المشروع السياسي الوطني في المنظور الديني والحزبي! - وليد كريم الناصري
المشروع السياسي الوطني في المنظور الديني والحزبي!


بقلم: وليد كريم الناصري - 03-11-2016
المشروع السياسي الوطني الحقيقي،غالباً ما يتكور في حيز محدود! يتبناه من يرى بنفسه الولاء للوطن، بعيداً عن التحزب لجهة، وأهم ما يتصف به حامل المشروع الوطني العقيدة، التي تنشأ من حيثيات الدين، الأمر الذي يفسر"إن المرجعية الدينية بمن ينتمي إليها، هي أقرب شيء للمشروع الوطني" فهي تمثل برلمان مؤسساتي، يعمل وفق أطر، ويستند الى عدة معطيات، ليخرج بنتيجة الحفاظ على حقوق الفرد.

بعض الأحزاب بحد ذاتها مشروع نفعي، تكرس عملها بما يحفظ وجودها في السلطة، وغالباً ما تجد فجوة بينها وبين المؤسسة الدينية، تحاول إخفاءها بالتقرب للمجتمع، عبر شعارات واهية خداعة، تحاكي البسطاء، وتسنزف عقولهم من التفكير، يُفعل مفهوم الحرية والديمقراطية عند تلك الأحزاب! ولكن عندما يُنتقد أحد أفرادها، تذوب تلك المفاهيم! ويحاسب الشخص متهماً بمادة "4 إرهاب"! أو سب الآلهة أو أنكر عبادة الرب!.

بينا أعلاه المشروع الوطني الحقيقي، المنطلق على أسس المرجعية الدينية، والمشروع السياسي بالصبغة الوطنية! و نصل الى حقيقة"المرجعية ترى وجودها في العملية السياسية، ينطلق من مفهوم المسؤولية والتكليف الشرعي، وهي غير مستعدة للمتجارة سياسياً" وهذا سبب غلق أبوابها بوجوه الساسة العراقيين، ولكن التساؤل الذي لابد أن نتاوله هنا بجدية تامة، هل جميع الأحزاب والمكونات لا تمتلك مشروع وطني قريب من المرجعية؟ وهل أغلقت ابوابها بوجه الجميع؟

المرجعية لا تنتظر دعوة من الحكومة، لتقويم العمل السياسي،هي تتدخل ضمن الواجب الشرعي، خصوصا إذا ما كانت الحكومة فاشلة، ولعل هذا واضحاً في خروج المئات من العلماء، لتغير الحكومات السابقة،كما حدث في ثورة العشرين، وخرج الشيعة تقودهم المرجعية لطرد الانكليز،المرجعية اليوم وإن أعلنت في خطبها العزوف سياسياً،إلا انها مستمرة ولغاية الأن، بتوجيه الرسائل لمن يريد الأخذ بها، خاصة وإنها لم تقطع علاقتها مع بعض السياسيين! ممن ترى ضرورة التواصل معهم لثقتها بهم، كالبرلماني السيد "عبد الهادي الحكيم".




إذا ما كنت الكتلة التي ينتمي اليها هذا النائب، من ضمن الكتل والمكونات التي لا ترغب بتواجدها المرجعية، لماذا لم ينسلخ عنها بعدما حضى بحضوة مرجعية؟ ولماذا لم تبحث المرجعية عن مثله في الكتل الأخرى؟ ألا يعطي دليل على مقبوليته وكتلته، مما أسقط شعار(شلع قلع – كلهم حرامية) وقد أشار السيد "حامد الخفاف" معتمد المرجعية، عندما طرح رؤى المرجعية مع بعثة قافلة"التقوى"بحديث متلفز قال فيه "المرجعية ترى أن تختار الكتلة ثلاثة وزراء لكل وزارة هي تحت إدارتها، ومهمة رئيس الوزراء تقديم الأصلح منهم.

كما وأكمل السيد "الخفاف" حديثه عن فساد حكومة الثمان سنوات، ودور المرجعية في أبعاد "رئيس الوزراء السابق" عن الولاية الثالثة، ونلمس هنا مؤشراً واضح على تبرير موقف المرجعية من تلك الحكومة، والعمل على إستبدالها، مما فتح الأفق لكتلة المواطن، أن تكون هي صاحبة المشروع الوطني، الذي تريده المرجعية عبر قناة التواصل مع النائب"عبد الهادي الحكيم"، خصوصا وأن هنالك تطابق رؤى واضح، بين خطب المرجعية، وكلمة الملتقى الثقافي لزعيم كتلة المواطن، ختاماً نخرج بنتيجة تقول: إن كتلة المواطن، ليس الكتلة الوحيدة، ولكنها الأقرب للمشروع الوطني من غيرها، لأنها لم تنفك عن المرجعية العالية مطلقاً..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google