المؤتمر العاشر وحق (الأقلية) بالنشر!!! - مازن الحسوني
المؤتمر العاشر وحق (الأقلية) بالنشر!!!


بقلم: مازن الحسوني - 22-10-2016
كنت قد ذكرت سابقا في مقالة (المؤتمر العاشر - هل سيأخذ بيد الحزب للأمام أم يبقيه مكانك راوح) ألى أن المؤتمر الخامس لم تكن القناعة بالديمقراطية هي ما دفعت قيادة الحزب لتغيير نصوص مواد في النظام الداخلي وبعض طرق إدارة العمل الحزبي تضمن الممارسة الديمقراطية في صفوف الحزب، بل كانت الانحناءة لعاصفة التغيير التي اجتاحت العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وابتعاد الكثير من الأحزاب الشيوعية عن سدة الحكم وتغيير الكثير من ثوابت هذه الأحزاب.
* فيما يخص الحزب الشيوعي العراقي نص النظام الداخلي بالمادة الأولى والفقرة (ج) على ما يلي:
حق (الأقلية) في مناقشة سياسة الحزب وشؤونه الداخلية وابداء اعتراضاتها عليها أمام الهيئات الحزبية المسؤولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في المنابر الإعلامية.
في البداية -الأقلية- حسب ما أفهمها هي مجموعة الرفاق المختلفين بالرأي عن سياسة الحزب السائدة.
لا توجد أية إحصائية تحدد أن هؤلاء أقلية أو أكثرية ومن يريد أن يعرف هذه النسبة بكل بساطة يقوم بعملية استفتاء داخل التنظيم. أما الاكتفاء بسؤال مسؤولي المحليات ولجانها عن هكذا موضوع بالتأكيد ليس بالطريقة الصحيحة لمعرفة الحقيقة.
* من المعلوم أن منابر الحزب الإعلامية تدار من قبل مشرفين من ل.م مع هيئات تحرير هذه المنابر أي بمعنى أن لجنة التحرير لا تنشر شيئا دون موافقة ل.م وحتى إن نشرت هيئة التحرير موضوعا باجتهادها ولم توافق عليه ل.م فيما بعد سيرفع من النشر وهو ما حصل لأكثر من مرة.
لننظر إلى المنشور في منابر الحزب (الجريدة ،الموقع الاليكتروني،المجلة) لا نجد شيئا مخالفا لتوجهات الحزب السائدة الآن. أما من يختلف مع هذه السياسة عليه أن يجد منابر أخرى (أتحدث عن الرفاق داخل الحزب) وفي أفضل الحالات بالمنشور المختلف عن سياسة الحزب يجب أن لا يشير الموضوع لمسؤولية قيادة الحزب (ل.م أو المكتب السياسي أو السكرتير) عن الخطأ الحاصل او الفشل او المطالبة بمحاسبة من تسبب بهذه الأخطاء، وإنما يشار إلى مسؤولية الحزب بشكل عمومي.
* بربكم من المسؤول مثلا عن الفشل في الانتخابات، العضو البسيط أم القيادة التي لم تُدرْ هذه العملية بطريقة صحيحة بدأ من كيفية اختيار المرشحين لقائمة الحزب ومع من نتحالف والحملة الانتخابية..........الخ، ويبقى هؤلاء لمرة وأكثر يقودون هذه الفعاليات. لماذا يجب أن يشير الموضوع لتحمل الحزب بكامل أعضاءه هذا الخلل وليس من قرر شكل إدارة هذا الفعل النضالي حتى يقبل نشر موضوعه؟
لماذا يجب أن نتربى على عدم تحمل المسؤولية عند وقوع خطأ ما؟
لماذا لا يتحمل من قرر هذه الأشياء سواء كان فرد أو لجنة مسؤولية قراره؟
* الجواب هو عدم الموافقة على المساس بقيادة الحزب بأي شكل كان.
بل إيجاد تبريرات غير مقنعة للرفاق لهذه الأخطاء والنتيجة هي بقاء هؤلاء على سدة القرار الحزبي وضمان عدم المحاسبة من أي خطأ وبالمقابل خروج الكثير من الرفاق الغير متفقين على هذه التبريرات من الحزب.
*بعد عمر تجاوز الأربعين عاما في الحزب أتمنى يوما ما عند تقييم الحزب لأي حدث أن تقر القيادة بأخطائها وتعتذر وتضع نفسها عرضة للمحاسبة القانونية داخل الحزب، رغم أن الاعتذار هو الخيط الأول لدخول الانسان لقلب وعقل الطرف ألاخر المختلف معك.
أما التعنت بالراي وتبرير الخطأ فلا ينتج عنه سوى عدم القناعة بالمقابل وكل أعماله التالية.
* قد يتبنى البعض موضوع عدم جلد الذات هو السبب بعدم قبول الموافقة بمواضيع تطرح هكذا آراء وأنا أعتقد أنها شماعة للتهرب من المسؤولية، وإنما الغاية يجب أن تكون التقييم السليم للحدث ومحاسبة من فشل.
* أعلم جيدا أن كثيرا من المواضيع التي ترسل لمنابر الحزب لا تجد طريقها للنشر رغم الحق الممنوح لهؤلاء بالنظام الداخلي ولكن غياب الرقابة الدستورية على صحافة الحزب من قبل هيئات، كونفرنسات أو غيرها من النشاطات التي تضمن حق مراقبة المنشور والمحذوف تبقي هذا الحق لقيادة الحزب دون سواها بالتصرف بالمنشورات.
* هل هذا المنع يجدي نفعا؟ بالتأكيد لا.
أصبحت وسائل النشر متوفرة بطرق وأشكال عديدة إنترنيت، فيسبوك صحف متعددة.....الخ وبالتالي هذا المنع لن يفيد بشيء سوى اهتزاز الثقة ببعضنا البعض والأفضل هو قبول الرأي الآخر حتى وإن كان من (الأقلية) ونشره بمنابر الحزب ورفاق الحزب وأصدقاءه هم من يحدد جودة وعدم جودة المنشور.
*طبعا لم تجد مواضيع عديدة أرسلتها لمنابر الحزب طريقها للنشر ولا أعتقد ان هذه المادة ستنشر كذلك!!!
* كلامي هذا لا يعني قبول نشر المواضيع ذات الإساءة الأدبية أو الأمنية للرفاق والحزب بل ما يحمل فكرة معنية قابلة للنقاش.
* هل سيضع المؤتمر العاشر حدا لهذا الخلل بتطبيق النظام الداخلي ومحاسبة المسببين لهذا الخلل؟ أم سياسة التبريرات ستبقى هي السائدة والتي تصادر حق (الأقلية) أن كانت حقا أقلية؟
* الجواب بعد المؤتمر العاشر
مازن الحسوني 21/10/2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google