العراق بين مرحلتي تحرير الأرض و تحرير النفوس و العقول الموبوءة بالطائفية .. - مهدي قاسم
العراق بين مرحلتي تحرير الأرض و تحرير النفوس و العقول الموبوءة بالطائفية ..


بقلم: مهدي قاسم - 22-10-2016
العراق بين مرحلتي تحرير الأرض و تحرير النفوس والعقول الموبوءة بالطائفية ..

" غزوة " عصابات داعش الإرهابية الأخيرة ــ و ليست الآخر ــ في كركوك تشبه رفسات وحش يعيش لحظات احتضاره الآخيرة في العراق ، على الأقل ميدانيا ، فعبثا تحاول هذه العصابات الإجرامية القيام بعمليات دموية ــ على " استعراضية " مثيرة ، بغية إرباك و تعثر مسار المعارك الجارية ضدها في الموصل ، فإن هذه العمليات المباغتة بالانتحاريين و احتلال مراكز شرطة أو محال تجارية وقتل أناس آمنين ، سوف لن تُغير من حقيقة كون هذه العصابات قد أوشكت على الانقراض في العراق تدريجيا ، ولكن بوتائر سريعة ، كوجود مسلح يسيطر على بقعة معينة من أرض العراق ، طبعا دون أن يعني ذلك زوال ظاهرة داعش " الفكرية "و من عقليات و أذهان كثيرين من العراقيين ، ممن لوثتهم نوبة الطائفية المقيتة و جعلتهم يتعاطفون مع الإرهاببيين الوافدين من شيشان و أفغان وكل ما موجود في العالم من قتلة أنجاس ..
ربما سيتمخض عن داعش تنظيم إجرامي من نوع ماعش أو داحش و ناهش ، مثلما تمخضت داعش عن تنظيم القاعدة الإرهابي الذي وجد في أحضان الحزب الإسلامي العراقي ــ الأخوانجي ــ مكانا دافئا و أعوانا و مجندين " جهاديين " ودعما لوجستيا واسعا ، كما وجدت عصابات داعش في أحضان البعثيين مكانا دافئا ودعما وعونا و ضباطا بعثيين " قياديين " و تنظيمات و مجاميع مسلحة من نقشبندية ــ على ثورة عشيرينية "ضارية " ــ على حماسية و غيرها بعشرات التي انضمت إلى عصابات داعش وقاتلت بين صفوفها ..
ففي النهاية أن عملية تحرير الأرض تبقى أسهل بكثير من عملية تحرير العقول و النفوس الموبؤة بالطائفية و العنصرية أو الانحيازية الفيئوية ، على الرغم من التضحية البشرية والمادية الهائلة والفادحة التي تنجم عن تحرير الأرض ..
إذن ....
فيما يتعلق الأمر بوضعنا العراقي لا زلنا في المرحلة الأولى من حرب التحريرعلى عدة أصعدة ، ففي نهاية عملية تحرير الأرض يتحتم البدء بالمرحلة الثانية من حرب التحرير للنفوس والعقول المريضة بالطائفية والعنصرية ، التي سرعان ما تتحول إلى ملاذ و أوكار لإرهابيي العالم الوافدين ..
طبعا إلى جانب إزالة أسباب الشعور بالغبن و التهميش و المظلومية من قبل " البعض " الذين يبررون انضمامهم إلى عصابات داعش بسبب هذا الشعور أو الإحساس بالظلم ، بغض النظر عن كونه محقا أو متخيلا ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google