عشوائية الأفكار ...أم عشوائية المكان والزمان . - ثائرالربيعي
عشوائية الأفكار ...أم عشوائية المكان والزمان .


بقلم: ثائرالربيعي - 23-10-2016
الأحبة الكرام : قبل يومين شاهدت لقاء للمخرج الكبير جلال الشرقاوي سأل أثناء اللقاء عن العشوائية في انتشار المباني والدور غير النظامية وسط القاهرة لما فيها من تشويه لجمالية العاصمة والحال ينطبق على بغداد الحبيبة ببناء منازل (متجاوزين ) بنيت بعد السقوط وبدأت تنتشر بشكل ٍ واسع ,وأصبحت واقع حال نتعامل معه وهذه البيوت المنتشرة تباع وتشترى وبأموال باهظة الثمن,كان جواب الشرقاوي رداً على سؤال المحاورة في قناة المصرية{ ليس مهماً أن تعيش العاصمة عشوائية البناء ...المهم أن لا يعيش المجتمع عشوائية الأفكار }نعم نحن نعيش العشوائية في الرؤى والأفكار والهدف ,عشوائية في القرارات الإستراتيجية المهمة التي اتخذت دون دراسة علمية وعملية دفعنا ثمنها دماء وأزهقت أرواح وكانت النتيجة أمهات ثكلى وأرامل وأطفال يتامى تعاني طعم المر والأسى ,عشوائية عدم تحديد سلوكنا وبأي جانب نقف مع الحق أم مع الباطل الذي رجحت كفته بسبب الساكتون عنه والمهادنون له ,عشوائية ضبابيته الهدف ومضينا لهدف آخر ليس له علاقة بأي موضوع وضياع جهود دون فائدة منها,عشوائية المفاهيم غير الصحيحة والمتدنية التي طفحت على الساحة وفرضت علينا كجزء مهم من تراثنا وثقافتنا وإقصاء تلك المفاهيم التي تعني باحترام الإنسان وتقديره لتحل محل القيم الأصيلة العالية ,عشوائية الخطاب الذي تحول من خطاب ينشد للمحبة والتسامح الى الكره والحقد والتسقيط المعنوي وحياكة الدسائس والمؤامرات ووضع الحجر بطريق الناجحين وأبعادهم عن الساحة لكي تخلوا منهم وتهيئتها للفاشلين والانتهازيين,عشوائية الابتعاد عن الطرح الموضوعي والمهني الذي تبنى عليه حقائق الأمور والقرائن لعشوائية الأكاذيب والتزييف والمستوى الهابط في مناقشة الأمور بدونية ,عشوائية ظهور بعض المنافقين وتسلمهم زمام سلطة جرأت من هب ودب في التجاوز على مقدرات الناس والتلاعب بحرماتهم ,عشوائية العمل بحجج واهية وتحت مسميات عديدة بإباحة السرقة من المال العام في وضح النهار دون خوف ووجل ,عشوائية اختيار فاشلين الذي لا يعرفون أي شيء وإعطائهم أماكن مهمة وحساسة في الحكومة وترك الناجحين القادرين على حل المشاكل والأزمات في مواقع غير مناسبة لا يستفاد منهم ,عشوائية إبعاد الدماء الجديدة التي تريد أن تعطي وتقدم ولكنها تحتاج لفرصة مناسبة تصنع من خلالها النجاح والاعتماد على دماء قديمة هرمة مليئة بعقد الماضي وبيروقراطية التفكير المعقد,عشوائية العمل بمبدأ الكذب والغش والنفاق واعتباره نهجاً وسلوكاً في عملنا دون انتقاد للعامل به بل وتشجيعه ودعمه ,عشوائية علو صوت الباطل على الحق وتسيده في مواقف متقدمه تتعلق بمصائر الناس وحوائجهم ,عشوائية احترام من ليس ؟احترام أمام المجتمع بحكم أما منصبه أو ماله والنفور من الفقير والضعيف والمستضعف ,عشوائية عدم تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين عند حدوث أي فشل يعرقل سير عملٍ ما ,عشوائية الازدواجية في شخصية الفرد والتنازل عن هويته بهوية جديدة ,عشوائية التنازل عن الحقوق والرضا بما هو أدنى منها ,عشوائية صناعة تاريخ مشرف لمن ليس له شرف وإظهاره للناس أنه صاحب أمجاد عريقة يتغنى بها وهو بعكس ذلك تماماً لأن السلطة والمال صنعته من خلال وعاظ الطغاة الذي يغيرون الحقائق وينسبون الفضائل والشمائل لطاغي مستبد حباً بالمال والدنيا التي قدمت لهم وهم غير مبالين بما يترتب عليه هذا الأثر من مفسدة بتلويث لأفكار المجتمع برؤى ومفاهيم غير أخلاقية لا تبنى عليها مستقبل أمة .
الكاتب : ثائرالربيعي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google