إيران ورطة شيعة العراق في حرب إستنزاف مدمر - خضير طاهر
إيران ورطة شيعة العراق في حرب إستنزاف مدمر


بقلم: خضير طاهر - 05-11-2016
صدق أو لاتصدق ان خطر إيران على شيعة العراق أكبر من خطر نظام صدام حسين ، وتنظيم داعش والسعودية .

يعيش شيعة العراق في خطر وجودي الآن يهدد كيانهم وثرواتهم .. فبعد ان كان الشيعة يمارسون دور الدفاع عن النفس فقط ، ورطتهم إيران وجعلتهم يقومون بأدوار هجومية خارج مدنهم سرعان ماستتحول الى حرب إستنزاف بشري ومالي مدمر للشيعة لاطاقة لهم فيها ، ومع عدو يحظى بدعم خليجي وعربي ودولي سني .


حولت إيران الكيان الشيعي العراقي الآن الى ما يشبه ( عسكرة المجتمع ) إذ أسست عدة ميليشيات مسلحة إستقطبت آلاف الشباب الشيعي ، مما ينذر بحدوث أزمة إفراغ للأيدي العاملة في المدن الشيعية مستقبلا وتعطيل عملية الإعمار والبناء وتسيير شؤون الحياة ، زائدا الإستنزاف البشري حيث ان الحرب تلتهم كل يوم المزيد من الشباب وهذا سوف يؤدي الى تناقص أعداد الشيعة الذين هم أصلا لديهم مشكلة هجرة أكثر من مليوني شيعي خارج العراق .


المشكلة ان الصراع المسلح مع السنة سوف لن ينتهي ، بل سيتصاعد ، وان موازين القوى ليست في صالح الشيعة ، فالسنة لديهم دعم بالبشر والأموال والفتاوى التكفيرية من السعودية وبقية دول الخليج والدول العربية والعالمية السنية ، وهذا الدعم مع الزمن سيقلب الطاولة على الشيعة ويكبدهم المزيد من الخسائر في الأرواح والمال وسيؤدي الى تدمير الكيان الشيعي ويعيد مأساة سيطرة وإستعباد السنة لهم ، بينما ستتخلى عنهم إيران وتهرب اذا ما شعرت بعدم وجود مصلحة لها وان شيعة العراق ورقة خاسرة أو عند اول صفقة سياسية تعقدها مع السعودية !


إيران حاليا تتعامل مع شيعة العراق كأداة رخيصة تحركهم حسب الحاجة والمصلحة وتستخدمهم في حروبها ضد السعودية وغيرها ، ولعل إطلاق حوالي 1500 داعشي من سجن ابو غريب بالتواطؤ بين رئيس الوزراء المالكي وإيران ، وتمهيد الطريق لسقوط الموصل والرمادي بيد داعش .. كان أحد فصول المؤامرة الإيرانية على الشيعة لإشعارهم بالخوف والضعف وإجبارهم على طلب الحماية العلنية من إيران وتسليم كافة شؤونهم بيدها وعدم الإعتراض على إبتلاعها العراق وثرواته .

الحل الواقعي للشيعة والسنة هو في إقامة الفيدرالية ، فالشيعة بدلا من تورطهم في قتال دائم ضد السنة ، من الأفضل لهم التحصن في مدنهم بجيش دفاعي يحافظ على كيانهم ويصد العدوان ، وأيضا السنة ليس لديهم خيار غير إقامة الفيدرالية وحكم أنفسهم والتخلص من عقدة ( حكم الشيعة الروافض المجوس لهم ) فالسني يحتقر الشيعي ولايمكن ان يتعايش معه سياسيا ، والشيعي لايثق مطلقا بالسني صاحب التاريخ الأسود بالغدر والإنقلابات ... لكن تظل المشكلة إيران التي ترفض الفيدرالية وتريد الهيمنة على العراق كله وربطه بسوريا ولبنان ومنع تواجد النفوذ السعودي فيه .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google