المعركة لاتنتهي في الموصل فالنصر فيها محسوم - الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي
المعركة لاتنتهي في الموصل فالنصر فيها محسوم


بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي - 23-10-2016
تعتبر معركة تحرير الموصل ملحمة ليس لكون عصابات داعش المجرمة قد اتخذت منها عاصمة لها فحسب بل ولكن لان كافة اطياف الشعب العراقي قد اشتركت فيها دون استثناء. وهذه الوحدة العراقية في تحرير مدينة الموصل يجب ان تستمر فيما بعد التحرير لانها مستهدفة وعليه يجب الحذر من مخططات الاعداء. هنا لابد للعراقيين على مختلف توجهاتهم الاثنية والمذهبية والعرقية ان يفهموا ويعوا جيداً ان الاعداء يستهدفون الجميع وان أي صراع داخلي لايستثني طرف حتى لو استخدم طرف ضد آخر فكلاهما غير مهم الا لمصالح العدو.

ان معركة تحرير الموصل اصبحت محسومة وان مركز مدينة الموصل اصبح ساقطاً من الناحية العسكرية وهو سيكون اسهل من معركة تحرير الفلوجة وذلك بسبب الخبرات التي اكتسبتها القوات العراقية المختلفة خلال السنتين الماضيتين. ولكن الاهم من تحرير الموصل هو تحرير الانسان العراقي من الافكار الظلامية التي نشأت خاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ثم تغلل عصابات الارهاب ليس عسكريا بل فكرياً مدعوماً بعمليات تستهدف الوحدة الوطنية.

المشكلة التي انجبت داعش ان لم يتم علاجها وتحرير الانسان منها فانها سوف تنجب ما هو اخطر من داعش كما فعلت على مر العصور. هذه المشكلة لاتكمن في الدين ولكن تستغل الدين لتحقيق اغراضها بل وتحقيق مصالح معادية للدين تستغلها منظمات ودول بشكل مباشر وغير مباشر. الدين جاء من اجل اسعاد الانسان وتحقيق كرامته وتحريره من العبودية ومنحه الحرية في الاختيار والتعبير والمنهج والعبادة. الفكر الذي افرز العصابات الارهابية ليس منهج طاريء ولا جديد بل هو تراكم لمناهج ليست من الدين و تفسيرات خاطئة بل ومنحرفة أستغفلت بها العقول والنفوس. ان الدين الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما جاء الا رحمة للعالمين وتحرير للانسان بينما دين الدواعش يجعل الانسان عبد ليس لله ولكن للدين المنحرف ولغيره من البشر. والدين هو مجموعة مباديء من خلالها يعبد الله وبهذه العبودية الخالصة لله يتم تحرير الانسان من عبودية غيره او عبودية المال او عبودية الدنيا او السلطة او غيرها … ان الله ارادا ان تكون مباديء الدين رحمة وليست نقمة بينما جعلتها عصابات الارهاب والفكر الذي انجبها نقمة تجبر الناس عليها وتذيقهم مر الهوان والتنكيل ان شذ عن منهجهم المريض احد.


المعركة الحقيقة لاتتوقف عند حدود الموصل بل يجب التخطيط لانقاذ الاجيال القادمة من الافكار الهدامة والظلامية وتحقيق التوافق الاجتماعي الذي اراده الله للبشر دون تعسف ولا اجبار ولاقيود غير ما يحقق كرامة الانسان وحرية اختياره …



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google