ليس العراقيين كأي شعب، ولا العراق كاي بلد - عبد الصاحب الناصر
ليس العراقيين كأي شعب، ولا العراق كاي بلد
بقلم: عبد الصاحب الناصر - 28-10-2016 انا من الناس الذين يتحاشون التعميم بدون احصائيات معترف بها . و لست من الناس الذين تعمقت و تخمرت النوستالجيا في نفوسهم بعد هذه الغربة الطويلة عن الوطن فانا اتبع المنطق و استعمل العقل ..
لكني اعترف و اعتز بعراقيتي كأي انسان في العالم . لكون العراق بلد عزيز فهو مهد لاقدم الحضارات، علماً و تاريخاً و قوانين و زراعة و توسع حضاري ، لكن كل هذا التاريخ قد بات يخيف الكثيرين و يزيد من الحقد و الحسد و الكراهية على هذا البلد وشعبه كل هذا جعلني اكتب بفخر و اعتزاز و استشهد بما يقوله وما يكتبه اكثر العالم المنصف و المتحضر عن الشعب العراقي .
نشرت وكالة الانباء و الاخبار العالمية (Reuters) يوم الرابع و العشرين من الشهر الحالي مقال وزعته على كل مؤسسات الاعلام العالمية ، تحت عنوان:
العراقيون اكرم الناس للغرباء ، احصائية كونية .
و نشرت مع المقال صورة لسوق شعبي عراقي
Iraqis are world's most generous to strangers
global survey, By Matthew Ponsford
ترجمة بتصرف:
لندن (مؤسسة تومسون رويترز) -
على الرغم من أن البلد تمزقه الحرب الأرهابية ، العراق هو البلد الأكثر سخاء في العالم تجاه الغرباء المحتاجين، و وفقا لمؤشر عالمي جديد من العمل الخيري.
وذكر في الشهر السابق ، أن واحد وثمانين في المئة من العراقيين يلبون لمساعدة شخص لا يعرفونه في السابق. جاء هذا في استطلاع عالمي بتكليف من الجمعية الخيرية ، مؤسسة المعونة (CAF).
فمع كل الويلات و الانقلابات و الحصار و التعسف منذ مائة عام و مع كل الشر الذي يأتيه من دول الجوار و من غير الجوار ، من عرب و غير عرب، يبقى الشعب العراقي عزيزاً كريما حتى مع الغرباء .لانها الاصالة التي نمت في جيناته منذ اقدم الازمان . منذ ايام السومريين و الاكديين و البابليين و الاشوريين و الخليفة العلوي الرابع و من ثم العباسيين ،،، الخ.. حتى جاء هولاكو و الاتراك العثمانيون . فكان ظلام دام اكثر من خمسة قرون . كل هذا الوقت بقى الشعب العراقي من اكرم الشعوب .
و احب ان اذكر بكل فخر و اعتزاز ، ما وصلني من سيدة ذو مكانة اجتماعية عالية في بلدها ، كتبت تعتز و تتعجب و تهنئني كعراقي و تفتخر بمعرفتها لي :-
( Dear Sahib,
I found this article today and it made me think of you of course.
http://www.reuters.com/article/us-global-charity-index-idUSKCN12O2RX
What an intriguing and inspiring place your homeland is.
Wishing you happy days!
Love,
)Karolina
فاخذت استمع لفؤاد سالم ينشد السياب يوم نادى عراقه مغتربا ككل العراقيين، الامس و اليوم في الداخل و الخارج ، فقال :-
الشمس أجمل في بلادي من سواها .. والظلام
حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق
هذا البلد و هذا الشعب الذي اسس لحضارات يعتز بها العالم اليوم، و يذكرها التاريخ المنصف بكل فخر و امتننان . يتطاول اليوم على هذا البلد المعطاء كل الجرذان و الارذال و المعتوهون و البدو الأجلاف و اشباه الرجال .
بعد ان سار القائد الكساندر العظيم بجيوشه الجرارة ليحتل الشرق الاوسط و وصل الى اطراف الهند ، يومها ، قرر قادته ان يتقاعد و يترك لهم القيادة ، سئله اين تحب ان تسكن ، في اي مدينة او بلد ؟ . قال القائد العظيم . احب ان اسكن في مدينة "بابل "
و يضيف تقرير " الرويتر"
وعلى الرغم من كل المعاناة و عدم الاستقرار والعنف، بقى الشعب العراقي في المرتبة الاولى من حيث مساعدة الغرباء.
يقول السياب:
شوق يخض دمي إليه كأن كل دمي اشتهاء
جوع اليه كجوع كل دم الغريق الى الهواء
كان المرحوم السياب يوم ذاك في الكويت .و كأنما كتب على هذا الشعب ، كل الارهاب و الغربة و الحصار و التجاوز حتى نكران الجميل .
لكن العراق عراق باقي و سينهض بسواعد ابنائه الشباب ، هم اليوم يحاربون الدواعش و سيحاربون الجهل و الفقر غدا انشاء الله .
عد الصاحب الناصر
لندن في 28/10/2016