عصر ما بعد المعلومات: Post Facual Era..(الحلقة الرابعة) - عزيز الخزرجي
عصر ما بعد المعلومات: Post Facual Era..(الحلقة الرابعة)


بقلم: عزيز الخزرجي - 22-10-2016
(عصر ما بعد المعلومات) تجاوزَ (عصر المعلومات) بلا معلومات كاملة و قواعد منطقية و فلسفية كاملة.. بل بمعلومات خاطئة و بلا علم النّاس بما فيهم العلماء و المفكرين و المثقفين, لأنّ القائمين على رأس النظام الأقتصادي - المعلومالي لا تؤمن بِدِينٍ أو غيبٍ, و تريد أن تحكم العالم بمعلومات ناقصة و متناقضة و مبتورة و محرّفة لتشويه الحقائق و الوقائع و الأديان, لذلك:
فأنّ شعوب العالم – خصوصا العربية - ستبقى تدور في حلقات مفرغة يأكل بعضهم بعضهاً و هي تتشبّث بآلأفكار القومية و آلمذهبية و القوانين العشائرية كي لا تُحقق شيئاً من أهداف حياتها التي إنقطعت عن أصلها و منبعها (الغيب), و حتى عن الفروع و التفاصيل التي بيّناها الباري تعالى في جميع الرّسالات السّماوية .. منذ رسالة آدم(ع) و وصيته التي أتى بها من الجنّة و حتى الرسالات الثلاثة الكبرى المعروفة؛ آلتوراة و الأنجيل و أخيراً القرآن كخاتم لجميعها.

يُعتبر الدِّين المسيحي أشهر و أكبر ديانة في عالم اليوم, لأنها تتقدّم على دين الأسلام بأكثر من 500 – 700 عام, و تلعب الأديان بشكل عامّ دوراً كبيراً في تقويم حياة و أخلاق النّاس و عاقبتهم, سلبأً فيما لو كانت منحرفة .. و إيجاباً فيما لو كانت عادلة, و رغم إن الأنظمة الغربية الحاكمة لا تؤمن بآلدِّين سواءاً كان منحرفاً أو عادلاً كعامل حيويّ للحياة عبر المجال السياسي و الأقتصادي والتربوي خصوصا؛ لذلك لا تعتني المدارس و الأكاديميات التي توسعت خلال القرن الماضي .. بحقيقة الدِّين و منابعه و أصوله و تأريخه, بل و تريد حذفه نهائياً في هذا العصر الجديد(عصر ما بعد المعلومات) .. و لا أجانب الحقيقة لو قلت بأنّ الغرب بات لا يهتم حتى للثقافة و الفنون و الأدب و الفلسفة حيث قلّصت دورها إلى أبعد الحدود, لأعتقادها بأنّ العامل الوحيد المؤثّر في تقويم الحياة – بل في تضخيم رأس المال - هو الأقتصاد فقط الذي يلعب فيه (العلم) التكنولوجيا دوراً أساسياًّ في ترشيده و توسيعه!

لذلك إهتمّ و ركّزَ أصحاب هذا الأعتقاد بآلجانب (المدنيّ) لنهضتها من دون (الحضاريّ) ألّذي يُؤكد على الآداب و القيم و الفلسفة و الأخلاق التي تُقوّم أسس الحياة الأجتماعية كما الشخصيّة كضامن لتحقيق العدالة ثم السعادة من خلال التأكيد على الجانب التربوي و العائلي و الآداب الأجتماعية التي عمادها الرّحمة و الأنسانية و التواضع التي تنفي و تتعاكس مع سطوة المال و القوة و السلاح كأصل للسعادة في الحياة الأنسانية!

و التأريخ كلّه يشهد بفشل – بل بقبح و ظلامة - جميع الحضارات التي برزتْ و تألقت خلال العصور المختلفة ثم تحطمت و صارت أطلالاً كحضارة النيل و وادي الرافدين و فارس و الهند و الصّين بفوارق طفيفة بينها, و لم تفلح في تحقيق السّعادة لشعوبها لكونها لم تعتمد الدِّين – ألأخلاق - كأساس في تمدّنها و تطورها التي بُنيت على أكتاف الكادحين و الفقراء و المساكين, و هكذا المدنيات الجديدة التي لم تراعي في القوانين الأصيلة المساواة في الحقوق الأنسانية .. بل باتت الأموال و الطبقية هي الحاكمة في تقرير المعايير و القوانين و الأحكام و حتى شخصية و قيمة الفرد!

لذلك لا يُمكن أبداً أن تتحقق السّعادة للأنسان حتى لو وصلت إلى ما وصلت إليها الحضارات القديمة نسبيأً بآلقياس مع أزمانها, بل ستُكرّر (المدنيّة) الحديثة بتمدنها و كما نشهد معالمها و حقائقها .. نفس المآسي و المذابح و المظالم التي أقامها الفراعنة و الأكديين و السّومريين و الكلدانيين و الآشورين و غيرها من انظمة الأجرام عبر التأريخ و التي يعتبرها الناس حضارات راقية للأسف بسبب جهلهم بفلسفة الوجود!

و هذا ما نشهده اليوم في جميع بلدان العالم تقريباً!

ذلك أنّ القدرة و آلسّلطة و المال الحرام المبني على الرّبا و تصريف السلاح و القنابل التي تقتل الأطفال ؛ لا تجلب معها سوى التكبر و الطغيان و الدمار بشكلٍ طبيعيّ و كأنهما توأمان, و هذا ما أشار أليه قائد الأمّة الأسلاميّة و الأنسانيّة قبل يومين في خطابه الألهي وسط النخب العلمية الشبابية في عاصمة الدولة الأسلامية الحديثة في معرض كلامه عن طبيعة و إنحلال الأخلاق في الشّخصيات التي رشّحت نفسها لتقود أكبر دولة في العالم هي أمريكا, و كما هو الحال في بقية دول العالم!

الغاية من هذا البيان, هو إنّ الدِّين المسيحي رغم إنحرافاته الكبيرة و الواضحة؛ و شيوعه و تغلغله في العالم خصوصا في الغرب, إلاّ أنّ أصحاب القرار في الحكومات القائمة و حتى في (الأتحاد العالمي للكنائس) بشقيه الكاثوليكي و البروتستاني .. ليس فقط لا يعيرون أهمّية لتلك الأنحرافات المدمرة؛ بل عملوا على فصل الانجيل(العهد الجديد) كما التوراة (العهد القديم) عن السّياسة و شؤون الحياة إبان عصر النهضة بشكل تام و كامل؛ ثمّ تركوه حصروه أخيراً بمدينة صغيرة تُسمّى ا(لفاتيكان)نه في أرض مساحتها لا تتجاوز 40 كم2 , مع علمهم بوجود إنحرافات كبيرة في فصولها و أسفارها!

و نحن لا نعتب على الحكام و السياسيّن و على رأسهم أصحاب (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) التي تتحكم بهم لأمتلاكها للمال و الشركات و المؤسسات الأعلامية الكبرى و الأحلاف العسكرية و النووية, بل هذا هو نهجهم و مرادهم كما قلنا في الحلقات السابقة في (فصل الدِّين و كل ما يتعلق بالأخلاق عن السّياسة و الحكم بين الناس), ليخلوا لهم الجّو و القرار للتّلاعب بمصير و مقدارات الأمم و الشّعوب كما يشاؤون حتى لو تطلب الأمر قتل مليارات من البش!

مع كل هذا نحن لا نعتب كثيراً على هؤلاء المستكبرين .. بل العتب الأكبر على (الفاتيكان) و (علماء المسيحية) و حتى (اليهودية) بل و (المدّعين للدّيانة التقليدية الأسلامية), و معهم الحكومات العربية و على رأسهم اوردكان و رؤساء الدول العربية و الأسلامية الذين يعلمون أفضل من غيرهم بوجود أقدم (إنجيل) عمرهُ ما بين 1500 – 2000 عام كُتب بماء الذهب و بآللغة (آلآرامية) و هي لغة سيدنا المسيح أنذاك, و يوجد حالياً في المتحف المركزي بأنقرة في تركيا, و هو أصحّ إنجيل أفصح عن كثير من الحقائق الغامضة التي تمّ تحريفها في جميع الأناجيل الأربعة المعروفة, كبعثة نبي الأسلام محمد(ص) و عمر السيد المسيح و قضية رفعه للسماء و غيرها من القضايا المصيرية!

هذا بحسب إعتراف العلماء و آللجان العلمية المتخصصة التي قامت بفحوصات عامة و إجراء بعض التّحقيقات عليه قبل فترة, و يُقدّر قيمته بـ 14 مليون ليرة تركية, ما يُعادل 28 مليون دولار أمريكي!

الجديد الذي تمّ إكتشافه بعد آلمطالعة العمومية لهذا الأنجيل الصّحيح و الوحيد الذي لم يُتلاعب به و لم يناله التغيير و التحريف لحدّ الآن؛ هو إنه قد أخبر بوضوح عن بعثة الرّسول محمد(ص) بعد 700 من ولادة السيح المسيح عليهِ و على نبينا السّلام , كما إنّهُ – أي الأنجيل – دحض النظرية السائدة بكون عمر السيد المسيح لم يتجاوز الـ 32 عاماً, بل تجاوز المائة سنة إلى 120 سنة, و بحسب ما أشار لذلك القرآن الكريم أيضاً بقوله: [و يُكلم الناس في المهد و كهلاً و من الصالحين](1), و بآلتالي يكذب التأريخ الميلادي المزعوم و المُتّبع حاليا في العالم , ممّا يُفنّد التأريخ الميلادي و يُعرّضه للسؤآل!

و قد طالب قائد الأمّة الأسلامية و الأنسانية عبر وزارة الخارجية في الحكومة الأسلامية من خلال الملحق الثقافي بتركيا إستعارة ذلك (الأنجيل) لأجراء التحقيقات الكاملة اللازمة عليه و البدء بترجمته تمهيدأً لطبعه بلغات عديدة, لكن الحكومة التركية الظالمة برئاسة الجاهل الخبيث أوردغان منعت ذلك بسبب أوامر الأسياد في إسرائيل و أمريكا خوفاً من كشف المستور و تعريض التأريخ الغربي كلّه لصدمة كبيرة قد تُغيير مجرى التأريخ رأساً على عقب, و لكن بعد إصرار الدولة الأسلامية على ذلك لأهمية الموضوع, سمحتْ الحكومة بترجمة السّفر المتعلق الذي ذُكر فيه بعثة النبي محمد(ص) فقط.

و آلمؤسف لهُ حقاً أنّ ذلك (الأنجيل العظيم) رهين أيادٍ غير أمينة لا تعلم و لا تفقه شيئ من رسالة الأسلام و فلسفة الوجود و حقوق الأنسان و أهمّية و أبعاد و تأثير هذا الكتاب العظيم الذي من شأنه تغيير المعادلة العالمية كلها لصالح الأسلام في حال عرضه و طبعه و تقديمه لشعوب العالم خصوصا الغربيين .. على أقل تقدير يُمكن أن يكون عاملا ًهامّاً في تغيير الكثير من الموازيين و المعتقدات الخاطئة السّائدة الآن في غرب و شرق العالم, بسبب آلتراجم و التعاليم المحرفة التي نُسبت إلى سيدنا المسيح عليه و على نبينا السلام, بجانب بشارتها الكبرى ببعثة الرّسول الكريم محمد(ص) و التي تُحتم على الجّميع قبولها و آلأيمان بها, و التي ستُسبب الأعلان عنها إحداث إنقلاب كبير في عقائد جميع الأديان خصوصا اليهود و المسيحيين الذين يمثلون أكبر ديانة في العالم!

هذه الصفحة المؤلمة التي أهملها بل و أنكرها الحكام و السياسيون بأمرٍ من (المنظمة الأقتصادية العالمية) تُثبت حقيقة ما عرضناه خلال (السؤآل ألمصيري), و كذلك آلجواب الذي عرضنا مقدماته في حلقات سابقة من هذا البحث ؛ بكون العالم يتّجه إلى طريق مسدود و إلى مواجهة محن عسيرة و كبيرة ستفتح أبواٍباً من البلاء و المرض و الجوع و الفتن و المآسي و الموت الجماعي, بسبب رفض المستكبرين المسلطين على رقاب العالم لحقيقة رسالات السماء و نداء 124 ألف نبي و بقدرهم من الأوصياء الذين أختتمت رسالاتهم بآلأسلام كنظام شامل و كامل للحياة بجميع إتجاهاته السياسية و الأقتصادية و العلمية و التربوية و الأجتماعية و غيرها من آلمبادئ التي تأمر بآلعدل و المساواة بين جميع الناس!

لذلك .. و في حال عدم قبول العالم للحقائق السّماويّة؛ فأنّ (عصر ما بعد المعلومات) سَيُفاجئنا بآلكثير ممّا لم يخطر على بال أحد ألمؤمنين أو غير المؤمنين بآلمنطق و الأصول و الفلسفة التي هي أصل كل العلوم و آلغيب الذي بشرنا بأصل و سبب هذا الوجود و ما فيه .

لكن آلسؤآل الكبير الذي يطرح نفسه بخصوص هذا الموضوع الكبير و الخطير جداً هو؛

لو فرضنا بأن الحكومة التي ستلي حكومة الأتراك الحالية التي تواجه معارضة شديدة من الفصائل و الأحزاب و التيارات المعارضة داخل تركيا قد قبلت بترجمة و طبع ذلك (الأنجيل)الذي سيُحدث ثورة كبرى في العالم خصوصا المسيحي منه؛
فأيّ شكل لنظام إسلامي مقبول سيقبله المسلمون و العرب أو العالم في حال إسلامهم و هم يجهلون أصول و أبجديات الأسلام الحقيقي الذي تشوّه هو الآخر بسبب طلاب الدنيا و آلخلافة و إنقسامهم إلى مذاهب و تيارات و أحزاب قوميّة و إسلاميّة و مذهبيّة إرهابية و تكفيريّة و داعشيّة مختلفة؟

بجانب التراث الوهابي الأسود الذي تغلغل بسبب النفط الأسود في أوساط الأمة العربية – الأسلامية, بحيث كفّروا معظم مسلمي العالم بآلأضافة إلى المسيحيين و اليهود!؟

يبدو أن الخيار الوحيد .. خصوصا للمثقفين و المفكرين و العلماء هو قبول الدولة الأسلامية المعاصرة التي قدّمت نموذجاً معتدلاً و حكومة مدنية رائعة قاومت كل أنواع الحروب و الظلم و آلأنحراف و إستطاعت أن تُحقق أهداف علميّة كبيرة بجانب الأخلاق و آلآداب الأسلامية و في فترة زمنية قياسية, بحيث يمكن القول : [أنّ ما حقّقه الغرب خلال أكثر من 3 قرون بعد الرينوسانس .. إستطاعت (الدولة الأسلامية الحديثة) أن تحققها خلال 3 عقود فقط], حيث قدّر المختصون سرعة التقدم العلمي في إيران بنسبة 13 مرة أكثر من معدل السرعة في البلدان المتطورة!


لذلك على المفكرين و العلماء و المستضعفين و كلّ مقتدر دراسة هذه الأطروحة (المعجزة), و تقديم كلّ أنواع الدعم و التأييد لها .. لا أن تكون عالة عليها كما هو حال الملايين من الأفغان المهاجرين و اللبنانين و العراقيين و الكرد العاطلين الذين يأملون منها و يتوقعون الكثير حتى أرهقوها و إستنزفوها للأسف ..

إن نصرتها واجب إسلامي و إنساني يُحتم علينا جميعاً دعمها لتوسيع قاعدتها للتمهيد إلى ظهور السيد المسيح و الأمام المهدي عليهما السلام لخلاص العالم من ظلم المستكبرين الذي حرقوا البلاد و العباد!
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران / 46.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google