الوثيقة 72 التي دمرت العراق ماهي ؟ - قاسم محمد الحساني
الوثيقة 72 التي دمرت العراق ماهي ؟


بقلم: قاسم محمد الحساني - 08-11-2016
لم اجد سببا او اية اسباب لافكر بها واعرف لماذا دمر العراق بهذه الطريقة الماساوية فالنسيج الاجتماعي الذي كان يضرب المثل بقوته اصبح مهلهلا والاقتصاد العراقي في خبر كان والسيادة مرغ انفها في التراب وكل شيء في العراق ينعرض للتهديد والاذى ,عندها ادركت ان السبب قوي لدرجة ان كل الشر في العالم قد استفز وحضر بقوة لتخريب العراق ,وبعد بحث مضني وتبادل المعلومات مع المهتمين بالشان العراقي استطعت الوصول الى قلب المشكلة وسببها المباشر وهو ان العراق حضر مفاوضات حلف السنتو او الاطلسي عام 1955 وحاولت قيادة الحلف جعل نقطة الحلف في منطقة الشرق الاوسط في بغداد باتفاق باكستان وتركيا والعراق وان تكون هذه النقطة هي الدرع الواقي ضد المعسكر الشرقي ,وقد جرت مفاوضات طويلة وشاقة لتحقيق هذا الامر وقد وافق العراق في حينها ورحب بالامر بسبب ظروف تلك الفترة الحرجة من عمر العالم باجمعه ولكن بشرط اراده العراق ضمانا لمستقبله بان تتم اعانة العراق اقتصاديا وتامين خطوط دفاعية له من الاعتداءات المحتملة نتيجة لهذا الوضع الجديد وان تنتهي علاقة العراق بالحلف بعد عشر سنوات فقط من تاريخ توقيعه ,وافق المجتمعون كلهم على هذا الاقتراح العراقي وبدؤوا في العمل وبالفعل تم انشاء نقاط مراقبة في تركيا والعراق تحديدا في قاعدة الحبانية الشهيرة وفي منطقة الشعيبة العسكرية في البصرة وسميت الاتفاقية في حينها بوثيقة 72 الشهيرة ,وبدا المستشارون الغرب بالتوافد على العراق وبكثرة وتم تاسيس المقر الاداري الذي يقود العمل في العراق ودفع للعراق حينها مبلغ 150 مليون دولار لتحسين وضعه الاقتصادي المتعب جدا ,بعد ذلك لاحظ العراق بعد مرور اقل من سنة ان عمل هذه القيادة في العراق ليس لاغراض دفاعية ضد عدو محتمل بل تم استغلال وجودها لتعبئة الوضع العراقي الداخلي لتاييد الوجود الاسرائيلي ودفع الاموال للتجار والمؤسسات غير الحكومية للعمل بهذا الاتجاه ,وكان من بين الذين اتفقوا معهم مؤسسة التموين المدني ومؤسسة الملاحة البحرية وكذلك من الشخصيات الاجتماعية حنا الشيخ التاجر البحري المعروف في البصرة وكذلك معروف البطة الذي كان يمول علاوي التموين في بغداد وبعد تاشير هذا الامر اعلن العراق الغاء تعاونه مع قيادة الحلف وهدد بالانسحاب منه مالم تتوقف قيادة الحلف عن عملها هذا وتم تطمين العراق انه سيتم ايقاف هذا العمل وتم ارسال وفد عالي المستوى في حينها لاقناع الملك بعدم العمل هكذا مستقبلا ,ولكن بعد فترة قصيرة عاد العمل وبقوة هذه المرة وتمت مطالبة العراق بتسديد المبلغ المحول اليه والا ستكون هناك اجراءات دولية ضده عندها قرر العراق الغاء العمل نهائيا مع الحلف وطرد ادارته في العراق بشكل نهائي عندها قررت ادارة حلف الاطلسي ارسال النقطة اعلاه الى تركيا وتثبيتها هناك مع ايقاع عقوبات ضد العراق في كل المحافل التي يتواجدون فيها ,وبالفعل طرد العراق من مجموعة البحر الاعلى الملاحية في ايران ومن منظمة التنمية الابتدائية ومقرها اسطنبول كذلك ملاحقة الاصول المالية للعراق في بنوك كثيرة لاسترجاع الديون القسرية ,وايضا تم في محاضر اجتماعات الحلف الاطلسي انه سيعمل مع اي جهة واتجاه لضرب العراق وتدميره وعلى كل المستويات ومهما كان ثمن ذلك ,في نفس الوقت اعلن العراق اعترافه الرسمي بالاتحاد السوفيتي وهو اول بلد خارج المعسكر الاشتراكي يفتتح سفارة وملحقية للاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة ,لذلك كله ابتدا العداء واستمر وسيبقى ,اضافة الى ماتقدم قام العراق في اوائل عام 1958 بتاسيس منظمة الدفاع عن حقوق الفسلطينين في بغداد وتضمنت نشاطات عديدة منها الثقافية والفكرية والسياسية لايضاح حجم الظلم الواقع على الفلسطينيين والعرب وكيفية تعاون العالم مع العرب وارجاع حقوقهم ولكن كان التواجد والفعل الغربي اقوى ففشل كل عمل وكل اتفاق وتمت عملية شراء الذمم لدول كثيرة منها عربية وشخصيات مرموقة كان لها دور في المجتمع العربي ,وبهذا اسقط بيد العراق وبقي وحيدا ضد هذه التوجهات الغربية .

هذا اذن السبب الحقيقي الذي كنا لانعلمه وان كنا نتوقعه من العراق صاحب التاريخ النضالي المشرف ضد الظلم والاضطهاد ,فهل من مدكر ليعلم عمق العراق وتالقه وتوهجه امام الظلم والشيطان .

الوثيقة موجودة في سجلات وزارة الخارجية الامريكية بالرقم 72 وبتاريخ 18/5/1955

ولمن يريد الاستزادة مراجعة اتفاقات اسطنبول لنجم الدين اربكان الصادر عام 1985 في دار الكتب العربية بيروت .

تحية للعراق العظيم وهو يعبر عن مبدايته في رفض الظلم واحقاق الحق وتحية لكل غيور على بلده والله المستعان .

قاسم محمد الحساني



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google