تجلت نوايا اردوغان للجميع - عماد علي
تجلت نوايا اردوغان للجميع


بقلم: عماد علي - 23-10-2016
يبدو ان اردوغان لم يجلس ساكنا رغم الاعتراضات و العوائق الدولية و دول الجوار امام تحقيق مرامه و اهدافه الضيقة الافقظن و هو الذي لا يهدا الا ان يثبت ولو شكليا بانه قادر على فرض ما لصالحه وان كان بصعوبة بالغة، و يعتقد بانه ينجح و يعلن جاهرا بانه يمكنه ان يدمر الملعب ان لم يدعوه ان يلعب كما يشاء .
مما يريده هو قناعة بالغة لديه في امكانياته الشخصية رغم الفشل في امور عدة و هو يريد الان ان يوضح نياته بشكل جلي في تنفيذ خططه التي يرسمها بناءا على تمنياته و خلفيتهالفكرية العقيدية و نواياه الشخصية مستغلا بعض الفوضى التي تعم المنطقة . بالامس دخلت مجموعة ضالة من منتسبي داعش و المؤكد من الموالين للمخابرات التركية مدينة كركوك خلسة و شغلوا الناس و السكان دون ان يحققوا ما جاءوا من اجله و هو البقاء لاطول مدة ممكنة للتاثير على توقيتات عملية تحرير الموصل، و يمكن به الفات او توجيه الانظار و بيان ما لديهم من الامكانية و ان كانوا يحتضرون، و الاهم هو بيان اردوغان بانه يمكنه ان يتحرك في سياق وضع عراقيل امام العملية و التاثير عليها و منعها من السير بشكل سلس .
اليوم بدا بحركة اخرى من خلال دفع مجموعة داعش تابعة له ايضا للتسلل الى كوباني و اشغال البعض بهذه الحركات الميؤسة منها، وان لم ينجح في العمليتين الا ان اردوغان اثبت للجميع بانه راعي داعش و محركهم و بدليل هاتين العمليتين البائستين في هذا الوقت بالذات الذي من المؤكد انه من اختيار اردوغان بذاته .
ما يضحك المتابع ان اردوغان يلتقي بالمسؤلين الذين لهم صلة بما يجري دوليا و يدعي انه يحارب داعش بشرط ان يشارك في تحرير موصل، و في الحقيقة ما يريد هو من اجل الوقوف ضد طموحات الكورد و القوى التحررية الكوردستانية بجميع توجهاتهم . غير انه يعكس ما فعله في هذين اليومين بشكل فضيح من خلال تحريكه للقوى الظلامية من اجل الضغط على الجميع، عسى و لعله يمكن ان ينجح في تلبية ما ينويه دون ان يحسب انه امام عائق المصالح الكبيرة لدول المنطقة كافة من المحور الاخر و القوى العالمية الكبرى وهو يعلم مغفلا لنفسه بان القضية ليست بامر ليس امر داخلي تركي، و الضلالة تغطي على عيونه من كثر نرجسيته و طموحاته الشخصية، و هو يثبت مدى تخبطه بتكرار اخطائه المكشوفة النابعة من عدم قرائته لما يجري بشكل علمي صحيح بل بدافع شخصي ضيق ليس الا .
عمليتا التسلل في كركوك و كوباني ليستا الا دليل قاطع على ان اردوغان لديه هذه الاداة غير النافذة و الخاسرة مقدما وليس بامكانه ان ينجح بها، لذلك يعمل بكل جهده على فرض التشويش على عملية الموصل بحركات بهلوانية خاسرة اخرى .
هنا تبرز اسئلة بالغة الاهمية لدى المتابع و هي؛
*من يساعد اردوغان في هذه اللحظة و ينفذ ما يريده على الرغم من معرفته بانه لا يفيد بما يريد الا نفسه فقط .
*كيف يتسلل داعش الى هذه المناطق و المؤشرات تدلنا على صعوبة وصولهم بمفردهم دون دليل و مساعدة هنا و هناك .
*ما التكتيك المتبع من قبل اردوغان في المستقبل القريب بعد فشل عمليتي كركوك و كوباني في فترة قصيرة جدا .
*ماذا يفعل اردوغان بعد رفض العبادي مشاركته نهائيا في عملية تحرير الموصل و هل من جهة يمكنها ان تساعده على التدخل بشكل غير مقبول او مساعدته على وضع العراقيل امام العملية العسكرية ضمن خططه التي لم ينجح لحد الان في تنفيذه بسهولة .
*هل يخضع الموالين و التابعين له في تنفيذ ما يريده اردوغان و يمكنه من ان يقف ضد العملية العسكرية في موصل على الرغم من التاثير على علاقاتها هي و هم مع امريكا التي تهدف الى تحرير الموصل في الوقت الذي لها مصالحها في بقاء داعش لتحقيق ما تريده بعد تحرير الموصل .
لذا من المتوقع ان يخيب ظن اروغان في تحقيق خططه غير المحسوبة لعوامل نجاحها بشكل جيد او بعقلية عصرية، و كل ما يجب ان ينتظره هو خيبة امل و لم يلق الا خسائر سياسية متتالية و يمكن ان تقع نتائج فشله عواقب وخيمة عليه و على بلده .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google