بقلم: خضير طاهر -
07-11-2016 يدرك القاريء المحترف ان حوالي 99 % أو اكثر من الكتب لاتحوي جديدا وهي عبارة عن ( شرح وتلخيص ) لأفكار الآخرين يقوم بها المؤلف ويكرر نفس الموضوع ، وهكذا تستمر العملية ، وصدرت آلاف وربما ملايين الكتب بهذه الطريقة ، وأهدرت اموال ووقت القاريء ، ولم تقدم له جديدا !
ما ألذي يدفع المؤلف الى إهدار سنين عمره وتحمل التعب ، وفي الآخر يصدر له كتاب عبارة شرح وتلخيص ولايضيف جديدا ؟
أعتقد توجد عدة أسباب لعل في مقدمتها غياب إحترام الذات ، فلو كان المؤلف يحترم نفسه فإنه من المؤكد سيختار لها أفضل الخيارات وسوف يسعى الى التميز والإبداع أو الصمت ، وأيضا سبب آخر هو حب الظهور في ان يرى نفسه أصبح كاتبا مشهورا ، ونستبعد الحافز المالي لأنه مهنة التأليف والنشر غير مربحه في الوطن العربي نظرا قلة مبيعات الكتب وغياب حقوق المؤلف ولصوصية أصحاب دور النشر .
طبعا بعض المؤلفين من ذوي النوايا النبيلة الذين يعتقدون ان واجبهم الأخلاقي يحتم عليهم شرح وتلخيص بعض المواضيع وتبسيطها من اجل فائدة الناس .
أكثر الإصدارات المكررة التي لاتأتي بجدد هي الكتب الدينية في المقدمة ، ثم السياسة ، وعلم الإجتماع والنفس والفلسفة والفن وغيرها ، وطبعا الحديث يخص الثقافة العربية تحديدا.
الأدب كذلك مصاب بهذه المشكلة .. إذ تجد الكثير من دواوين الشعر والروايات الهابطة الخالية من الأبداع والأصالة .. وهي عبارة عن إستنسخاخ مشوه لتجارب الأخرين .
من الضروري ان ينتبه القاريء قبل شراء أو قراءة أي كتاب الى مسألة الجديد الذي يضيفه الكتاب وهل هو شرح وتلخيص أم لا .. وايضا على المؤلف ان يتحلى بإحترام الذات ويرتفع بها الى مستوى التميز والإبداع أو الصمت .
