على أن لايكون النص منشوراً... - ابتسام ابراهيم
على أن لايكون النص منشوراً...


بقلم: ابتسام ابراهيم - 09-11-2016
قبل عدة سنوات من الآن أرسلت لي صديقة -كان نصيبها من القدر ان تتزوج قريبها المقيم في إحدى البلدان العربية الشقيقة- رسالة تطلب مني فيها الاشتراك بمسابقة شعرية تقيمها الدولة التي تسكنها مرفقة بشروط المشاركة
و التي كانت على المستوى المحلي لذا تساءلت عن جدوى انضمامي إليهم وهي خاصة ببلدهم فأخبرتني أنهم الآن يفكرون بتوسيع دائرة الشعراء لتشمل المحيط العربي ولمحبتها تذكرتني بعد سنين طوال من الفراق.
قرأت شروطهم فوجدتها شروطا هينة لا تكبل الشاعر بقيود خصوصا لمن قد يركنون على الرفوف لاعتبارات إخوانية , وكان من بين الشروط (يشترط في النص ان يكون منشورا في صحيفة أو مجلة أو كتاب أو موقع الكتروني مع إرسال صورة للنص المنشور مرفقة مع النص الأصلي) عندها أجريت بحثا عن المسابقات الشعرية في العراق فوجدتها متباينة بين هذا وذاك بين ان يكون النص قد اخذ طريقه إلى وسائل الإعلام وآخر رغبوا في بقاءه حبيسا بين أوراق الشاعر نفسه .هنا تحدث المفارقة التي أتحدث عنها فما جدوى أن يشترك الشاعر في مسابقة لم يطلع عليها المتلقي ولم تتلقفها العيون وتحظى بآراء ثلة لها باعها في الشأن الشعري
ما أهمية أن يكون النص معلقا في دفاتر الشاعر او حاسوبه لمجرد انه يريد ان يشترك في بمسابقة خصوصا إذا علمنا ان النص الشعري هو وليد اللحظة والموقف فبعض النصوص تفقد خاصيتها بمجرد أن ينتهي الحدث الذي كتبت لأجله ولا اقصد هنا انها تفقد جماليتها لكنها في حينها قد تحرك المشاعر وتلهم الآخرين للتذوق الشعري وتستعير عقول الأفذاذ للاطلاع عليها
قال لي احد الزملاء ذات يوم متحدثا عن مسابقة شعرية اشترك فيها "اضطررت ان اكتب لها شيئا على عجل فلم أجد خيالا يعصف بي أو موقفا يشدني طيلة الفترة المخصصة لاستلام النصوص لأنني أزف قصائدي إلى وسائل الأعلام حالما أكون مقتنعا بها ومستوفية لأوجاعي ومشاعري بعد ان أقوم بعملية غربلة للزوائد التي ترافقها. هنا يكمن الموقف "كتب نصا على عجل" لان الخيال قد خانه والصورة الشعرية لم تسعفه لامتطاء صهوة الكلمات فاضطر ان يكتب شيئا سيكون شبيها بنص الفنان عادل إمام في مسرحية الزعيم ( هشتكنا وبشتكنا يا ريس).
لم اكتب هذا من باب الانتقاص أو زجّ رأي قد لا يتقبله أصحاب الحل والعقد في الوسط الثقافي لكنها حالة يجب الالتفات لها ومراعاة للشاعر كي يكون على اهبّة الاستعداد حين تطرق بابه المسابقات ومجاراة أقرانه في الوسط الثقافي لا أن يكون مقيدا بقيود قد لا يكون لها من الأهمية بالنسبة لمستوى النص المكتوب فالمتلقي هو من يرتشف الحروف الشعرية في روحه و بعض نقاد مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون دوما عن كل ما هو جديد ليرفدوا أروقة الصحف بمقالاتهم المميزة التي كانت ومازالت بابا لاكتشاف المواهب الشعرية وتمييز الغث من السمين.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google