إطلالة مختصرة بمناسبة ذكرى شهادة السبط الأكبر إمام الهدى الحسن المجتبى {عليه السلام} - محمد الكوفي الحداد العبودي
إطلالة مختصرة بمناسبة ذكرى شهادة السبط الأكبر إمام الهدى الحسن المجتبى {عليه السلام}


بقلم: محمد الكوفي الحداد العبودي - 07-11-2016
بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {170} ألعمران،

* * * * * * « 1 » * * * * * *

الحلقة الأولى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن یَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَیْهِ فَلَن یَضُرَّ اللّهَ شَیْئًا وَسَیَجْزِی اللّهُ الشَّاكِرِینَ. آل عمران أيه۱۴۴

* * * * * * * * * * * *

مقال خاص: إلى الإخوة الأعزاء في موقـــــــع صوت العراق اشكر الإخوة العاملين والمسئولين الأعزاء المحترمين في هذا الموقع، كما اشكر بدوري جهودكم الجبارة المتواصلة معنا في كافة المناسبات الإسلامية وغيرها.

تقرير خبري : محمد الكوفي الحداد العبودي- أبو جاسم.

* * * * * * * * * * * *

نتقدم إلى مقام صاحب العصر والزمان سيدنا ومولانا الامام الحجة المهدي محمد ابن الحسن {أرواحنا لتراب مقدمه الفداء}. والى علمائنا الإعلام وقادتنا الكرام والى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأحر التعازي في ذكرى شهادة سيدنا ومولانا الإمام والخليفة المفترض الطاعه الحق بعد النبي { صلى الله عليه {. الامام الثاني المفترض الطاعة الحسن ابن علي {عليه السلام{، وجدير بنا إن نستلهم في ذكراه العبر وان نسلك المسلك المشرف الذي سلكه إلى ربه تعالى, واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين،ِ

* * * * * * « 2 » * * * * * *

السلام على الامام الحسن المجتبى أبا محمد المسموم والمظلوم في حياته وبعد مماته.

نعزي مقام صاحب العصر والزمان والمراجع العظام بمناسبة استشهاد كريم أهل العباء الامام الحسن {علية السلام}، تاريخ شهادته {عليه السلام}. ومكانها: 7 صفر 50 هـ، وقيل: 28 صفر، المدينة المنوّرة. سبب شهادته {عليه السلام}: قُتل مسموماً {عليه السلام}، مسموماً على يد زوجته جعده بنت الأشعث الكندي بأمر من معاوية،

عظم الله لكم الأجر. نسألكم الدعاء السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ. الْمُفْلِحُونَ.{157}. فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ

وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {158}.

* * * * * * « 3 » * * * * * *

{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور }: التفسير:23 - ذلك الفضل الكبير هو الذي يُبشِّر الله به عباده المؤمنين الطائعين، قل - أيها الرسول-:لا أطلب منكم على تبليغا لرسالة أجرًا إلا أن تحبوا الله ورسوله وآل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين،{إن المودة في القربى} في تقربكم إليه - سبحانه - يقول جلال الدين السيوطي في تاريخه : كان الامام الحسن بن علي عليه {ع}, ذو ميزات أخلاقية و فضائل إنسانية جمة . كان سيداً جليلاً

وقور, صبوراً, سديداً, كريماً, رحيماً, و حبيباً في قلوب الناس {3}.

* * * * * * « 4 » * * * * * *

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد{ص}. وصلوات الله وسلامه على أل بيت المصطفى ورحمة لله وبركاته, عْظَمَ اللهُ أجورنا و أجوركم بِمُصابِنا بالإمام الْحُسنِ {عَلَيْهَ السَّلامُ}. وَجَعَلْنا وإياكم مِنَ الطّالِبينَ بثأره مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المهدي مِنْ آلِ مُحَمَّد {عَلَيْهِمُ السَّلامُ{،السَّلامُ عليكــم}، ورحمـة الله وبركاته ، اللهم صلِّ على محمد وال محمد وعجل فرجهم..،

* * * * * * « 5 » * * * * * *

نتقدم إلى مقام صاحب العصر والزمان سيدنا ومولانا الامام الحجة المهدي محمد ابن الحسن {أرواحنا لتراب مقدمه الفداء}. والى علمائنا الإعلام وقادتنا الكرام والى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأحر التعازي في ذكرى شهادة سيدنا ومولانا الخليفة الحق بعد النبي { صلى الله عليه{. الامام الثاني المفترض الطاعة الحسن ابن علي {عليه السلام{، وجدير بنا إن نستلهم في ذكراه العبر وان نسلك المسلك المشرف الذي سلكه إلى ربه تعالى, واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين،

* * * * * * « 6 » * * * * * *

حــــب النـــبي لبنيه الحسنين: {عَلَيْهَ السَّلامُ}:

ما نقل عن لسان النبي الكريم محمد؛{ص}. بالنسبة للإمامين الحسن والحسين.{ع}.

«اَلْحَسَنُ و اَلْحُسَینُ سِیدا شَبابِ أهل الْجَنَّةِ»{1}. و «ريحانتاي مِنْ هذِهِ الأمة»{2}. و «هذانِ اِبْناىَ وَاِبْنا اِبْنَتىَّ، اَللَّهُمَّ اِنّكَ تَعْلم أنى اُحِبّهُهُما فَأحِبَّهُما»{3}.

قال مكان أخر:

مَنْ أحب الْحَسَنَ وَ الحُسَینَ أحَبَبتُهُ وَمَنْ أحببته أحبه اللّهُ، وَمَنْ أحبه اللَّهُ اَدْخَلَهُ الْجَنّةَ، وَمَنْ اَبْغَضَهُما أبغضته وَمَنْ أبغضته اَبْغَضَهُ اللَّهُ وَمَن أبْغَضَهُ اللّهُ اَدْخَلَهُ النار.{4}.

قال كذالك في حق إمام حسن {ع}.«حَسَنٌ مِنّی وانأ مِنْهُ أحب اللّهُ مَنْ أحبه».{2}. حب النبي {ص}. للحسن والحسين {عليهما السلام}. قال المفيد في الإرشاد : كانا حبيبي رسول الله{ص}. بين جميع أهله وروى الترمذي في صحيفة بسنده عن انس بن مالك : سئل رسول الله {ص}. أي أهل بيتك أحب عليك قال الحسن والحسين وكان يقول لفاطمة {عَلَيْهَ السَّلامُ}. أدعي لي الحسنين فيشمهما ويضمهما إليه.

قال رسول الله { صلى الله علیه وآله}، الحسن والحسين إمامان إن قاما أو قعدا.

عن عبد الله قال: {{كان النبي{ص} إذا صلّى وثب الحسن والحسين على ظهره فاذا أراد إن يجلس قال بيده هكذا على ظهره حتّى لايقعان .}} ْ{1}

ومما يروي عنه إن الرسول الكريم { صلى الله عليه وآله وسلم}، كان يُدلع لسانه للحسن{ يخرجه } فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهشي إليه { أي يسر وتنبسط أساريره } ، وقد بذل الرسول الكريم {صلى الله عليه وآله وسلم }، الشيء الكثير من العناية والرعاية لأولاده . ومن محبة النبي {صلى الله عليه وآله وسلم }، للحسن : عن أبي زهير بن الأرقم رجل من الازد قال : سمعت رسول الله { صلى الله وسلم}، يقول للحسن بن علي : من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ولو لا عزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ما حدثتكم . أخرجه احمد {1} .

يروي العلامة ألمجلسي فيقول : عن انس و عبد الله بن شيبه:{نقلا عن أبويهما{ انّه دعي النّبىّ إلى صلاه و الحسن متعلّق به فوضعه النّبىّ{ص} في مقابل جنبه و صلى ، فلمّا سجد أطال السّجود، فرفعت راسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول اللّه {ص} فلمّا سلّم قال له القوم يا رسول اللّه لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تجسدها كانّما يوحى إليك فقال {عليه السلام}: لم يوح إلى و لكن ابني كان على كتفي فكرهت أن اعجله حتّى نزل .}}{3} .

وروي عن إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه عن جدته زينب بنت أبي رافع وشبيبة بن أبي الرافع عمن حدثه قالت : أتت فاطمة {عليها السلام}. بابنيها الحسن والحسين {عليهما السلام}. إلى رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم}. في شكواه التي توفى فيها ، فقالت : يا رسول الله هذان ابناك فوّرثهما شيئاً ، فقال : إما الحسن فان له هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين فان له وجودي وشجاعتي . وكان الحسن بن علي {عليه السلام}. وصي أبيه أمير المؤمنين {عليه السلام}. على أهله وولده وأصحابه، ووصاه بالنظر في وقوفه وصدقاته، وكتب إليه عهداً مشهوراً ووصيته ظاهرة في معالم الدين.

* * * * * * « 7 » * * * * * *

أسمــــــــــــــــه: {عليه السلام}: اسمه الشريف في التوراة {شبّر} لأن شبّر في اللغة العبرية بمعنى الحسن، وكان اسم أكبر ولد هارون النبي أيضا شبّر... سماه به رسولا الله صلى الله علية وآله, هوا لإمام الهمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب}. وثمرة فؤاد على المرتضى أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين {ع}. هو السبط الأول لرسول الله محمد المصطفى وقرة عينه {ص}. والإمام الثاني من أئمة أهل الهدى من آهل البيت, ورابع أصحاب الكساء, أبو محمد الحسن ابن علي المجتبى {عليه السلام}. سيد شباب أهل الجنة كأخيه الحسين {ع}. ريحانة النبي في هذه الأمة وحجته الكبرى وآيته العظمى ، وأحدى الريحانتين ، وأكبر السبطين ،, ثم شهيد كربلاء الأمام الحسين ابن علي {عليه السلام} ، وأحد ذوي القربى الذين يجب مودتهم بنص القرآن ، وأحد الأشخاص الذين نزلت فيهم سورة هل أتى .

فمن عصر الأمام علي {عليه السلام}. وليد الكعبة و شهيد المحراب بداء الصراع بين الحق والباطل فستمر إلى عصر الأمام أبو محمد الحسن ابن علي {عليه السلام}. وذلك لان طرفي هذا الصراع في الدرجة الأولى هما مبدأ الحق ومبدأ الباطل،

لذا استشـهد الأمام الحسن {عليه السلام}. إلى يد معاوية ابن أبي سفيان كما قتلوا أبوه الأمام علي{عليه السلام}. وكان استشهاده من اجل تثبيت قواعد الدين الإسلامي ، و بقاء ِرسالة جده وأبيه لذالك طلب الهدنة من معاوية لحقن دمـاء المسلمين وكبت دابر الفتنه والقضاء على شرارة التفرقة بين الأخوة من الضياع}.

* * * * * * « 8 » * * * * * *

اسمـــــــه ونســـــبه: {عليه السلام}: الإمام أبو محمد الحسن بن علي{ عليه السلام}. هو ثاني أئمة أهل البيت ألأطهار و أول السبطين سيد شباب أهل الجنة وريحانة المصطفى النبي في هذه الأمة، وأحد الخمسة أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. العابد الزاهد الناصح الأمين. جده رسول الإسلام محمد بن عبد الله {ص}. من ابنته فاطمة الزهراء هو الحسن ولدها فلذة كبدها{عليها السلام}.

* * * * * * « 9 » * * * * * *

أبــــــــــــــــــــــــوه:{عليه السلام}:

أبوه: {عليه السلام}. قال الحافظ ابن عساكر: هو الإمام أبو محمد الحسن الزكي الهاشمي، وأبوه هو أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب بن عبدا لمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهم يسع بن أشعب بن أيمن بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم:{عليه السلام}. وهو سيد شباب الجنة.

* * * * * * « 10 » * * * * * *

أمـــــــــــــــــــــــــه:{عليه السلام}:

أمه سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين والبتول المعصومة والمظلومة حقها أم أبيها أم الحسنين بضعة المصطفى فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة عليهم أفضل الصلاة والسلام الطاهرة المطهرة أم الأئمة الأطهار المعصومين فاطمة الزهراء :{عليها السلام}. بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام.{ص}. أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية عند الشيعة بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين، والسنة الخامسة قبل البعثة النبوية عند أهل السنة في مكة المكرمة, والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عاماً. زوجها سيدنا علي بن أبي طالب{عليها السلام}. أولادها, الحسن ,الحسين ,المحسن , بناتها , زينب بنت علي, أم كلثوم بنت علي.

* * * * * * « 11 » * * * * * *

ولادتـــــــــــــــــــه:{عليه السلام}:

ذكرى ولادة الامام الحسن {عليه السلام}. وُلِدَ {ع}. في المدينة المنورة، كان مولد سبط الرسول الأول في منتصف شهر الخير رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة، الرواية الثانية. الولادة:

في السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة ، وفي سنة بدر الكبرى ، فجر الثلاثاء الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ،

فأقر الله عيون والديه ، فشب هذا الوليد ودرج في حجور طهرت وطابت ، فكان زهرة هذا المنزل وبدر سمائه . وكان شبيهاً بجده رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله وسلم }، ذكرى ولادة كريم أهل البيت الامام الحسن المجتبى {عليه السلام}. انه أول ثمرة العقد المبارك بين الامام علي {عليه السلام}. و بنت الرسول {صلى الله عليه وآله وسلم }، الجليلة . فتح عينيه في منتصف شهر رمضان السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة سنة ثلاث أو اثنان من الهجرة. وجاءت به أمه الزهراء إلي أبيها رسول الله, فسماه حسناً وهو أول من سمي بهذا الاسم. {1}.

و أجريت مراسيم تسمية الطفل و سائر السنن و الآداب الإسلامية المتعلقة بالطفل على يد النبي الكريم, الذي اختار له اسم الحسن, و الذي يبدو انه لم يكن مشتهراً بين الأقوام العربية إلى ذلك الحين1.

سيرته مع جده النبي سبط النّبيّ، وأوّل ولد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة,

أصح ما قيل في ولادته:{عليه السلام{. أنه ولد بالمدينة في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك}. سنة ثلاث أوثنين من الهجرة وكان والده علي بن أبى طالب {عليه السلام}. قد بني بفاطمة {عليها السلام}. في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة وكان الحسن {عليه السلام}.هو أول أولادهما وروى ألدولابي في كتابه المسمى كتاب الذرية الطاهرة قال تزوج علي فاطمة {عليهما السلام}، فولدت له حسنا بعد أحد بسنتين وكان بين وقعة أحد وبين مقدم النبي محمد {ص}. المدينة سنتان وستة أشهر ونصف فولادته لأربع سنين وستة أشهر ونصف من التاريخ وبين أحد وبدر سنة ونصف. و هو الإمام الثاني لأئمة أهل البيت {عليه السلام}. بمولد سبطه الحسن {عليه السلام} عم الفرح والسرور البشرى في بيت فاطمة الزهراء وشخص الرسول محمد {صلى الله عليه وآله}. أيضا وذألك بولادة سبطه الأول. فأقبل إلى بيت الزهراء{عليه السلام}. مهنئاً بنته فحمل الوليد المبارك على يديه وقبله وضمه إلى صدره ثم أذن في آذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم التفت إلى عليّ {عليه السلام}. قائلاً: أي شيء سميت ابني؟ قال{علي عليه السلام} ما كنت لأسبقك بذلك.. فقال: ولا أنا سابق ربي. فنزل الوحي على رسول الله {صلى الله عليه وآله}. يبلغه بان الله سبحانه قد سمي الوليد المبارك {حسنا{ من قبل الله وأيضاٌ لم يكن أحد من قبل يحمل هذا الاسم وأيضاٌ أسم الأمام الحسن على أسم ابن نبي الله هارون . أللذي كان اسمه شبر. عَنْ الامام عَلِيٍّ {عليه السلام}. قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حَسَنٌ ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ ، قَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا أسميتموه ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ ، فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ ، جَاءَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وآله وسلم }، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا أسميتموه ؟ قُلْتُ : حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ ، ثُمَّ قَالَ : سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ : شَبَّرُ ، وَشَبِيرُ ، وَمُشَبِّرُ. أخرجه أحمد 1/98 {769} و\"البُخَارِي\" ، في \"الأدب المفرد\"82.

* * * * * * « 12 » * * * * * *

تربيته وتغذيته بمبادئ الإسلام،:{عليه السلام}:

فكان يحضر مجلس جده {صلى الله عليه وآله}. وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي إلى أمه فيلقي ما حفظه, وقد عاش الأحداث الهامة التي مرت على المسلمين حتى وفاة جده { صلى الله عليه وآله }. وكان خير عون لأبيه في إدارة شؤون المسلمين عند ما تولى الخلافة، وأوقف الفتنة من خلال صلحه مع معاوية بن أبي سفيان الذي عمد إلى هدم معالم الدين ألإسلامي،وبذالك عاش مع جده سبع سنين وأشهرا وقيل ثمان سنين ومع أبيه ثلاثين سنة وبعده تسع سنين وقالوا عشر سنين وظل مظلوما ومات مسموما وقبض بالمدينة وكان عمره الشريف سبعة وأربعون سنة وأشهر وقيل ثمان وأربعون.

* * * * * * « 13 » * * * * * *

كـنـيـتـه وألـقــابـــــه:{عليه السلام}:

ألقابـــــــــــــــــــــه: {عليه السلام}: ومن ألقابه السيد ، السبط ، الأمير، الحجة ، البر، التقي، الأثير، الزكي ، المجتبى ، الأول ، الزاهد ، وسماه الله تعالى الحسن وسماه في التوراة شبراً: والأمين ، والحجة ، والأثير ، والتقي ، وكريم أهل البيت ، والسيد ، والطيب ، وغيرها .

وله ألقاب كثيرة ، أشهر ألقابه : المجتبى ، الزكي ، الناصح ، الولي ،السبط الأول، والسبط الأكبر ، سيد شباب أهل الجنة ، السيد وكان من ألقابه "زكي أهل البيت" ، و"كريمه". والسبط. والأمين. والنقي.

وسماه الله تعالى الحسن وسماه في التوراة شبراً.

* * * * * * « 14 » * * * * * *

كنيــــــــــــــــــــته: {عليه السلام}:

كنيته: أبو محمد أبوه علي وأبو القاسم. كناه بها رسول الله {صلى الله عليه وآله}.

* * * * * * * * * * * *

روایة عن سلیم بن قیس الهلالي انه قال:

شَهِدْتُ اَمیرَالمُؤمِنینَ{عَلَيْهَ السَّلامُ}. حینَ أوصى‏ إلى‏ اِبْنِهِ الْحَسَن وَاَشْهَدَ عَلى‏ وَصیتِهِ الْحُسَینَ وَمُحَمّداً وَجَمیعَ وُلْدِهِ ورُؤَساءَ شیعَتِهِ وأهل بَیتِهِ. ثُمَّ دَفَعَ إليه الْكِتابَ وَالسَّلاحَ وَقالَ لَهُ: یا بُنىّ أمَرَنی رَسُولُ اللّه {ص}. أن أوصى‏ إليك وَاَدْفَعُ إليك كُتُبى وَسَلاحی كَما أوصى‏ إلى وَدَفَعَ اِلىّ كُتُبَهُ وَسَلاحَهُ، وَاَمرنی أن آمُرَكَ اِذا حَضَرَكَ الْمَوْتَ أنْ تَدْفَعَها إلى‏ أخيك الَحُسَینَ.{6}.

* * * * * * « 15 » * * * * * *

إمــــــــامـــــــــــــته: {عليه السلام}:

إمامتــه وخلافته:{عليه السلام}.

لقد تولى الامام الحسن {عليه السلام}. منصب الخلافة والإمامة في صبيحة اليوم الأول الذي دفن فيه والده أمير المؤمنين علي، {عليه السلام}. وبعد إنزال حكم القتل طبقاً لإمر الله في قاتله ابن ملجم ألمرادي، وقد خطب الامام الحسن {عليه السلام}. في ذلك اليوم خطبة في رثاء أبيه أبكت الناس جميعاً وانتهت ببيعتهم، وبمجرد توليه بادر الامام إلى إكمال نهج أبيه في إصلاح أمر الإسلام،

مدة إمامة ومقام الامام الحسن {عليه السلام}. وكان مقامه مع جده سبع سنين ومع أبيه بعد جده ثلاثين سنة وبعد أبيه أيام إمامته عشر سنين. وعمره سبعة وأربعون عاماً. وكان. وقال الحسن {عليه السلام}. لما حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب {عليه السلام}. أخو محمد رسول الله {صلى الله عليه وآله}. وابن عمه وصاحبه وأول وصيتي أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه وارتضاه بخيرته وأن الله باعث من في القبور وسائل الناس عن أعمالهم عالم بما في الصدور ثم إني أوصيك يا حسن وكفى بك وصياً بما وصاني به رسول الله{صلى الله عليه وآله}. فإذا كان يا بني فالزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا أكبر همك...الخ، ولما قبض {عليه السلام}. خطب الناس الحسن بن علي {عليه السلام}. وذكر حقه فبايعه أصحاب وأن محمداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه وارتضاه بخيرته وأن الله باعث من في القبور وسائل الناس عن أعمالهم عالم بما في الصدور ثم إني أوصيك يا حسن وكفى بك وصياً بما وصاني به رسول الله {صلى الله عليه وآله}. فإذا كان يا بني فالزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا أكبر همك...الخ، ولما قبض عليه السلام خطب الناس الحسن بن علي {عليه السلام}. وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه {عليهم السلام}. وكانت خلافته عشر سنين. لازم أباه أمير المؤمنين {عليه السلام}. طيلة حياته،

* * * * * * « 16 » * * * * * *

شخصية لإمام الحسن:{ عليه السلام{...

عاصر الامام الحسن {عليه السلام}. جده رسول الله {صلى الله عليه واله وسلم}. وأمه السيدة فاطمة الزهراء { عليها السلام}. حدود سبع سنوات فاخذ عنهما الكثير من

الخصال الحميدة والتربية ألصالحه ثم أكمل مسيرة حياته إلى جنب أبيه علي {عليه السلام}. فصقلت شخصيته وبرزت مواهبه فكان نموذجا رائعا للشاب المؤمن واستقرت محبته في قلوب المسلمين.

ومما امتازت به شخصية الامام الحسن{عليه السلام}. مهابته الشديدة التي ورثها عن جده المصطفى فكان إذا جلس أمام بيته انقطع الطريق وامتنع الناس عن المرور إجلالا له مما يضطره إلى الدخول ليعود الناس إلى حالهم السابق.

* * * * * * « 17 » * * * * * *

أوصـــــافـــــــــه :{عليه السلام}:

كان{عليه السلام}. أشبه جده {ص}. ولم يكن احد في زمانه أشبه بالنبي {ص}. منه ، وكان وجهه أبيض مُشربّاً بالحمرة ، أدعج العينين {أي سوادهما مع سعتهما } ، سهل الخدين { بمعنى ملاستهما وعدم حلزونتها } ، رقيق الوجه ، كث اللحية ، ذا وفرة كأن عنقه أبريق فضة ، ليس بالطويل ولا القصير ، عظيم الكراريس { وهما عظمان التقيا في المفصل ، بعيدٌ ما بين المنكبين}.

وكان {عليه السلام}. مليحاً ، حسن البدن ، جعد الشعر ، يختضب بالسواد .

* * * * * * « 18 » * * * * * *

حلــــــــــم الحســـــن: {عليه السلام}:

رأى شامي الحسن {عليه السلام} فجعل يلعنه والحسن لا يردّ. فلما فرغ أقبل الحسن {عليه السلام}. فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريباً، ولعلك شبّهت؛ فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.

فلما سمع الرجل كلامه، بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك ابغض خلق الله إليّ والآن أنت وأبوك أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه، وكانضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبتهم.

* * * * * * « 19 » * * * * * *

الكـــرم والعظاءعند الامام الحســن: {عليه السلام}:

خرج الامام الحسن والحسين وعبدا لله بن جعفر {عليهم السلام}. حجاجاً، فجاعوا وعطشوا في الطريق، فمروا بعجوز في خباء لها، فقالوا: هل من شراب؟ فقالت: نعم هذه شاة احلبوها، واشربوا لبنها، ففعلوا ذلك.

ثم قالوا لها: هل من طعام؟

فقالت: لا، إلا هذه الشاة، فليذبحها أحدكم حتى أهيئ لكم شيئاً تأكلون.

فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ثم هيأت لهم طعاماً، فأكلوا، فلما ارتحلوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين، فألمّي بنا فإنا صانعون إليك خيراً، ثم ارتحلوا. وأقبل زوجها وأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل، وقال: ويحك تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين: نفر من قريش.

ثم بعد مدّة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة، فدخلاها، فمرّت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن {عليه السلام}.على باب داره فسلمت عليه، فعرفها الامام {عليهم السلام}. وأمر أن يشترى لها ألف شاة وتعطى ألف دينار وأرسل معها غلامه إلى أخيه الحسين{عليهم السلام}.فقال: بكم وصلك أخي الحسن. {عليه السلام}.

فقالت: بألف شاة وألف دينار.

فأمر لها بمثل ذلك. ثم بعث بها مع غلامه إلى عبدا لله بن جعفر {عليه السلام}. فقال: بكم وصلك الحسن والحسين {عليهما السلام}.؟ فقالت: بألفي دينار وألفي شاة، فأمر لها عبد الله بن جعفر بمثل ذلك، فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك!!!

سمع رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.

وحيّت جارية للحسن بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال أدّبنا الله فقال: « {وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها} وكان أحسن منها إعتاقها ».

وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إيّاه «وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل».

ويذكر أنه في أحد الأيام دخل فقير المسجد يسأل الناس فأرشده رجلا إلى الرجال الذين كانوا في ذلك الجانب من المسجد ليسألهم، وحين توجه إليهم فإذا بهم: الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر. فبادر الإمام الحسن بإعطاء الفقير 50 درهم، والإمام الحسين أعطاه 49 درهم، وعبد الله بن جعفر أعطاه 48 درهم.

وكان من ألقابه "الزكي"، و"كريم أهل البيت".

{عليه السلام}:

* * * * * * « 20 » * * * * * *

لتشويه سمعته والحط من قدره {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} التوبة /32 .

فقد أشيع عنه أنه مزواج ومطلاق قد تزوج بالمئات من النساء .

وأنه ذهب إلى الشام لأجل العطاء من معاوية . وهناك الكثير من هذه الشبهات والأكاذيب. هل الإمام الحسن سباب أوشتام ؟؟!!

ومن تلك الأكاذيب والإشاعات التي ألصقت به أنه سباب وشتام بذيء اللسان كما في الرواية الآتية وهي طويلة اخترت منها بعض مقاطع وينبغي الالتفات أننا لا نعطي شهادة تزكية لأحد فالتاريخ والتحقيق كفيل بذلك والذي نريد أن نعلق عليه في هذه الرواية هو الكلام المنسوب إلى الإمام الحسن عليه السلام والذي يمس بكرامته ومقامه الرفيع . وقد تنطوي في هذه الرواية وهي طويلة أمور ثابتة في غيرها من الروايات والآيات .

زوجــا ت الامام الحسن: {عليه السلام}:

وأما زوجاته أم أولادة - أم ولد خوله بنت منظورا فزارية، وأم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري الخزرجية، جعده بنت الأشعث، هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي، وأم عبد الله وأم سلمه ورقية. بين المنكبين، ربعة، ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخصب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن. أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.

خوله بنت منظور بن زَبّان بن سيار بن عمرو - أم بشير بنت أبي مسعود،- وهو عقبة ابن عمرو بن ثعلبة - جعده بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي - أم ولد تدعى بقيلة

- أم ولد تدعى ظمياء - أم ولد تدعى صافية - أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التميمي - زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال إمام الطهر و الكرم أبو محمد الحسن المجتبى {عليه السلام:}

«إن أبصر الأبصار ما نَفَذَ فِی الْخَیرِ مَذْهَبُهُ وَ اَسْمَعَ الإسماع ما وَعَی التَّذْكیرَ وَ انْتَفَعَ بِهِ وَ اسْلَمَ الْقُلُوبِ ما طهور اسلم القلوب ما طهر من الشبهات,

* * * * * * « 21 » * * * * * *

يتناقل البعض السذج من الناس أحاديث تتحدث عن كثرة زوجــات الامام الحسن:{عليه السلام}:والهجمة الشرسة الظالمة الغير أخلاقية من قبل بعض ضعفاء النفوس الغير مهتدين إلى صراط المستقيم.

تنــــــــــــــــويه:

أتوههم الامام الحسن ابن علي {عليه السلام}. انه كان كثير الزواج و كثير الطلاق من قبلا الواعظين والقصاصين الذين اتخذوا قصصاً خياليه وخوارق ومغامرات الأحاديث المغرضة والظالمة التي روجها لها بعض الضالين المظلين للنيل من إمامنا الحسن ابن علي ابن بنت رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله}. عاشوا الأئمة في عصر النبي وما بعده بين المنافقين وعداء الدين ولما كان الناس قد كذبوا على رسول الله في حياته كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {ع}. قد كذب على رسول الله {ص}. على عهده حتى قام خطيباً فقال:ــ من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار- {2}. ولم يكفّ الناس من الكذب عليه من بعده.

ومن هنا وقع التغيير في أحكام الإسلام في هذه الأمة، فإذا كان الله قد حفظ كتابه العزيز من التحريف فقد مدّت الأيدي إلى الحديث الشريف الذي فيه شرح القرآن وتحديد مفاهيمه، فغيّرت منه وبدّلت، ووضعت على رسول الله وآل بيت النبي من الكذب والافتراء ما وضعت.

ومن ثم وقع الخلاف بين أبناء هذه الأمة في كل جانب من جوانب الدين الإسلامي في عقائده وأحكامه.

وقع الخلاف في صفات الله: أهو جسم وله أعضاء وجوارح، وهل يرى يوم القيامة وكيف يرى {3}؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ



{1} الحشر: 7.

{2} راجع الخطبة 208 من نهج البلاغة، وصحيح البخاري باب {إثم من كذب على النبي}. من كتاب العلم وفتح الباري 1 /209.

{3} راجع كتاب التوحيد لابن خزيمة نشر مكتبة الكليات الأزهرية بمصر ط. سنة 1387 هـ. وكلمة حول الرؤية للسيد عبد الحسين شرف الدين ط. النعمان في النجف.

{4}أصل الشيعة وأصولها مقارنة مع المذاهب الأربعة الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء{ق}.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتناقل بعض قليلي العلم والأيمان وثلة من المغرضين روايات غير صحيحة كلها كذب محض من دون وعي وتحقيق وتدقيق وتمحص شبهة حقيرة مدسوسة اصبحة لهجة سهلة على السن الناس تتداول وتتردد عند حدوث طلاق اوزواج وفي مواقع أخرى من دون سبب والقصد منها ترويج الكراهية والبغض بين المذاهب الإسلامية المتآخية فيما بينها والحديث كلوه متجه إلى أن سبط وريحانة الرسول الأعظم {صلى الله عليه}. و سيد شباب أهل الجنة و شبيه رسول الله خَلقا و خُلقا الامام الحسن المجتبى {عليه السلام}. كان كثير الزواج و كثير الطلاق. معتمدين فقط على أحاديث ضعيفة وركيكة بشأن الإساءة إلى الرسول وآله بيته رويت في كتبنا, بدون أدنى تدبر وبصيرة وأدراك. كل هذه الروايات مكذوبة على سيد شباب أهل الجنة ، فإن الرواة لم يثبتوا له إلا عشر نساء على التحقيق ، وقد برر بعضهم زواج الامام الحسن{عليه السلام}. بقوله إنه كان يحلل المطلقات ثلاثاً لأزواجهن ولا يثق الأزواج بغيره في هذه المهمة ، فأساء إلى الإمام وإلى أهل البيت {عليه السلام}. من حيث لا يقصد ، وفي الوقت نفسه أتاح لبعض الجهلة أن يتناولوه {عليه السلام}. بالنقد والتجريح ، وأن يلصقوا به {عليه السلام}. ما لا يرضاه لنفسه كرام الناس ، فضلاً عن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله {ص}. وأشبه الناس به خَلقاً وخُلُقاً.

فما المقصود بأنه {عليه السلام}. يحلل المطلقات لأزواجهن ؟ فهل يرضى أحد الناس بذلك لنفسه ؟ وهل كان الإمام الحسن {عليه السلام}.همه شهواته ؟؟ ولا شيء عنده سوى الزواج والطلاق ؟ ثم إذا كان كذلك -على فرض صحته - فأين أولاده.

فالتاريخ يحدثنا أن أكثر الروايات في ذلك تنسب للإمام الحسن {عليه السلام}. إثنين وعشرين ولداً ، خمسة عشر منهم من الذكور وسبعه من الإناث .

وعلى ما يبدو أن الذين الصقوا بالإمام الحسن {عليه السلام}. كثرة الزواج والطلاق ثلاثة وهم : ألمدائني والشبلنجي وأبو طالب المكي ، وعنهم أخذ المورخون والكتاب من السنة والشيعة والمستشرقون .

إما علي بن عبد الله البصري المعروف بالمدائني والمعاصر للعباسيين فهو من المتهمين بالكذب في الحديث ، ومضعف ، كما جاء ذلك عن الذهبي وامتنع مسلمٌ عن الرواية عن ألمدائني في صحيحة . كما نص ابن حجر في لسان الميزان بوضعه للأخبار . كل ذلك مما يبعث على الأطمانان بان رواية السبعين التي لم يروها غيره - أي ألمدائني - من موضوعاته لمصلحة الحاكمين أعداء العلويين.

على أن ألمدائني نفسه الذي ادعى أنه {عليه السلام}. تزوج بسبعين، قد أحصى له عشر نساء لا غير وعدهن بأسمائهن كما جاء في المجلد الرابع من شرح النهج.

وأما رواية التسعين فقد أرسلها الشبلنجي في كتابه نور الأبصار ولم ينسبها لأحد ، كما انه لم يتحرى الصحيح في مروياته التي رواها في كتابه المذكور كما يبدو ذلك للمتتبع.

والمرسل إذا لم يكن مدعوماً بشاهدٍ من الخارج أو الداخل للاستدلال يصبحُ ساقطاً ، في حين إن الشواهد والقرائن ترجح بان من صنع الحاقدين على أهل البيت {عليه السلام}. وأما رواية المكي في قوت القلوب فهي أقرب للأساطير من غيرها لأنها لم ترد على لسان احد من الرواد، أضف إلى ذلك إن أبا طال بالمكي كان مصاب بالهستيريا كما نص على ذلك معاصروه. {7}. وروى الرواة أن الإمام الحسن كان كثير الزواج، وليس هذا بغريب، فقد عد أهل السير لجده المصطفى أكثر من عشرين امرأة، واستشهد أبوه أمير المؤمنين، وعنده 22، ولكن الغريب أن تحاك حول زواجه الروايات التي لا أساس لها ولا أصل. لا لشئ إلا للنيل من مقامه الشريف، من ذلك أنه كان إذا رأى جمعا من النسوة يقول لهن: من منكن تأخذ ابن بنت رسول الله؟ فيجبنه بصوت واحد: كلنا مطلقات ابن بنت رسول الله. وأي عاقل يصدق مثل هذا على الإمام الزكي الذي له عقل جده محمد المصطفى، وأبيه علي المرتضى؟! أي عاقل يصدق أن الإمام الحسن كان يقف على قارعة الطريق، وينادي معلنا عن نفسه ورغبته في الزواج والنكاح؟ وأغرب من كل ذلك جواب النسوة كلنا مطلقات ابن بنت رسول الله. متى تزوج بهذه الكثرة الكثيرة؟! ومتى طلقهن؟! وكيف اجتمع مطلقاته كلهن في مجلس واحد؟! وكيف خفين عليه، ولم يعرف حتى ولا واحدة منهن، وبالأمس كن في بيته وعلى فراشه؟! حقاً إن واضع هذه الأكذوبة قد بلغ الغاية من الجهل والرعونة، وأجهل منه من يصدق أمثال هذه الأكاذيب.{8}. قبل الرد على هذه الشبه, فليعلم الجميع بأن أي رواية عندنا تطعن في عصمة أو إمامة الرسول صلى الله عليه و آله أو أحد الأئمة المهديين الأطهار من أهل بيته, فإنها تأول أو يضرب بها عرض الجدار وتعتبر ساقطة لمعارضتها أدلة قطعية ثابتة من القرآن الكريم و السنة المتواترة لعصمتهم و إمامتهم صلوات ربي عليهم أجمعين.

على سبيل المثال وللتوضيح أكثر, حين يقول الرسول الأعظم {صلى الله عليه}. و آله كما ذُكِر في مذهب أهل السنة و ألجماعه: حبب إلي من دنياكم النساء و الطيب, و جعلت قرة عيني في الصلاة. و يأتي مسيحي ضال إلى أخينا السني يريد أن يطعن في عصمة الرسول { صلى الله عليه و آله}. وفي الدين ويقول: نبيكم يحب النساء كثيرا بإعترافه, تزوج 12 إمرأة, واحده منهن كان عمرها 6 سنين, و يستشهد بروايات السيدة عائشة {رض}. في البخاري و كيف أنه كان لا يستطيع إلا إن يقبلها في نهار رمضان و يباشر ها و هي حائض. فأنت أخي السني المنصف و نقي الفطرة و السر يره ستئول هذه الأحاديث أو ترميها و تضرب بها عرض الجدار لثبوت عصمة النبي الأعظم {صلى الله عليه و آله}. لديك.

* * * * * * « 22 » * * * * * *

أولادهـــــــــــــــــــــ:{عليه السلام}:

في كشف الغمة قال كمال الدين كان الحسن {عليه السلام}. له من الأولاد عددا لم يكن لكلهم عقب بل كان العقب لأثنين منهم فقيل كانوا خمسة عشر وهذه أسماؤهم - الحسن، زيد، عمرو، الحسين ، عبد الله ، عبدا لرحمن ، عبدا لله ، إسماعيل ، محمد ، يعقوب ، جعفر، ابوبكر، والقاسم.

وكان العقب منهم للحسن ولزيد وقيل كان له أولاد أقل من ذلك وقيل كان له بنت تسمى أم الحسن ، وقال ابن الخشاب ولد له أحد عشر ولدا وبنت والأولاد كما ذكر سابقا بالإضافة إلى الحسين ، عقيل ، أم الحسن فاطمة وهي أم محمد الباقر {عليه السلام}. أما الشيخ المفيد {ق.س} في ارشاده قال أولاد الحسن بن علي خمسة عشر ولدا ما بين ذكرا وأنثى وهم - زيد بن الحسن وأختاه أم الحسن وأم الحسين أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية والحسن بن الحسن أمه خوله بنت منظورالفزارية وعمرو وأخواه القاسم وعبدا لله بن الحسن أمهم أم ولد وعبدا لرحمن بن الحسن أمه أم ولد والحسين بن الحسن الملقب بالأثر وأخوه طلحة بن الحسن وأختهما فاطمة بنت الحسن أمهم أم اسحق بنت طلحة بن عبد الله التميمي وأم عبدا لله وفاطمة وأم سلمه ورقية بنات الحسن {عليه السلام}. لأمهات شتى وقتل مع الحسين عليه السلام من أولاده عبد الله والقاسم{عليه السلام}. وفي مقاتل الطاليين قيل لأبي اسحق متى ذل الناس قال حيث استشهد الامام الحسن {عليه السلام}. وادعى زياد وابوبكر.

روي الزبير بن بكارفي كتاب انساب قريش عن محمد بن حبيب في كتاب اماليه عن ابن عباس انه قال:أول ذل دخل على العرب موت الامام الحسن {عليه السلام}.

* * * * * * « 23 » * * * * * *

آل البيـــــــــــــــت في القرآن:{عَلَيْهَ السَّلامُ}:

وللإمام الحسن {عَلَيْهَ السَّلامُ}. مكانة عظيمه في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. حيث حمل القرآن الكريم بين طياته كثيراً من الآيات المبينات التي تنطق بمكانة الامام الحسن السبط وأهل البيت {عَلَيْهَ السَّلامُ}.عند الله تعالى نذكر منها هذه الآيات {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا{. و{ يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولاشكورا}. وأية المودة {قل لا سائلكم أجرا إلا المودة في القربى}. وفيما يتعلق بالأحاديث النبوية نكتفي بذكر حديثين الأول: {من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي}، {الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا{.

* * * * * * * * * *

بـوابـــــــــــــــــه:{عليه السلام}: وبوابه قيس بن ورقاء المعروف بسفينة ورشيد الهجري ويقال ميثم ألتمار.

هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344هـــ هدم الوهابيون قبره وقبور بقيه الأئمة *

ماقيــــــــل فيــــــــــه:{عَلَيْهَ السَّلامُ}.

يقول جلال الدين السيوطي في تاريخه : كان الحسن بن علي عليه {عَلَيْهَ السَّلامُ}. ذو ميزات أخلاقية و فضائل إنسانية جمة . كان سيداً جليلاً و قوراً , صبوراً , سديداً كريماً.

رحيماً , و حبيباً في قلوب الناس {2} .

* * * * * * « 24 » * * * * * *

تــــــــواضــــــــــــعه:{عليه السلام}.

حكي أبن شهر أشوب في المناقب من كتاب الفنون وكتاب نزهة البصر: إن الحسن{عليه السلام}. مر على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله}, إلى الغذاء فنزل وقال: فإن الله لا يحب المتكبرين.. وجعل يأكل معهم ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم و نقلاً عن ابن عباس قال: قال رسول الله محمد{صلى الله عليه وآله}: في الليلة التي عرج به إلى السماء شاهد على باب الجنة مكتوب لا اله إلا الله.. محمد رسول الله ..علي حبيب الله .. الحسن والحسين صفوة الله .. فاطمة أمة الله..على بغضيهم لعنة الله.

أشعار منسوبة إلى الإمام الحسن {عليه السلام}:

يا أهل لذة دنيا لا بقاء لها... إن اغترارا بظل زائل حمق‘.

* * * * * * « 25 » * * * * * *

سخائه وكرمه الامام الحسن: {عليه السلام}:

يكفي في كرمه و سخائه أن يقال انه انفق طوال عمره كل أمواله و ممتلكاته, مرتين في سبيل الله . و قاسم أمواله ثلاث مرات حيث انفق نصفها في سبيل الله و نصفها الأخر احتفظ بها لنفسه {5} .

* * * * * * « 26 » * * * * * *

نبذة عن صفاته وأخلاقه الحميدة:

و كان الإمام الحسن {عَلَيْهَ السَّلامُ}. أزهد الناس وأعبدهم وأفضلهم في زمانه وأعلمهم وأفضلهم حج عشرين حجة من المدينة إلى مكة مشيا على قدميه، وكان حليما كريما سخيا ما قصده ذو حاجة إلا رجع بقضائها. وكان أشبه الناس بالنبي{صلى الله عليه وآله}. وكان أكرم أهل البيت في زمانه وأحلم الناس.

و كان من كرمه }.عليه السلام}: أن قدمت له جارية من جواريه طاقة ريحان، فقال لها: أنت حرّة لوجه الله، ثم قال: هكذا أدّبنا الله تعالى: «و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها».. و من حلمه }عليه السلام}: أن شامياً رآه راكباً، فجعل يلعنه والإمام الحسن }عليه السلام{ لا يرد عليه، فلمّا فرغ أقبل الامام الحسن }عليه السلام{ فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنّك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك ولو سألتنا أعطيناك ولو استرشدتما أرشدناك ولو استحملتنا أحملناك وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك وإن كنت طريداً آويناك وإن كان لك حاجة قضيناها لك.

فلما سمع الرجل كلامه بكى وقال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته.

* * * * * * « 27 » * * * * * *

أصحــــــــــابـــــه:{عليه السلام}.

أصحابه الأوفياء{عليهم السلام}. هم نفس أصحاب أبيه علي {عليه السلام}.

1. إبراهيم بن مالك اشتر. 2. عبد الله بن عباس. 3. أبو ثمامه الصیداوى. 4. جابر ابن عبد الله النصارى. 5. جاریة بن قدامه. 6. جبلة بن على الشيباني.. 7. حبیب بن مظاهر أسدى. 8. حذیفة بن أسيد غفاري. 9. رفاعة بن شداد. 10. سعید بن قیس همداني.

11. قیس بن سعد أنصارى. 12. سعید بن مسعود ثقفي. 13. سلیم بن قیس هلالي.

14. صعصعة بن صوحان عبدي. 15. عامر بن وأثله كناني. 16. عمر بن أبى سلمه.

17. كمیل بن زیاد نخعي. 18. أبو مختف، لوط بن یحیى. 19. مسیب بن نجبه فزاري.

20. میثم بن یحیى تمّار. 21. سعد بن مسعود ثقفي.

* * * * * * « 28 » * * * * * *

البلاغة والفصاحة عند الامام الحسن: {عليه السلام}:

كان الإمام الحسن {عليه السلام}. قمّة في البلاغة والفصاحة، وكلامه دليل على ذلك، وإليك بعض كلماته الدالّة على ذلك:

1ـ عن جنادة بن أبي أميّة قال: دخلت على الحسن {عليه السلام}. في مرضه الذي توفّي فيه، فقلت له: عظني يا بن رسول الله ؟.

قال {عليه السلام}: "نعم يا جنادة، استعدَّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوّتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك.

واعلم أنّ الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن كان العقاب فالعقاب يسير.

واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله }عزَّ وجلَّ}.

وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا أخذت منه صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدَّقك، وإن صلت شدّ صولتك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمه سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتَ عنه ابتدأك، وإن نزلت بك إحدى الملمّات واساك، مَن لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسماً آثرك".

2ـ قال {عليه السلام}. في بيان إبطال الجبر والتفويض: "من لا يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كفر، من حمل ذنبه على ربّه فقد فجر، إنّ الله لا يُطاع استكراهاً، ولا يعطي لغلَبه لأنّه المليك لما ملَّكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يَحُل بينهم وبين ما فعلوا، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك.

فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب، ولو أنّه أهملهم لكان عجزاً في القدرة، ولكن له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم، فإن عملوا بالطاعات كانت له المنّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجّة عليهم".

* * * * * * « 29 » * * * * * *

حكم ووصايا الإمام الحسن:{ عيه السلام{.

ـ ما تَشاوَرَ قومٌ إلاّ هدوا إلى رُشْدِهم.

ـ اللؤم أن لا تشكُرَ النِّعمة.

ـ حسن السؤال نصفا العلم.

ـ القريب مَن قَرَّبتهُ المَودَّة وإنَ بَعُدَ نَسَبُه والبعيدُ من باعَدَتْه الموَدَّة وإن قَرُبَ نَسَبُه{2{.

ـ اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك، واعلم أن مروءة القناعة والرضا أكثر من مروءة الإعطاء، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها.

من وصاياه {ع}. لبعض ولده: يا بُنَّي لا تواخِ أحداً حتّى تعرِفَ موارِدَه ومصادِرَهُ فإذا استَنْبَطت الخُبرة ورضيت العِشرَة فآخِه على إقالةِ العَثرة والمواساة في ألعسره.

ـ مَن أدام الاختلاف إلى المسجد أصابَ إحدى ثمانٍ: آيةً محكمة وأخاً مُستفاداً وعِلماً مستطرفاً ورحمةً منتظِرَةً وكلمةً تدُلُّه على الهدى أو ترُّده عن ردىً وتركَ الذنوبِ حياءاً أو خشيةً.

ـ إنَّ من طَلَبَ العبادة تزكّى لها. إذا أضرت النوافلُ بالفريضة فارفضوها. اليقين معاَذُ للسّلامة. من تذكّر بُعدَ السَّفرِ اعتدَّ. ولا يَّغُشُّ العاقلُ من استنصحَهَ.

ـ لا تجاهد الطلب جهادَ الغالبِ ولا تتّكل على القدر اتّكال المُستَسلِم فإنَّ ابتغاء الفضلِ من ألسنه والإجمال في الطَّلَبِ من العفة وليستِ العِفّةُ بدافعةٍ رِزقاً ولا الحرصُ بجالبٍ فضلاً، فإن الرزق مقسومٌ واستعمال الحرص استعمال المأثم.

ـ لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لاهمه له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرةِ الناسِ بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم من العقل حرمهما جميعاً.

ـ علّم الناس وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنتَ علمك وعلمت ما لم تعلم.

ـ هلاك الناس في ثلاث: الكبر والحرص والحسد فالكبر هلاك الدّين وبه لعن إبليس والحرص عدوّ النفس وبه اخرج آدم من ألجنه، والحسد رائد السّوء ومنه قتل قابيل هابيل.

ـ يا بن آدم عفّ من محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنياً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب إن يصاحبوك به تكن عدلاً.

ـ الخير الذي لا شرَّ فيه: الشكرُ مَعَ النّعمةِ والصبر على النازلة.

ـ من اتكَل على حُسن الاختيار من الله له لم يتمنَّ انّه في غيرِ الحالِ التي اختارها اللهُ لَهُ.

ـ العار أهونُ من النّار.

المصادر:

{1}, تحف العقول ص2333 إلى .236. {2}. كشف الغمة ج 1 ص 572 و575.

* * * * * * « 30 » * *



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google