(داعش والمغول- وجهان لعملة واحدة ) - يوسف رشيد حسين الزهيري.
(داعش والمغول- وجهان لعملة واحدة )


بقلم: يوسف رشيد حسين الزهيري. - 25-10-2016
مع انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والتي تعد من أبرز الحواضر العربية عطاءً وزخارةً وحضوراً معرفياً وحضارياً وإرثاً تراثياً مغمساً بصفحات البطولة والفداء والمواقف التاريخية الكبرى . والتنوع القومي والديني والطوائف المتعددة التي عاشت على تلك الأرض منذ مئات السنوات تعايشا سلميا واجتماعيا،


ومع اقتراب تحرير مدينة الموصل العريقة من دنس التكفيرين . التتار الجدد من المجرمين والمرتزقة الذين عاثوا في الارض فسادا ،يتبادر في الأذهان حقيقة وجودهم وتجمعاتهم وطريقة هجرتهم من بلدانهم الى المناطق المضطربة لاحداث الفتن والاضطرابات الداخلية ، والتي يعتبرونها مناطق خصبة لتأسيس الخلايا والمستعمرات الإرهابية لتنفيذ مخططاتهم المشبوهة وتحقيق حلم دولتهم المزعومة ما تسمى دولة الخلافه، واستباحتهم الأرض والأوطان وما اشتملت من اعمال قتل واضطهاد وترويع ضد الطوائف والاقليات وهتك الاعراض وسبي النساء وهدم المعالم الحضارية والمكتبات التاريخية وتشويه القيم والمبادئ الاسلامية بمفاهيمهم ومعتقداتهم الخاطئة . وترويجها بين الناس . لقد استخدموا من الدين شعار كاذب وغطاء لتمرير اهدافهم المشبوهة مستخدمين الشعارات الجهادية كنظرية بقاءهم وفلسفتهم الدينية للتأثير على الناس البسطاء وخداعهم مستخدمين وسائل الاعلام والخطابات الطائفية والتحريضية وتجنيد الدعاة لخدمة اباطيلهم وزيفهم واكاذيبهم حول ادعاءاتهم الكاذبة في التضليل والتزييف وتزويغ الحقائق وبطييعة الحال فأن هذا التنظيم لا يختلف عن نظيره المغولي في التوجه والمعتقد والفكر والسلوك الهمجي العنيف والانطلاق التاريخي للمغول الذي اعتمد على استقطاب المتشددين من القبائل المغولية التي تعيش في الجبال وينخر بها الجهل والفقر واستمالتهم الى الحرب والقتال عن طريق ترسيخ مفهوم الهجرة في عقولهم من لتاسيس دولتهم وامبراطوريتهم بأستباحة اراضي الاخرين واراقة الدماء واستعباد الناس والاستيلاء على مقدراتهم . وثرواتهم وتهشيم حضارتهم. والمغول الذين منهُم التتار هم من سكنوا منطقة منغوليا شمال الصين، وهم من البدو، وهم تجمّع قبلي كانوا مشتتين في نزاعات بينهم وصراعات وقد كانَ المغول من أصلب المقاتلين وأكثرهم شراسة، وقد ساعدهم في ذلك الظروف الصعبة التي نشأوا فيها وأيضاً وعورة أراضيهم، فقد سكنوا الجبل و البراري المقفرة، وسكنوا مواطن الثلوج والأماكن المتجمدة وكانوا يأكلون كلّ شيء من الميتة والحيوانات ما هب ودب وكانوا يلبسون جلود الحيوانات، ويقاتلون بها نشراً للرعب في صُفوف أعدائهم. وتعرف أساليب المغول في القتال بأساليب إحداث الصدمة النفسية وإتّباع سياسة الأرض المحروقة، كما هي اساليب تنظيم داعش في طريقة عيشه ومناطق تدريبه وسياسته التي يستخدمها في اشاعة الرعب والخوف واحداث عامل الصدمة النفسية في طريقة القتل والاعدام والاساليب الاخرى التي يتقنها ويتفنن في اداءها سلوكيا بكل وحشية لاشاعة ثقافة الرعب والهلع في قلوب الناس في طرق واساليب شنيعة فاقت وحشية المغول وسلوكهم العدائي ضد شعوب العالم،. وطرق واساليب الارض المحروقة التي كان يتبعها المغول في أجتياحاتهم للمدن والقرى


لقد كانت المغول عبارة عن قبائل متفرقة وقد اجتمع شملهم على يد القائد المغولي االذي لم يرى التاريخ المغولي أصلب منه وهوَ جنكيز خان الذي وحد قبائل المغول ورسم لها اهدافها التوسعية ، وكما هو وجه المقارنة مع زعيم تنظيم القاعدة المعروف اسامة بن لادن الزعيم والمؤسس لاصل هذا التنظيم الارهابي المتطرف واعتماد افغانستان نقطة الانطلاق ونقطة الالتقاء للمهاجرين الارهابيين ولم شملهم على هدف وغاية واحدة ومن ثم تدريبهم وتسليحهم وارسالهم الى المناطق التي يجدوها مناسبة لاحداث الاضطرابات الداخلية والقيام بالاعمال الارهابية .التي ابتليت بها الامة العربية والاسلامية وبهذا التنظيم المتشدد الذي لا يراعي حقا او حرمة او يعترف بضمانات اخلاقية او دينية

ولعل من المصائب الكبرى تلك الهجمات ذات الطابع العنصري والطائفي الذي يهدد وحدة وامن المجتمعات وإن مِن أعظم ما أُصيبت به الأمة الإسلامية تأريخيا هو اجتماعَ جحافل المغول على مركز الخلافة الإسلامية العباسية في بغداد وتدميرها، بعد أن طافوا على بلاد الإسلام كالسيل الجارف، يسقطون الواحدة تلو الأخرى، يقتلون ويسفكون وينهبون، دون أن يجترئ أحدٌ مِن قادة المسلمين وجيوشهم على الوقوف في وجوههم أو التفكير في صدهم، بل ان بعضهم سلَّم حاضنة الأمة ومركز إشعاعها وحضارتها إلى المغول؛ بل وأعانهم خوفا مِن بطشهم وطغيانهم، حتى حل ما حل ببغداد من أهوال وفظائع وجرائم، ما زالت حية في ذاكرة التاريخ. كما هو الحال في مدينة الموصل وما حل بها على ايادي الزمرة التكفيرية ومن وقف معها وساندها من دول الجوار او من خونة الداخل وهيئوا كل الظروف الايديولوجية و السياسية والمادية لدخول المجاميع الارهابية المغولية الجديدة ، ذات البعد العنصري والقبلي والطائفي للدخول الى للعراق بلباس الدين والحماية والنصرة ، وهجمتها الشرسة على الانسان والحضارة والدين والمقدسات

وكان نتاج ذلك احتلال كل تلكم المحافظات بتنسيق وتعاون وتقديم تسهيلات لوجستية ومادية مع الخونة والمتأمرين الذين باعوا العراق وشعبه ، وبعد ان تمكنت تلك الزمرة الداعشية من بسط سيطرتها ونفوذها على تلك المناطق

حتى باتت تنفذ اعمالها الاجرامية التي يندى لها جبين الانسانية ، من جرائم انسانية وتاريخية كبرى في هدم التراث والحضارة والاثار وجرائم الإبادة الجماعية ،وجرائم الاغتصاب والقتل والتهجير وفرض سلطة القوة والابتزاز والبطش بالناس وانتهاك حرماتهم .وامتهان معتقداتهم
الذكي.

بقلم: الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google