بعد تحرير الموصل يجب التفكير الجدي و العملي بإقامة نظام الأقاليم - مهدي قاسم
بعد تحرير الموصل يجب التفكير الجدي و العملي بإقامة نظام الأقاليم


بقلم: مهدي قاسم - 05-11-2016
بعد تحرير الموصل يجب التفكير الجدي و العملي بإقامة نظام الأقاليم

لعلنا لا نقول أو نضيف شيئا جديدا إذا قلنا بأن داعش قد تنتهي ميدانيا ، وهي مسألة وقت فحسب ، و لكنها ستبقى كفكر و نهج وعوامل إرباك و إقلاق بل و مصادر قتل و إرهاب و أن كانت ستبرز بلبوس و مسميات جديدة ، مثلما هي نفسها ـــ أي عصابات داعش ــ قد خرجت من الرحم الجرثومي لتنظيم القاعدة الإرهابي بين ليلة و ضحاها ، و إن أنضمت إليها عشرات تنظيمات إرهابية مسلحة ، من نقشبندية عزة دورية بعثية ــ على ثورة عشرينية ضارية سلفية ، على الحماس التكفيرية و مجموعات ضباط و أجهزة مخابرات صدامية الخ و الخ ، و كلها بشكل و آخر ذات خلفيات بعثية من مخلفات النظام السابق ، و الذين سوف لن يرمون السلاح ولا يتخلون عن زرع المتفجرات بعد القضاء الميداني على عصابات داعش ، إنما ، سيتحولون مؤقتا إلى خلايا نائمة ، بانتظار الخروج و التحرك تحت عباءة تنظيم فاحش إرهابي جديد ، طبعا ، مع استمرارهم بالقيام بعمليات تفجيرات يومية في أنحاء مختلفة من بغداد و غيرها ، مثلما فعلوا ذلك و لا زالوا منذ سقوط نظامهم السابق و حتى الآن ؟...
بحيث لا يوجد أي حل عملي و واقعي للخلاص أو الخروج من هذه الورطة التاريخية إلا عبر إقامة نظام أقاليم أو مقاطعات مستقلة سياسيا و إداريا و أمنيا ــ ليحكمها حاكم من أهل المنطقة ذاتها ، سواء عن طريق انتخاب أو تعيين من قبلهم ، من حيث التمثيل المكوناتي و المذهبي أو القومي البحت ..
خاصة أن مشاعر " المظلوميات " المعتملة في قلوب الجميع ، وما صاحبتها من مشاعر كراهيات طائفية و بغض مذهبي و تجاذابات إقليمية ، فكل ذلك قد أحدّث شرخا عميقا و تصدعا شديدا في تلك القلوب المتشنجة ببغض طائفي مزمن ، لا زال ساريا كسموم كاسحة :
فمن جهة لا زالت التفجيرات في مناطق عديدة من بغداد قائمة و متواصلة و غالبية الشارع العراقي يعرف و يعلم من يقف خلفها ولماذا تحدث يوميا وتكرارا و تحديدا في نفس المناطق ، بينما من جهة آخرى تواصل قوات الحشد الشعبي " الشيعية " تقدمها في مناطق ومحافظات يعتبرهم غالبية أبناؤها " ميليشيات " دخيلة و معادية ومعتدية و تابعة لإيران ، و جاءت خصيصا لتغيير هوايتهم الوطنية والمذهبية و القومية !!..
إذن فنحن إزاء تخندق طائفي فظيع و تمزق نسيج اجتماعي و وطني مريع ، يجعلان المكوّنات العراقية ، يغني كل واحد منها على " مظلوميات " ليلاه ، محمّلا الآخر كل مصائبه و بلواه !!..
مع إن جميع المكوّنات العراقية قد عانى ــ سواء بهذا القدر أو ذاك ــ بسبب الأزمات السياسية والأمنية والخدمية و المعيشية الجارية في البلاد ، و إذا فرّقت الحسياسيات السياسية والطائفية فيما بينهم ، فقد يُفترض أن تجمعهم نفس المعاناة الموزعة فيما بينهم بنفس " الحصص " المتساوية !..
إذ فقد أصبحت عملية القتل والمجازر و التفجيرات مع سقوط الملايين من الضحايا القتلى من حصة الشيعة ..
بينما عمليات التهجير والنزوح المليونية المأساوية والمزرية من نصيب السنة والمسيحيين و الأيزيديين ..
ولكن يبدو أن حصص " المعاناة " المتساوية بين جميع المكوّنات العراقية لم تتحول إلى أرضية أو خيمة لتجمعهم كأبناء وطن واحد عانوا نفس المعاناة الفظيعة ولا زالوا ، بقدر ما فرقتهم بكل عنف و تطرف ، ليصبحوا منكمشين ومقوقعين تحت خيمة اصطفافهم الطائفي الضيقة ..
فليكن ...
ولكن ليس إلى الأبد ..
فمن هنا ضرورة إقامة نظام الأقاليم ، ليستقر كل مكوّن في أقاليمه بعيدا عن المكوّن الآخر الذي يتحسس منه و يرتاب و الذي يكرهه و يبغضه ، أكثر من بغضه لعزرائيل !! ..
أما الاستمرار و البقاء في التشدق المنافق أو المضلل بآضاليل من قبيل : بأن العراقيين جميعا أخوة أحبة و أبناء وطن واحد ، بحيث نموت حبا وعشقا وتولعا من أجل بعضنا للبعض الاخر ، فأن كلاما تخديريا جميلا من هذا القبيل سوف يطيل عمر الأزمات والمشاكل مع زيادة المعاناة وسقوط الآف آخر من ضحايا أبرياء ، ولكن بدون أي معنى أو جدوى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google