , برسم الملامح السياسية القادمة لمدينة الموصل , برؤية سياسية واضحة وببنود محددة , في ادارة شؤون الموصل , من جميع النواحي الحياتية . حتى لايكون هناك تجاوز وخرق واحتكاك , لان كلا الدولتين ( ايران وتركيا ) , يتطلعان الى قضم حصة مؤثرة لهما بعد التحرير , ليكون لهما موقع قدم مؤثر يتحكم بالوضع السياسي والامني , ون يكون لهما اليد الطولى , وهذه الحقيقة لا يمكن تجاهلها واغفالها , حتى في الحكومة والبرلمان , هما منقسمان بين اجندات ( ايرانية وتركية ) وكل طرف يعمل بأن تكون حاضنته الدولة التي ينفذ اجنداتها , بان يكون لها موقع قدم مؤثر في العراق . هذه هي حقيقة نظام المحاصصة الطائفية , التي شطبت هوية الوطن , وتعلقت بحب وغرام بالهوية ( الايرانية والتركية ) وكل طرف يتخندق ضد ا خر , لذلك غياب البرنامج السياسي لما بعد تحرير الموصل , يثير القلق والمخاوف , بشكل لايخدم عملية التحرير , وكل طرف يصر على مساهمة دولته الام في معركة التحرير , وان تساهم وتشارك فيها , لانهم على يقين على طرد داعش وانهزامه , ولكن بعد ذلك ماذا يحصل للموصل واهل الموصل ؟ , هل هناك ضمانات , بوقف الاطماع العدوانية , لكلا الطرفين ( ايران وتركيا ) ؟ من هنا تأتي اهمية المشروع الوطني بهويته العراقية , في انقاذ تحرير الموصل , ان ما يشغل الشارع السياسي , هو ماذا سيحصل في الموصل , بعد انهاء كابوس داعش وطردها , هل سيتحول التحرير نعمة وانجاز وطني كبير للعراق , أم سيتحول الى نقمة وحمامات دماء ....... والله يستر العراق من الجايات


جمعة عبدالله



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google