مشاعر الحياء و الخجل معدومة عند غالبية ساستنا المتنفذين - مهدي قاسم
مشاعر الحياء و الخجل معدومة عند غالبية ساستنا المتنفذين


بقلم: مهدي قاسم - 03-11-2016
مشاعر الحياء و الخجل معدومة عند غالبية ساستنا المتنفذين

منحنا الخالق الأعظم ثمة صفات و خصلات سامية و نبيلة بالفطرة و الغريزة ، إلا وهي مشاعر خجل و حياء ، و التي توجد في دواخلنا و تنشط ككوابح و موانع ، لتمنعنا من ارتكاب أعمال خسيسة و آثمة أو وضيعة ، من حيث كونها منافية للقيم الإنسانية و الأعراف الاجتماعية الأخلاقية ، ناهيك عن كبحنا و لجمنا في التجاوزات وارتكاب الظلم بحق الآخرين ، و في نفس الوقت تجعلنا هذه المشاعر السامية والراقية أن نزداد تمسكا بعزة أنفسنا و صون كرامتنا أمام المغريات المادية و المعنوية على حد سواء ، ليكون احترامنا لذاتنا من قبلناأكثر من قبل غيرنا ..
ولكن المثير أن غالبية الساسة المتنفذين حاليا في العراق ، يبدون و كأنهم يفتقرون إلى هذه الصفات والخصلات النبيلة والسامية من خجل و حياء و كأنها معدومة في دواخلهم القاحلة من حيث عدم الشعور بها قطعا ، وذلك في غمرة هوسهم و تكالبهم على اللصوصية و المناصب غيرالضرورية و المضرة للمال العام ..
فعلى سبيل المثال :
لنأخذ نواب رئيس الجمهورية الثلاثة الذين رجعوا لمزاولة " مناصبهم " العبثية وغير المجدية بالمرة ، على الرغم من علمهم بل ومعرفتهم الجيدة بأن غالبية الشارع العراقي يستهجن ذلك ، رافضا رفضا مطلقا و دائما و حتى الآن ، بل و سابقا أيضا ، و عبر مظاهرات و احتجاجات جماهيرية واسعة استمرت لشهور طويلة ..
غير إنهم لم يبالوا بذلك قطعا ..
و لا انتابهم أي شعور بالخجل أو الحياء ، من جراء الازدراء الشارع العراقي العريض لهم احتقارا و سخرية و تهكما ، و لا من كونهم قد تحولوا إلى مهازل مثيرة لنكات و ضحكات و إلى صور كاريكاتورية للهزء و السخرية !....
فهنا بالضبط نلتقي مع نماذج و عينات التي تتطرقنا إليها في بداية مقالنا ، ممن فقدوا تماما مشاعر الخجل والحياء ، وبقوا متشبثين بكراسي المناصب و السلطة بشكل لا يتقبله لا المنطق ولا العقل ، بل ولا حتى الواقعية السياسية المطلوبة ..
بينما مشاعر الخجل والحياء موجودة حتى عند المومسات و "القوادين " ، كبقايا من بقايا قليلة ، بحيث عندما ينادون على مومس ما بصوت عال و ملفت للانتباه و الأنظار :
ــ هيه أنتِ أيتها كذا !..
فربما تنزعج المومس شعورا منها ببقايا خجل و حياء ..
بينما هؤلاء الساسة لا يشعرون بذلك إطلاقا !..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google