الخمر أم الحشيش أم الزنى؟ - علي بداي
الخمر أم الحشيش أم الزنى؟


بقلم: علي بداي - 24-10-2016
حين كنا مراهقين في سبعينيات القرن الماضي كان دربنا اليومي الى المدرسة محاطاً بالبارات والنوادي
وكنا نمر على محلات بيع المشروبات الكحولية بأنواعها، دون أن يخطر على بال أحد منا الجلوس مرة في ناد وشرب الخمر أو إقتناء قنينة بيرة. ببساطة لأن الخمر لم يكن في قائمة أهدافنا ولم يكن يتفق مع سعينا للتفوق الدراسي ولا يتسع له وقتنا المقسّم بدقة بين المدرسة وإنشغالاتنا بالبحث في مكتبات السراي والسعدون. كان ذلك قرارنا الشخصي المتخذ بقناعاتنا الكاملة .
كانت مدرستنا أقرب الى ساحة الميدان ، وكنا حين نجلس لفترات قصيرة في مقهى "الزهاوي" أو "البلدية" أو "الأعيان" لقراءة الصحف نلمح " نساء الميدان" يتخاطفن أمامنا ، لم تكن " دور البغاء" تشكل بالنسبة لنا سوى مادة نقاش إجتماعي، فيما إذا كان " المجتمع" مسؤولاً عن سلوك البغايا وسرقات السرّاق وجنوح الجانحين من الأحداث. لم نكن نصلي ولا نصوم ولكننا كنا نتحلى بصفات يفتقر اليها الكثيرون ممن يصومون ويصلون، من تجلياتها أن زميلاً لنا عرض على شلتنا ذات مرة حالة جارته الشابة التي فوجئت بسجن زوجها بتهمة كيدية وبقيت لاتعرف كيف تدبر أمور بيتها وصغارها. قررت مجموعتنا البدء بحملة فورية لجمع أكبر مايمكن جمعة من مال، فكان هناك من تبرع مباشرة في حين إشتغل الآخرون أيام عطلة الإسبوع مدفوعين بدافع الضمير الساهر ، لا إرشادات مسجد، ولا توجيهات حسينية، ولا فتوى مرجع ..الضمير فقط ..الضمير الذي لم يكن غافياً ولم يكن منشغلاً بشئ سوى أداء دور الحارس الأمين الرقيب على كل تصرف.
في زماننا الديني الشيعي هذا ، كتب لي مرة صديق نجفي عن واقعة حصلت في مدينة النجف حين ذهبت أرملة ذات أطفال الى دور الرعاية التي يسيطر عليها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فطلب منها المسؤول أولاً ممارسة المتعة ( وهو بغاء قسري مشرعن دينياً يستغل حاجة المعوزات أدخلته الأحزاب الدينية الشيعية ضمن أعرافها وسياحتها الدينية) وبعذاك سوف يعطيها حقها ورفضت المرأة ذلك لكونها شريفة و عادت بلا حقوق!!!"
لا أعرف بالضبط كيف يفكر قادة الأحزاب الدينية في العراق، ولا أدري إن كانوا قد قرأوا تأريخ هذه البلاد أم لا، لا أعرف إن كانوا يتوقعون يوماً يصحو فيه هذا الشعب المسلّح من شعر رأسه الى أصابع قدميه ولكن المعروف حتى لمن لم يدرس التأريخ أن العراق في كل مراحل تأريخه كان متنوعاً، لادينياً، فيه فرق المغنين والشعراء ودور اللهو والرقص وأماكن الشاربين الى جانب دور العبادة من المساجد والأديرة ودور العبادة الخاصة بالأديان الأخرى ، وعبر العصور كان المجتمع العراقي قادراً على إنتاج آلية الضبط الإجتماعي، والموازنة اللازمة بين الديني والدنيوي دون حاجة الى قوانين ردع وتدخل شرطة، كما لم تعرف المرأة العراقية تطرفاً في الملبس أو السلوك بما يناقض أعراف المجتمع في كل العصور.
ولأنني لا أدري بالضبط الى أي المحن سيوصلنا هؤلاء والى أي الحروب الأهلية سيقودوننا، أجد لزاماً علي أن أنصح "محمد الحسن" أن يجد له عملاً آخر غير هذه الصنعة المخزية ، ليتابع مثلاً هؤلاء الكفرة الذين يطاردون الأرامل لإجبارهن على الزنى أو مايسمونه المتعة فذلك عند الله أجدى لأن إجبار النساء على الزنى أبشع عند الله من شرب الخمر ، أو ليشرع قانوناً لمنع الحشيش الذي يخرب العقول والعوائل والمجتمعات ...الم يقرأ صاحبنا القرآن؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google